أوروبا
الأنظار تتركز على التصويت المرتقب لمجلس العموم البريطانى على اتفاق البريكست
ـ بروكسل ـ جاءت عطلات نهاية العام كفترة استراحة وهدوء في مختلف أنحاء أوروبا بالنسبة لوتيرة تدفق الأنباء الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والمعروف بـ “بريكست” حيث تم تأجيل جلسات مجلس العموم البريطاني حتى السادس من كانون ثان/ يناير، على الرغم من أنه لم يتبق سوى أقل من مائة يوم على موعد الرحيل.
وتتسارع الوتيرة مجددا في السابع من كانون ثان/ يناير عندما يستأنف البرلمان النقاش بشأن اتفاق الانسحاب الذي توصلت إليه حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع بروكسل وقوبل بانتقادات شديدة واسعة النطاق. ومن المقرر إجراء تصويت فى الأسبوع التالى لاستئناف المناقشات .
وفي تناقض حاد مع الجدل الدائر الذى يتسم بالعناد في بلادها بشأن بريكست، استغلت الملكة إليزابيث الثانية خطابها السنوي بمناسبة عيد الميلاد “الكريسماس” للدعوة إلى “السلام على الأرض والرضا للجميع “.
وبدون الإشارة إلى بريكست بوجه خاص، شددت الملكة إليزابيث على الحاجة إلى انتهاج الكياسة سبيلا بين أولئك الذين لديهم وجهات نظر متعارضة.
وقالت الملكة 92 عاما إنه “حتى مع الاختلافات العميقة، يعد دائما التعامل مع الآخر باحترام وكإنسان خطوة أولى طيبة نحو تفاهم أكبر.”
وفي رسالتها بمناسبة عيد الميلاد، ونشرت يوم الاثنين في صحيفة “ديلي اكسبريس”، أطلقت ماي أيضا دعوة إلى الوحدة في حين حضت نواب البرلمان على دعم اتفاق الانسحاب.
وتم التفاوض على النص القانوني الذي جاء في 585 صفحة بين لندن وبروكسل من أجل منع بريطانيا من الخروج بدون ترتيبات انتقالية.
وكتبت ماي: “(الأعياد هي) وقت نجد أنفسنا ننحي فيه خلافاتنا جانبا ونركز على ما يهم فعلا.”
وأضافت “كلما وافق ( البرلمانيون ) في وقت مبكر على اتفاق بريكست السليم، كلما تمكنا بشكل مبكر من العودة للتعامل مع هذه القضايا وبناء دولة تعمل من أجل الجميع”.
من ناحية أخرى، كان المشهد في الأسواق حول العالم أكثر اضطرابا، ويرجع ذلك جزئيا إلى تصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حدة التوتر مع مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي).
لكن تنامي التوقعات بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بدون اتفاق” كان أيضا مصدر قلق في خضم توقعات اقتصادية عالمية قاتمة لعام .2019
وأفاد معهد الأعمال الألماني الأربعاء الماضي ، على سبيل المثال ، بأن 21 شركة من أصل 48 شركة شملتها دراسة أجراها فى قطاع الأعمال ، توقعت تردي الأوضاع في عام 2019، مقارنة مع شركتين فقط قبل عام. وكانت الشركات الموجه إنتاجها للتصدير متشائمة بشكل خاص.
وفيما يتعلق بأوروبا، أشار المعهد إلى المخاوف بشأن بريكست واحتجاجات “السترات الصفراء” في فرنسا والمشاكل المالية في إيطاليا باعتبارها من أكبر المخاطر التي تواجه القارة.
كما تحدثت غرفة التجارة والصناعة الألمانية عن توقعات أكثر ضعفا لعام 2019، مشيرة إلى توترات البريكست من بين الأسباب التى أدت لتلك التوقعات . وقال رئيس الغرفة إريك شفايتسر لوكالة الأنباء الألمانية يوم الاثنين الماضي أنه يتوقع وظائف إضافية بمقدار 500 ألف وظيفة مقابل 580 ألف وظيفة في عام .2018
وقال إننا “لا نرى خطرا حادا لأي ركود، لكن الأجواء تزداد هشاشة. نادرا ما رأينا هذا القدر الكبير من عدم اليقين الاقتصادي.”