ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ ارتفعت معدلات الجرائم بمختلف انواعها في تونس بشكل لافت، ليصبح امرا متداولا في مختلف محافظات البلاد، من عمليات قتل واعتداءات بالعنف، والسرقة والسطو، والاغتصاب، وذلك بحسب دراسات تونسية تؤكد ارتفاع معدل الجريمة خلال السنوات الاخيرة.
وكشفت دراسة حديثة للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية حول الجريمة في تونس إلى ارتفاع معدلها سنة إثر أخرى، حيث أشارت الإحصاءات الوطنية الصادرة عن وزارة الداخلية التونسية خلال الثلاث سنوات الأخيرة والعشرة أشهر الأولى من السنة الجارية، إلى الزيادة المستمرة في عدد الجرائم والمتورطين فيها.
وأوضحت الدراسة المذكورة أن ارتفاع معدل الجريمة في تونس تزامن مع تدهور المقدرة الشرائية للمواطنين وتراجع نسب الإستثمار وتعطل قطار التنمية، وحالة الإنهاك التي طالت المجهودات الأمنية نتيجة تسخير إمكانياتها لمواجهة التحركات الاجتماعية والتصدي للإرهاب.
وأوضحت الدراسة أنّ ارتفاع معدل الجريمة في تونس تزامن مع تدهور المقدرة الشرائية للمواطنين وتراجع نسب الإستثمار ومنسوب التنمية، وحالة الإنهاك التي طالت المجهودات الأمنية نتيجة تسخير إمكانياتها لمواجهة التحركات الاجتماعية والتصدي للإرهاب.
وسجل خلال عام 2017، 196848 قضية أي بارتفاع بنسبة 12.7 بالمئة مقارنة بعام 2016 التي شهدت تسجيل 173070 قضية، و بنسبة 4.71 بالمئة مقارنة بسنة 2015 التي سجلت بها 180420 قضية.
كما شهد عدد المتورّطين ارتفاعا ملحوظا خلال عام 2017، حيث سجل 196989 متورط، أي بإرتفاع بنسبة 15.24 بالمئة مقارنة بـسنة 2016 التي شهدت تسجيل 166651 متورط ، وبنسبة 8.41 بالمئة مقارنة بعام 2015 التي سجلت 180420 متورط .
ورجح المعهد التونسي ارتفاع معدل الجريمة اكثر خلال سنة 2018، كما كشفت الدراسة أن عدد مرتكبي الجرائم في تونس دون سن 18 سنة، خلال العشرة أشهر من سنة 2018 بلغ 2953 في صفوف الذكور مقابل 471 إناث.
أما في الفئة العمرية بين 18 و25 سنة فقد بلغ عدد المتهمين من الذكور خلال نفس الفترة 43903 مقابل 2581 من الإناث، في حين أن عدد مرتكبي الجرائم أو المتهمين في الفئة العمرية فوق 25 سنة بلغ في نفس الفترة 130151 في صفوف الذكور مقابل 9130 من الإناث، وفق ذات الدراسة.
بدوره، أكد المدير العام للأمن الوطني رشاد بالطيب في تصريح اعلامي اليوم أن منسوب الجريمة ارتفع في تونس بشكل لافت للنظر خلال الاشهر الاخيرة من عام 2018 خصوصا من حيث نوعية الجريمة التي أصبحت أكثر حدة وفق تقديره، ملفتا الى ان منسوب الجريمة ارتفع في تونس بنسبة 20 بالمئة مقارنة بسنة 2017.
ويبلغ عدد القضايا المسجلة في جميع أصناف الجريمة إلى غاية منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول 2018 قرابة 180 ألف قضية بحسب ما ضبطته وحدات الحرس الوطني وقوات الأمن، فيما تتوقع السلطات الأمنية أن تتجاوز 200 ألف قضية مع نهاية السنة بالنظر إلى تطور نسق ارتكاب الجرائم.
الى ذلك، أحصت إدارة الأمن العمومي أكثر من 40 ألف جريمة عنف من إجمالي الجرائم المسجلة أي بنسبة 93 بالمئة من مجموع القضايا، بالإضافة إلى تطور جرائم الاعتداء على الجسم البشري والقتل العمد بـ 226 جريمة قتل أي بتطور بنسبة 40 بالمئة ، كما تم تسجيل تطور في جرائم العنف الخفيف والشديد سنة 2018، وبلغت 40 ألف جريمة أي بتطور بنسبة 36.4 بالمئة إضافة إلى تسجيل قرابة 40 ألف جريمة سرقة، كما تم تسجيل تطور في قضايا المخدرات بنسبة 88.10 بالمئة في المجموع العام لقضايا المخدرات خلال الفترة نفسها.
ومؤخرا، اهتز الرأي العام التونسي، بعد ما اقدم شاب في منطقة واد الليل بمحافظة منوبة، إذ عمد إلى ذبح والدته وشقيقتيه وقريبته قبل أن يضرم النار في كامل المنزل في محاولة لطمس آثار جريمته.
وتعود أسباب الجريمة، بعد أن تمكنت الشرطة من إيقاف المتهم، في مدينة جرجيس جنوب البلاد، إلى عدم تمكينه من مبلغ مالي لتأمين تكاليف مغادرته البلاد بطريقة غير شرعية.
اضافة الى ذلك، خلف مقتل رئيس الجالية الإيفوارية في محافظة أريانة، استياء كبيرا لدى التونسيين بسبب تواتر جرائم الاعتداء بالعنف والسطو التي تستهدف الأجانب من سياح ومقيمين في تونس بشكل لافت.