السلايدر الرئيسيشرق أوسط

بين العمل المخابراتي ومحاولات إثبات الوجود للجماعات.. رسائل الإرهاب في عملية المريوطية بمصر

شوقي عصام

ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ قال مسؤولون في قطاع السياحة وأمنيون مصريون، إن الشكل البدائي، الذي ارتكب به العملية الإرهابية، التي استهدفت حافلة سياحية في منطقة المريوطية بمحافظة الجيزة المصرية، لا يبعد تورط أجهزة مخابراتية إقليمية وراء هذا الحادث، وذلك في ظل انتعاش السياحة لأول مرة بشكل كبير على مقربة من المعدل التاريخي في عام 2010، الذي كان 14.7 مليون سائح، وجاء بإيرادات بلغت 15 مليار دولار.

وأوضح مسؤولون وأمنيون مصريون، أن الأمن المصري نجح في النزول بمعدل العمليات الإرهابية بشكل كبير في عام 2018، وهذا النجاح جاء بهذه العملية البدائية، في ظل التضييق الأمني، الذي يمنع العمليات الكبرى نوعياً، مشيرين إلى أن رسائل هذه العملية، هي ضرب موسم السياحة المنتعش، بإلغاء الوكلاء الأجانب للأفواج المتفق عليها، والتشويش على التوصيات الدولية الأخيرة، باعتبار مصر مكاناً آمناً لقضاء العطلات والإجازات، والتأثير على الحدث السياحي المهم، الذي تحتضنه مدينتا الأقصر وأسوان، بزيارة الملكة ماتيلد دوقة برابانت، زوجة الملك فيليب، ملك بلجيكا، التي تستغرق 3 أيام، برفقة عدد من أفراد الأسرة المالكة، للاحتفال برأس السنة في أحد الفنادق العائمة بالأقصر.

وفي الوقت الذي تحاول فيه، صفحات التواصل الاجتماعي، تحميل الأمن المصري مسؤولية الحادث، أكد رئيس وزراء مصر، د.مصطفى مدبولي، أن الأتوبيس السياحي خرج عن المسار المؤمن للرحلات السياحية من جانب قوات الأمن، مؤكداً في تصريحات على خلفية الحادث، أن الصراع مع الإرهاب سيظل قائماً في كل مكان بالعالم، ولا توجد دولة لا تتعرض لحوادث إرهابية، وأن المهم طريقة التعامل مع الحادث والقدرة على احتوائه، وبذل كل الجهد لعدم تكراره، في ظل الدور غير التقليدي والقوي من جانب قوات الجيش والشرطة، الذي وجه ضربات استباقية للحركات الإرهابية بقوة في الفترة الأخيرة، لافتاً إلى أن غرض من ارتكبوا الحادث، هو تضخيمه.

وفي هذا الإطار، قال عضو الاتحاد العام للغرف السياحية المصرية، د. حسام هزاع، إن الحادث له تأثير وقتي، في ظل وجود انتعاش سياحي حقيقي هذا العام، هو الأقرب في السنوات الثمانية الأخيرة لموسم 2010، الذي جاء بأكثر من 14 مليون سائح إلى مصر.

وأوضح “هزاع”، أن العمل المخابراتي قائم في هذا الحادث، على الرغم من طريقته البدائية، في ظل التوصيات الدولية بالتوجه إلى مصر كمكان سياحي آمن، وما يروج له الإعلام الأوروبي في حملات غير مدفوعة، بأن مصر هي الأفضل حالياً في الإجازات والأعياد، وأنها قادمة بقوة لتصدر السياحة في العالم.

وشدد “هزاع” في تصريحات لـ””، على ضرورة تصعيد عمليات التأمين بشكل أكبر، على الرغم من الجهد القوي المقدم من جانب الشرطة، وفي النهاية لا يوجد تأمين بنسبة 100%، وهناك تفاهم بين كل الجهات لمواجهة العمل، الذي يستهدف هذا الموسم السياحي.

وتابع: “لا نتصور إلغاء حجوزات سياحية بسبب هذا الحادث العرضي، من الممكن أن تؤثر بشكل قليل على من يفكر في التوجه لمصر في الشهور المقبلة، ولذلك يجب أن تنظر لجنة إدارة الأزمة على ما سيقدم في الإعلام الدولي، وإذا كان هناك تضخيم للحادث، فيجب أن يواجه ذلك عمليات دعائية قوية”.

 بينما أوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد نور الدين، أن الحادث يستهدف السياحة المصرية المنتعشة، في ظل توصيات دولية للسياح بالتوجه إلى مصر، ووجود العائلة المالكة البلجيكية في الأقصر وأسوان، وارتفاع معدلات السياحة بشكل عام، بعد نجاحات الأمن المتوالية، بتوجية ضربات موجعة للجان المسلحة للجماعات الإرهابية، ليحمل عام 2018، أقل معدل للحوادث الإرهابية في العقد الأخير.

وأشار “نور الدين”، في تصريحات لـ””، إلى أن هذه العملية عمل مخابراتي، بالرغم من الشكل البدائي الذي تمت به، التوجيه الخارجي للعناصر الإرهابية كان استهداف الكنائس، وفي ظل التشديد الأمني على الكنائس، تحول التوجيه إلى استهداف الحافلات السياحية، التي تعتبر هدفاً رخواً يتم عبر عبوة ناسفة على أحد جوانب الطريق، والهدف هو إثبات الوجود فقط  لهذه الجماعات، ومحاولة الإضرار بالسياحة، التي وصلت لمعدلات مرتفعة، أصبحت على مساواة مع معدل السياحة في عام 2010.

وأردف: “لا يوجد أمن يحمي بنسبة 100%، والأمن مستنفر، ولا توجد إجازات في وزارة الداخلية، والحالة الأمنية “ج –قصوى”، في وسط توقيت هو الأصعب في العام بين تأمين أعياد المسيحيين، والاحتفالات العامة بالسنة الجديدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق