توجد في الغرب مؤسسات تتخصص في تدريب المسؤولين على التعامل مع الصحافيين، وأداء المقابلات الصحافية بشكل يبهر القراء، ويجعل أكبر عملية اختلاس يقوم بها الموظف تبدو في أعينهم كأنها عمل إنساني فريد يخفف عن الدولة عبء حمل هذه النقود التي تملكها. كان من هذه المؤسسات دكتور من العراق يعلم الأطباء على مثل ذلك، بحيث يستطيعون تعمية الصحافي بالمصطلحات لحد يجعله يعتقد أن المريض الذي مات ودفن قبل أشهر ما زال حياً في وظيفته، ويقبض راتبه، وهو بالمناسبة شيء معتاد في دنيا الشرق الأوسط كإيران، حيث لا يزال كثير من الموتى يقبضون رواتبهم، بل ويحصلون على ترقياتهم في موعدها.
عصرنا هذا عصر الملالي، أي أخطاء أو تخبطات أو تزويرات لا تعتبر شيئاً مهماً طالما استطاع المسؤول عنها إقناع الصحافيين بأنه قام بكل ذلك من أجل الوطن. وربما وجدنا أن كثيراً من الأزمات والمشكلات التي تحدث عندنا باستمرار ليس لها أي سبب سوى عدم وجود تلك المؤسسات التي تعلم المسؤولين على التعامل مع الإعلاميين، وتحويل كل العيوب والمغالطات لخدمة الوطن وخطوات جبارة في نظر وسائل الإعلام. هذا نقص كبير وثغرة في التعلم من الغرب. وخطر لي قبل مدة أن أفتح مع ذلك الطبيب العراقي معهداً يسد هذه الثغرة. ولكن الخبراء نصحونا ضد ذلك عندما اكتشفوا أن أسماءنا ليست من الأسماء المحببة، كجون وجيمس. ولهذا لا أجد سبيلاً لتلافي هذا النقص غير أن أسوق بعض الأفكار العلمية لفائدة الرأي العام، ولوجه الله تعالى.
يحاول بعض المسؤولين تحاشي المشكلة بالهروب من الصحافيين، وعدم الإجابة عن أسئلتهم. هذه وسيلة عقيمة. إنها أشبه بالعريس الذي يحاول أن يتخلص من حماته. وبالإضافة فإن المقابلة الصحافية هي الوسيلة الوحيدة، إذا استثنينا عرقلة أعمال الناس، التي يستطيع فيها الموظف أن يلفت النظر لوجوده، ويثبت لمن هو أعلى منه أنه ما زال حياً وتحت تصرفه. ولهذا فعليه أن يتصرف كرجل ويثبت رجولته، فالرجولة أصبحت اليوم موضوعاً مفتوحاً للنقاش.
من المعتاد للمراسلين أن يأتوا معهم بجهاز تسجيل. هذا هو الخصم الحقيقي. عليك أن تنظر للجهاز كشيء لم يسبق لك مشاهدة مثله. «أوه هذا جهاز ممتاز. ممكن، أشوفه؟»، وحالما تمسكه اضغط على زر التسجيل بحيث تكسره! بادر فوراً للاعتذار. الله يلعن الشيطان!
وبذلك تتخلص من أقوى سلاح ضدك. اطلب من المراسل أن يستعرض لك الأسئلة التي ينوي طرحها. هناك مراسلون لا يعرفون كثيراً عن الموضوع. عليك الآن أن تغذيه بأسئلة أخرى تقلب الموضوع عليه وتجره للموضوع الذي في صالحك. «وبالمناسبة…!» قل له، وانطلق بشتى الطروحات التي تنفعك وتلقي بالمراسل في متاهة من أمره. وفي هذه المتاهة، أثِرْ الموضوع الذي يمس خصومك بما يثير الشكوك حول مواقفهم وتصرفاتهم ونواياهم. وكلما جاء ذكر نقطة في صالحك، تأكد أنه يدونها في دفتره بالتمام، وساعده في الصياغة، فبعض المراسلين لا يعرفون كيف يكتبون. افعل العكس «وشوش» المراسل بعيداً عن أي نقطة ضدك بحيث ينساها.
عصرنا هذا عصر الملالي، أي أخطاء أو تخبطات أو تزويرات لا تعتبر شيئاً مهماً طالما استطاع المسؤول عنها إقناع الصحافيين بأنه قام بكل ذلك من أجل الوطن. وربما وجدنا أن كثيراً من الأزمات والمشكلات التي تحدث عندنا باستمرار ليس لها أي سبب سوى عدم وجود تلك المؤسسات التي تعلم المسؤولين على التعامل مع الإعلاميين، وتحويل كل العيوب والمغالطات لخدمة الوطن وخطوات جبارة في نظر وسائل الإعلام. هذا نقص كبير وثغرة في التعلم من الغرب. وخطر لي قبل مدة أن أفتح مع ذلك الطبيب العراقي معهداً يسد هذه الثغرة. ولكن الخبراء نصحونا ضد ذلك عندما اكتشفوا أن أسماءنا ليست من الأسماء المحببة، كجون وجيمس. ولهذا لا أجد سبيلاً لتلافي هذا النقص غير أن أسوق بعض الأفكار العلمية لفائدة الرأي العام، ولوجه الله تعالى.
يحاول بعض المسؤولين تحاشي المشكلة بالهروب من الصحافيين، وعدم الإجابة عن أسئلتهم. هذه وسيلة عقيمة. إنها أشبه بالعريس الذي يحاول أن يتخلص من حماته. وبالإضافة فإن المقابلة الصحافية هي الوسيلة الوحيدة، إذا استثنينا عرقلة أعمال الناس، التي يستطيع فيها الموظف أن يلفت النظر لوجوده، ويثبت لمن هو أعلى منه أنه ما زال حياً وتحت تصرفه. ولهذا فعليه أن يتصرف كرجل ويثبت رجولته، فالرجولة أصبحت اليوم موضوعاً مفتوحاً للنقاش.
من المعتاد للمراسلين أن يأتوا معهم بجهاز تسجيل. هذا هو الخصم الحقيقي. عليك أن تنظر للجهاز كشيء لم يسبق لك مشاهدة مثله. «أوه هذا جهاز ممتاز. ممكن، أشوفه؟»، وحالما تمسكه اضغط على زر التسجيل بحيث تكسره! بادر فوراً للاعتذار. الله يلعن الشيطان!
وبذلك تتخلص من أقوى سلاح ضدك. اطلب من المراسل أن يستعرض لك الأسئلة التي ينوي طرحها. هناك مراسلون لا يعرفون كثيراً عن الموضوع. عليك الآن أن تغذيه بأسئلة أخرى تقلب الموضوع عليه وتجره للموضوع الذي في صالحك. «وبالمناسبة…!» قل له، وانطلق بشتى الطروحات التي تنفعك وتلقي بالمراسل في متاهة من أمره. وفي هذه المتاهة، أثِرْ الموضوع الذي يمس خصومك بما يثير الشكوك حول مواقفهم وتصرفاتهم ونواياهم. وكلما جاء ذكر نقطة في صالحك، تأكد أنه يدونها في دفتره بالتمام، وساعده في الصياغة، فبعض المراسلين لا يعرفون كيف يكتبون. افعل العكس «وشوش» المراسل بعيداً عن أي نقطة ضدك بحيث ينساها.
“الشرق الأوسط اللندنية”