السلايدر الرئيسيشرق أوسط

محللون: دخول الجيش السوري “منبج” أحرق ورقة أردوغان في شرق الفرات

شوقي عصام

ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ قال محللون سياسيون سوريون، إن دخول الجيش السوري إلى مدينة منبج، بالتعاون والترحيب من جانب قوات سوريا الديمقراطية، وقوات حماية الشعب الكردي، برعاية روسية، أحرق ورقة رهان يلعب بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مخططه باقتحام منطقة شرق الفرات، مشيرين إلى أن أي مواجهة من جانب الجيش التركي، والميليشيات السورية التابعه لـ”أردوغان”، مع الجيش السوري والقوات الكردية، سيتحول إلى مجزرة دولية، ستتحمل مسؤوليتها عالميا أنقرة.

وأشار محللون سياسيون سوريون، إلى أن الاتفاق الذي جرى بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش التركي، بدخول الأخير إلى مدينة “منبج”، جعل موازين القوة حول محاور شرق الفرات، خارجة من يد الرئيس التركي، مما منع من تكرار ما حدث في “عفرين”، في بداية 2018، متوقعين تحركات جديدة، تجمع قوات الجيش السوري مع قوات سوريا الديمقراطية بشكل أكثر توسعاً في منطقة شرق الفرات.

ويتمسك الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، منذ صباح الجمعة، بالتشكيك  في حقيقة دخول الجيش السوري إلى مدينة منبج، وأن الأمر لا يتعدى بقيام قوات الأسد، بإدارة حرب نفسية، وأن تركيا تأخذ الأمر على محمل الجد، والمسألة لا تتعلق بمنبج وحدها، في إشارة إلى مناطق شرق الفرات، التي تعتزم أنقرة تنفيذ عملية عسكرية واسعة فيها ضد الجماعات الكردية.
وقال المحلل السياسي السوري، يعرب خيربك، إن دخول القوات السورية “منبج”، برعاية روسية، وتنسيق مع قيادات قوات سوريا الديمقراطية، صدم “أردوغان” من حرق أوراق رهان مهمة له في عملية شرق الفرات، وهو ما جعله يكذّب حتى الآن دخول الجيش السوري إلى المدينة، خاصة مع مرافقة قوات حماية الشعب الكردي للجيش السوري، لافتاً إلى أن الاتفاق الذي دخل به الجيش السوري إلى منبج لن يتوقف في هذه المنطقة فقط، لا سيما مع إعلان قوات سوريا الديمقراطية، الترحيب بوجود الجيش السوري في المستقبل القريب، في شرق الفرات، ومدن القامشلي، الحسكة، دير الزور، الرقة.

وأوضح “خيربك”،في تصريحات لـ””، أن الحشود التركية على “منبج”، كانت كبيرة من جانب الجماعات الإسلامية، التابعة لتركيا التي جاءت من إدلب، إلا أن الجيش السوري بالتعاون مع الأكراد  فاجأ الجميع، وتم رفع العلم السوري في احتفال جماهيري مشترك، ويتم العمل الآن بين الجانبين، الجيش السوري والكرد، على استكمال خريطة الانتشار.
ووصف “خيربك”، بأن الدخول إلى “منبج”، هو أول انتصار عسكري وسياسي بالتوافق بين الدولة السورية، وقيادات “قسد”، مما يعني عودة الأكراد إلى سيادة الدولة السورية، والأهم أن قوات سوريا الديمقراطية أخذت درساً مهماً مما جرى في عفرين، وهذا يتزامن مع تقدم قوات الجيش باتجاه دير الزور، وشرق الفرات على محاور مهمة.

فيما قال أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية في جامعة طرطوس ،د.ذو الفقار عبود ،في منشور توضيحي على صفحته بموقع التواصل الأجتماعي “فيسبوك”، إن مدينة منبج الاستراتيجية، تقع شمال شرق مدينة حلب وتربط مدينة الباب بمدينة الرقة وتبعد 30 كيلومترا عن النقطة الحدودية الفاصلة بين سوريا وتركيا، أصبحت عقدة تجسد تناقض وتضارب مصالح إقليمية ودولية، ففي 24 أغسطس عام 2016 ،أعلنت تركيا عن عملية عسكرية غير شرعية داخل الأراضي السورية لدعم ميليشيا الجيش الحر، ثم تدخل الجيش التركي المحتل وسيطر على مدينة الباب الاستراتيجية في 23 فبراير، ومن ثم تقدم باتجاه مدينة منبج للسيطرة عليها وعندها سارع مجلس منبج العسكري إلى تسليم قوات الجيش السوري مناطق غرب المدينة التي تضم نحو 40 قرية على مساحة 800 كيلو متر مربع لتصبح قوات الجيش السوري وجها لوجه مع ميليشيا الجيش الحر من الجهة الغربية لـ”منبج”، وتزامن ذلك مع انتشار غير مسبوق لمدرعات أمريكية من جهة الشمال ،وبذلك تم تطويق المدينة عبر خط دفاعي تشارك فيه روسيا والولايات المتحدة وبالتالي تم حرمان تركيا من إتمام هدف عملية درع الفرات ، أي أن الطريق إلى منبج بات يجبر ميليشيا الجيش الحر على مواجهة قوات الجيش السوري من جهة الشمال وثم من جهة الجنوب بعد دخول الجيش السوري للمدينة، وهذا يعني عمليا قطع الطريق على جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من ميليشيات الجيش الحر للوصول إلى الرقة وبالتالي إلى شرق الفرات.
بينما لفت المحلل السياسي، فادي عاكوم، إلى أن دخول الجيش السوري إلى منبج ضربة في الأساس للمخابرات السورية، حيث إن هذا الدخول سبقه تمهيد بتواجد مكثف لعناصر من المخابرات السورية في منبج منذ 3 أيام، مشيراً إلى أن أي تحرك للجيش التركي أو الجماعات التابعة له، سينتج عنه مجزرة متبادلة، سيتحمل مسؤوليتها دولياً الأتراك، خاصة بعد الاتفاق الأخير بين الأكراد ودمشق.

وقال “عاكوم”، في تصريحات لـ””، إن هناك أهمية كبيرة لـ”منبج”، فيما يتعلق بمنطقة شرق الفرات، كونها في الأساس منطقة مواجهة، وتعتبر رمانة الميزان في شرق الفرات، مشيراً إلى أن المواجهة الحقيقية، ستكون في طريقة الانتشار التعاوني المشارك من جانب الجيش السوري وشرق الفرات، ومدى الضمانة السورية الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق