شرق أوسط

فلسطين: الاستيطان يتضاعف وينتشر كالسرطان منذ أوسلو

فادي ابو سعدى

  • الاستيطان تضاعف على الأرض الفلسطينية عدة مرات منذ أوسلو
  •  يواصل الانتشار كالسرطان في القدس المحتلة وكافة مدن الضفة الغربية

– رام الله – نشر المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان في تقريره الاسبوعي أن حجم التوسع الاستيطاني تضاعف في الضفة الغربية بما فيها القدس عدة مرات منذ اتفاق “أوسلو” الذي تم التوقيع عليه في حديقة البيت الابيض في واشنطن في الثالث عشر من ايلول عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.

وواصل عدد المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة ارتفاعه منذ عدوان حزيران 1967 ليصل الى 158 مستوطنة في الضفة الغربية بما فيها القدس كان آخرها مستوطنة عميحاي الى الجنوب من مدينة نابلس والمخصصة لمستوطني البؤرة الاستيطانية، عموناه، واكثر من 250 يؤرة استيطانية حتى أيلول/سبتمبر 2018. بينما ارتفع عدد المستوطنين من نحو 115 الفا قبل التوقيع على اتفاقية اوسلو الى نحو 765 مستوطنا هذه الأيام.

وتوسعت رقعة الاستيطان خلال العام الماضي، وتسارعت وتيرته وتطورها لتأخذ تثبيت وتشريع البؤر الاستيطانية منذ تولى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، حيث تم خلال العام الماضي البدء ببناء 6742 وحدة استيطانية في 59 مستوطنة تعتبر 78% منها مستوطنات معزولة في عمق الضفة الغربية وذلك بزيادة ملحوظة عن البناء في العام الذي سبقه، وأنه تم خلال عام 2017 بناء آلاف الوحدات الاستيطانية بزيادة قدرها 17% مقارنة بالمتوسط في السنوات التي تولي فيها بنيامين نتنياهو منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية عام 2009 فضلا عن البدء بتبييض عدد من البؤر الاستيطانية وفقا لقانون التسوية الذي اقره الكنسيت الاسرائيلي في شباط من العام الماضي.

وقد تواصل النشاط الاستيطاني بوتائر متسارعة بفضل الدعم الذي توفره الحماية الاميركية لحكومة الاحتلال الاسرائيلي، ففي سياق الاعتداءات على ممتلكات الفلسطينيين أخطرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي المواطنين الفلسطينيين في الأغوار الشمالية بالاستيلاء على 1079 دونما من أراضيهم “لأغراض أمنية” في منطقة الرأس الأحمر، جنوب شرق طوباس. موزعة على (15) قطعة أرض، في خمسة أحواض، وكلها اراضي “طابو”. وتبلغ مساحة سهل “البقيعة” الذي يضم أراضي “الرأس الأحمر” تقريبا 98 ألف دونما، كانت قوات الاحتلال قد أخطرت قبل أكثر من شهرين تقريبا بوضع اليد على 68 دونما من المنطقة نفسها ؛ للسبب ذاته. وتعطي حكومة الاحتلال الاسرائيلي الاستيطان في الأغوار الفلسطينية أهمية خاصة وتفضل الاستثمار في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة بشكل عام ومستوطنات الاغوار بشكل خاص وتخصص لذلك الأموال الضرورية، حيث أنها خصصت 417 مؤخرا مليون شيكل لصالح تطوير الاستيطان في منطقة البحر الميت، لجذب المزيد من المستوطنين وتهويد مناطق الأغوار.

وقررت حكومة الاحتلال تحويل تلك المبالغ التي كانت مخصصة للبحر الميت الذي يتراجع مستوى المياه فيه بمعدل متر سنوياً، بسبب ظاهرة “الخسفة” حول منطقة البحر بفعل نسبة الجفاف العالية، لصالح التوسع الاستيطاني في المستوطنات المقامة حوله خارج الخط الأخضر بزعم التطوير السياحي.

وشهدت مدينة القدس المحتلة تصاعدا في اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى الذي شهد اقتحام عضو “الكنيست” المتطرف يهودا غليك، ووزير الزراعة أوري أريئيل، وخلال هذه الاقتحامات شهد المسجد اعتداءات عديدة، شملت صلوات تلمودية، وإدخال أحد ضباط الاحتلال زجاجة خمر إلى الأقصى كما اقتحم النائب المتطرف في “الكنيست” يهودا غليك باحات المسجد الأقصى، وخلال الاقتحام قام غليك بأداء صلوات تلمودية قُبالة مصلى قبة الصخرة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة.

وتسير نشاطات حكومة اسرائيل الاستيطانية جنبا الى جنب مع سياسة تطهير عرقي في ظل مقاومة شعبية فلسطينية تنمو في مواجهتها، حيث يشارك المئات من المواطنين للأسبوع الثالث على التوالي في الاعتصام المفتوح على أرض قرية الخان الأحمر، منددين بقرار المحكمة العليا الإسرائيلية الأخير بترحيل سكان القرية البالغ عددهم 191 نسمة، غالبيتهم من الأطفال والنساء. وتشارك وفود شعبية من مختلف محافظات الضفة الغربية في الاعتصام وينضم إليهم رجال دين مسيحيون والعشرات من المتضامنين الأجانب تعبيرا عن تضامنهم مع سكان القرية وسائر التجمعات البدوية في المنطقة ، البالغ عددهم أكثر من خمسة آلاف نسمة، والمهددون أيضا بالترحيل القسري عن مساكنهم . ويؤكد أبناء عشيرة أبو داهوك الذين يسكنون القرية أنهم سيبقون صامدين فوق أرضهم ولن يرحلوا عنها، حتى وإن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بهدم منازلهم وشددوا على أن قيام قوات الاحتلال بهدم مساكن قرية الوادي الأحمر، التي شيدت حديثا قرب قريتهم الخان الأحمر، لن يرهبهم، ولن يرغمهم على الرحيل من أرضهم، التي يسكنونها منذ قرابة 51 عاما.

على صعيد آخر تواصلت المواقف الامريكية المعادية للشعب الفلسطيني والتي كان أخرها ما صرح به السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان إنه “لا ينبغي على إسرائيل أن تطلب إذنًا من الولايات المتحدة” لبناء المستوطنات في الضفة الغربية. وقال السفير الامريكي المعروف بدعمه للاستيطان في مقابلة مع صحيفة اسرائيل اليوم اليمينية المتطرفة ان اسرائيل تستطيع البناء في الضفة الغربية دون موافقة امريكية. كما كرر فريدمان رأي الرئيس دونالد ترامب بأن المستوطنات لا تشكل عقبة أمام السلام.

وبرز خلال الأسبوع الفائت ايضا قرار الرئيس الأمريكي ترمب قطع مساعدات أمريكية كانت تقدم إلى مشافي القدس، وهو قرار سيرفع معاناة هذه المشافي، التي تقدم خدماتها سنويًا لآلاف المرضى من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة فيما رفضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني الاجتماع بوفد من المستوطنين برئاسة مجلس المستوطنات في شمال الضفة الغربية يوسي داغان والذي وصل الى بروكسل في اطار جهود دعائية لمواجهة المقاطعة ضد دولة الاحتلال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق