السلايدر الرئيسيحقوق إنسان
النفايات الصلبة ورقة ضغط خاسرة تتبعها اسرائيل لتهجير أهالي الضفة الغربية
محمد عبد الرحمن
ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ لأنك فلسطيني فأنت تحارب من المحتل الإسرائيلي بكل الطرق والوسائل البشعة ولكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل أمام صمود وإصرار أهالي الضفة في التمسك بأراضيهم، فالاحتلال تفنن في وسائله البشعة منها نقل كميات النفايات الصلبة من داخل إسرائيل والمستوطنات ودفنها في أراضي الضفة الغربية مما تسبب في تلوث التربة وجفافها وارتفاع نسبة الترسيب فيها ليعود بالأثر السلبي على الأرض والمواطن.
لم تكتف سلطات الاحتلال بالمواقع العشوائية التي سيطرت عليها في أراضي الضفة لدفن نفاياتها إضافة إلى نفايات المستعمرات بل إنها تخطط حاليا لتخصيص المزيد من الأراضي لذات الهدف.
وبحسب المختصين فان عملية نقل هذه النفايات لأراضي الضفة الغربية غير مكلفة مقابل دفنها في المناطق المحتلة من قبل الشركات الإسرائيلية وتسبب هذه النفايات إلى إحداث تغييرات سلبية في البيئة الفلسطينية من خلال مخلفات المناطق الصناعية التابعة للمستعمرات المقامة على الأراضي الفلسطينية وتشمل تلك المخلفات النفايات الصلبة والمياه العادمة والإشعاعات النووية والكيماوية.
أبو محمد فليونة من نابلس يقول:” يحاول الاحتلال الإسرائيلي بشتى الطرق أن يزيد علينا الخناق من خلال ممارساته البشعة بحقنا فلم تنجح محاولاته بالقتل والتدمير والاعتقال ومصادرة الأراضي، فاعتمد أسلوب جديد وهو القيام بإلقاء النفايات ومخلفات المستوطنات بالقرب من المناطق السكنية والأراضي الزراعية مما يؤثر على خصوبة التربة وجفافها ويساهم في ارتفاع نسبة الأمراض بين المواطنين.”
ويتابع :” نتعرض للكثير من الأذى والضرب والشتم حين نعترض كمزارعين عند إلقاء هذه النفايات بالقرب من محاصيلنا الزراعية فهي تؤثر على التربة وتعمل على سرعة الترسيب وهذا بدوره يؤثر على الزراعة بشكل عام .
وتبقى المعاناة اكبر من أي ردة فعل جراء هذه النفايات فما يتعرض له أهل الضفة من أمراض جراء النفايات الصلبة وهذا حال عبد الحميد جبر، من مدينة سلفيت والذي يعاني من ضيق في التنفس فمنذ أن بدأ الاحتلال بإلقائها بالقرب من المنطقة التي اسكن بها بدأت أشعر بضيق شديد في التنفس لابد رحلتي مع الأطباء والأدوية.
يقول “توجهت إلى المستشفى وعرضت حالتي على الأطباء وبعد عمل الفحوصات والتحاليل تبين وجود التهاب مزمن في الجهاز التنفسي على أثره تسبب ضيق التنفس ويعود السبب إلى الآثار السلبية لهذه النفايات الصلبة لأنها تحتوي على مواد كيميائية تؤثر على الجهاز التنفسي” .
فيما تحاول أم محمد النابلسي أم لسبعة من الأبناء أن تحمي أبنائها من الأمراض التي قد يصابوا منها بسبب مخلفات النفايات الصلبة التي يتم إلقاءها بالقرب من مكان سكنها .
وتعقب على ذلك بقولها :تقوم السلطات الإسرائيلية بإلقاء نفايات صلبة ومخلفات المصانع، التي تنتج روائح كريهة وتسبب أمراض خطيرة، بالمنطقة التي نسكن بها، وأخشى أن يتعرض أبنائي لأحد الأمراض بسبب ذلك فأقوم بمنعهم من الاقتراب من تلك المنطقة لوقايتهم من الخطر التي قد يتعرضون له .
من جهتها تؤكد مدير سلطة جودة البيئة الفلسطينية المهندسة عدالة الأثيرة أن إلقاء النفايات وسط الضفة الغربية تهدد حياة المواطنين بالخطر إذا أن مكان المكب لا يبعد كثيرا عن الأماكن السكنية وهناك خشية من تسرب هذه النفايات للمياه الجوفية التي تغذي منطقة الشمال الفلسطيني بأكملها .
وتقول” هذه النفايات ضارة جدا حتى لو كانت من مخلفات البناء كما يدعي الاحتلال فهي تحوي مادة الأسبست التي تسبب مرض السرطان، وقد ثبت ذلك في حالات عديدة.
وتبين الأتيرة أنه يتم التخلص من هذه النفايات بطريقة غير بيئية عن طريق حرقها ، مما يشكل سحبا دخانية ينتج عن ذلك تلوث للهواء فضلا عن تضرر التربة بسبب تسرب المواد الصلبة.
وتعلل رئيس سلطة البيئة سبب إنشاء هذا المكب بوسط الضفة الغربية انه لترحيل السكان وطردهم وتهجيرهم من أرضهم، بعدما فشلت محاولات الترحيل القصري مشيراً إلى أن هناك سبعة مكبات للنفايات بالضفة الغربية تقيمها إسرائيل بالإضافة على المكبات السرية .
وتضيف رئيس سلطة البيئة جرت خلال السنوات السابقة عدة محاولات من قبل الإسرائيليين لتشغيل المكبين لكن تم إيقاف ذلك بفعل الجهود الفلسطينية الرسمية والشعبية آنذاك وسنعيد الكرة اليوم مرة أخرى وسنبذل المزيد من الجهود الرسمية والشعبية لوقف العمل به والحيلولة دون تحويله إلى أمر واقع.