الجزائر ـ ـ من نهال دويب ـ تمكن حراس خفر السواحل الجزائرية من إحباط محاولة الهجرة غير الشرعية لحوالي 4 آلاف شخص، حاولوا الوصول إلى الضفة الأخرى عن طريق قوارب الموت.
واعتبره مراقبون، رقم كبير جدا، يضاف إليه مئات المهاجرين الذين نجحوا في الوصول إلى دول أوروبية، وآخرون ماتوا غرقا في البحر.
وشهدت هذه الظاهرة خلال 2018 منحى تصاعدي خطير، أجبر السلطات الجزائرية على إشهار ورقة الدين للتحسيس بخطورة هذه الظاهرة.
وتطبيقا لتعليمات الوصاية الدينية الحكومية، خصص أئمة المساجد، الأسبوع الماضي, خطب الجمعة للتحسيس بخطورة ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وقال وزير الشؤون الدينية الجزائري، محمد عيسى، إن قوارب الموت أصبحت تفتك من الأسرة الجزائرية أبنائها لينتهي بهم المطاف قوتا للأسماك أو في حياة الذلة والمسكنة في مراكز الحجز في أرض الغربة.
ويصر الشباب الجزائريون الذين تم إعادتهم إلى أرض الوطن بعد نجاحهم في الوصول إلى الضفة الأخرى على تكرارا التجربة مرتين إلى ثلاث مرات على ألأقل.
وحسب الإحصائيات التي كشف عنها الاتحاد العام للجزائريين بالمهجر فإن 70 بالمائة من الشباب يرغبون في العودة إلى أوروبا بعد إعادتهم من طرف السلطات الأمنية إلى أرض الوطن.
واتهم الاتحاد العام للجزائريين بالمهجر، في تقرير حديث رفعه لوزارة الداخلية الجزائرية، بعض السفارات الأجنبية بتشجيع الهجرة غير الشرعية، من خلال حرمان طالبي التأشيرة من السياحة إليها رغم توفر كل الشروط القانونية وتعنتها في ذلك، وقال إن “الهجرة غير الشرعية أصبحت ظاهرة خطيرة في مجتمعنا، وتسببت في معاناة ومأسي عديد العائلات”.
وسلط التقرير الضوء على كثرة انتشار شبكات الاتجار بالبشر عبر السواحل الجزائرية.
وأعلنت الجزائر, نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فتح تحقيق معمق حول الشبكات التي تقف وراء محاولة إغراق السواحل الجزائرية بالمهاجرين السريين.
وكشف مسؤول حكومي جزائري، عن فتح تحقيقات معمقة حول شبكات تنظيم وتهريب المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر الأبيض المتوسط.
وقال منسق المركز العملياتي الخاص بالهجرة في وزارة الداخلية، حسان قاسيمي، في تصريح صحفي لموقع ” كل شيء عن الجزائر “، إن تنامي هذه الظاهرة جاء على “خلفية تواطئ شبكات مافيوية جديدة في تهريب البشر، تتمركز بشكل أكبر في الساحل الغربي للجزائر “.
ولفت قاسيمي، إلى أنه ” يجري حاليا التحقيق حول عدة شبكات أصبحت تمتحن حرفة تهريب البشر عن طريق البحر وسنُعلن عن النتائج قريبا “.
واعترف المسؤول الجزائري، بأن تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية في الجزائر أخذ أبعادًا خطيرة.
وأبرز أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية أخذت شكلًا متطرفًا وعنيفًا، حيث يكون هدف هؤلاء المهاجريين غير الشرعيين البحث عن حياة أحسن، لكنها تنتهي غالبًا بمآسي تُؤثر على العائلات وحتى السلطات العمومية.