أوروبا

مفوضة التجارة الأوروبية: الحروب التجارية ليست أمرا جيدا وكسبها غير سهل

ـ بروكسل ـ قالت مفوضة التجارة بالاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم إنها لاتزال ترى إجماعا فى الرأى حول التجارة الحرة فى العالم ، وأنها ما تزال متفائلة إزاء إمكانية إبرام صفقات تجارية خلال العام الجديد 2019 ، مضيفة أنها ” تعتقد أن الحروب التجارية ليست أمرا جيدا ولا ترى أنه من السهل كسبها”.

وذكرت مالمستروم ، ردا على سؤال حول الموعد المتوقع لقيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتطبيق رسوم على واردات السيارات من الاتحاد الأوروبي ، خلال مقابلة أجرتها معها مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) : ” لم يتم اتخاذ قرار رسمي بعد… إنه (ترامب) ينظر في الأمر، لكن لا أحد يعلم ما إذا كان سينفذ ذلك أم لا. ومن جانبنا نحن نقوم بإعداد قائمة من تدابير إعادة التوازن إذا كانت هناك حاجة إليها”.

وحول عدم تحقيق تقدم بشأن خطة مشتركة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في تموز/يوليو تهدف إلى إلغاء التعريفات الجمركية على السلع الصناعية غير المتعلقة بالسيارات وإلى تقليص القيود في الخدمات والمواد الكيميائية والمستحضرات والمنتجات الطبية، قالت مفوضة التجارة بالاتحاد الأوروبى : “نحن بحاجة لمعرفة ما يمكننا التفاوض عليه بالفعل “.

وأضافت: “الأمريكيون غير حريصين للغاية على بدء العملية لاستكشاف ذلك أو ما يسمى بالتقييم. لكني سأذهب إلى هناك في التاسع من كانون ثان/يناير لمواصلة تلك المحادثات. ومن ثم سنرى أين نحن”.

وحول تأثير إجراءات إعادة التوازن التى فرضها الاتحاد الأوروبى فى تموز / يوليو على الدراجات النارية والسلع الزراعية والمنتجات الأخرى من الولايات المتحدة ، ردا على الرسوم الأمريكية الجديدة على واردات الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي، قالت: “نحصل على أدلة غير مؤكدة من الشركات تفيد بأن ذلك أصبح أكثر تكلفة، لكننا لم نحصل على الصورة كاملة بعد. من السابق لأوانه قليلا تحليل ذلك”.

وفي ردها على سؤال عن مدى خطورة النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وهل يمكنه في الواقع تحفيز التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأوروبي والصين، قالت مالمستروم: “أبدا ، بشكل عام، الأمر سيء، لأن شركاتنا الكبرى مندمجة بشدة في الاقتصادين الأمريكي والصيني، ويتسبب هذا في خلق وضع غامض، ولا نعتقد أن الحروب التجارية أمر جيد أو أنه من السهل كسبها”.

وحول اتفاق قادة مجموعة العشرين أثناء اجتماعهم في الأرجنتين على دعم إصلاح منظمة التجارة العالمية، وجهت وكالة (د.ب.أ) للمسؤولة الأوروبية سؤالا عما إذا كانت توافق على أن الأمر سيستغرق عقدا بدلا من بضع سنوات؟ وردت قائلة: “لا يمكننا القيام بذلك دفعة واحدة”.

وأضافت: ” لكننا قدمنا مقترحات حول الشفافية وعملية الإخطار ضمن أمور أخرى. والولايات المتحدة معنا فى ذلك ، وإذا ما تم الدفع بذلك قدما إلى الأمام ، فإن هذا سيعزز الثقة. نحن نعمل مع الولايات المتحدة واليابان لنحاول أن نرى ما إذا كان بإمكاننا سن قواعد جديدة لمنظمة التجارة العالمية لأننا فى أمس الحاجة إلى تحديث مدونة القواعد في عدد من المجالات. ولكن هذا مجال يرتبط أساسا بالإعانات الصناعية الضخمة للمشروعات الصينية المملوكة للدولة”.

وبسؤالها عما إذا كانت الصين ستوافق على إصلاح منظمة التجارة العالمية إذا تطلب الأمر تغييرات كبيرة في كيفية دعمها لمشروعاتها المملوكة للدولة، ردت مالمستروم قائلة: “قد لا يحبون ذلك. لكن منظمة التجارة العالمية كانت جيدة للغاية بالنسبة للصين. وإذا لم يشارك (الصينيون) في كتابة القواعد الجديدة ، فسيقوم الآخرون بذلك. لست ساذجة، لكني أشعر أنهم يريدون مناقشة الإصلاح معنا”.

وتطرقت مفوضة التجارة بالاتحاد الأوروبى إلى مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وسيناريو الخروج بدون اتفاق، حيث أجابت ردا على سؤال عن كيفية تأثير ذلك على التجارة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، قائلة : “إذا كان هناك خروج متكامل من الاتحاد، فإن بريطانيا ستتركه في 29 آذار/مارس 2019، وستصبح حينها دولة منفصلة وسنتاجر معها ضمن سيناريو منظمة التجارة العالمية، وأعتقد أن الأمر سيكون في البداية معقدا جدا جدا”.

وبالنظر إلى أن بريطانيا واحدة من أكبر مؤيدي التجارة الحرة في الاتحاد الأوروبي، قالت مسؤولة التجارة الأوروبية إن الاتحاد سيفقد صوتا قويا مؤيدا للتجارة مع خروج بريطانيا.

وأضافت: “لكن هذه الأشياء تتغير طوال الوقت. عندما كنا نعمل في شراكة التجارة والاستثمار عبر الأطلسي منذ بضع سنوات ، كانت هناك أيام شعرت فيها بالعزلة تماما . كانت بعض الدول الأعضاء تختبئ وراء المفوضية الأوروبية ، حتى فى الوقت الذى كانت تطلب منى فيه مواصلة التفاوض … لكن الآن ، تدعم الدول الأعضاء بقوة سياسة الاتحاد الأوروبي التجارية”.

وأخيرا وعن سبب تطلعها بتفاؤل نحو المستقبل، قالت مالمستروم : ” في الوقت الراهن ، لا أرى اختفاء لهذه التوترات في التجارة العالمية. لكنني ما زلت متفائلة ، بالنظر إلى اتفاقاتنا مع كندا واليابان وسنغافورة”.

وأضافت: ” فعلنا ذلك أيضا مع المكسيك وفيتنام.. وآمل أن نتمكن من إتمام اتفاق التجارة الحرة مع السوق المشتركة الجنوبية (ميركوسور).

وتابعت أن “كل هذا يبين أننا نؤسس لدائرة قوية من الأصدقاء. نحن نرى جميعا التجارة كشيء جيد يمكن القيام به بطريقة مستدامة في الوقت الذي ندافع فيه عن النظام متعدد الأطراف. وهذا أمر مريح”.  ( د ب أ )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق