مهاجرون
ميثاقا الأمم المتحدة للهجرة واللاجئين… قواسم مشتركة وفروقات
ـ يجري الخلط في الآونة الأخيرة بين “ميثاق الأمم المتحدة حول اللاجئين” و”ميثاق الأمم المتحدة حول الهجرة”.
موقع “مهاجر نيوز” يقدم نقاط الالتقاء والافتراق بين الوثيقتين من حيث منشأ الفكرة والموقعين وعنصر الإلزام والأهداف.
في ذروة موجة اللاجئين، تم الاعتماد على “إعلان نيويورك” لصياغة نصي “ميثاق الأمم المتحدة حول اللاجئين” و”ميثاق الأمم المتحدة حول الهجرة”. “إعلان نيويورك” تم تبنيه بالإجماع في عزّ موجة اللاجئين عام 2016 من قبل أعضاء الأمم المتحدة الـ193 لتحسين قدرتهم على ضمان استقبال أفضل للاجئين والمهاجرين وتسهيل عودتهم إلى بلدانهم الأصلية إذا أمكن.
المعارضون
تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في (17 كانون الأول/ديسمبر 2018) بغالبية 181 بلداً “ميثاق الأمم المتحدة حول اللاجئين”، في حين عارضته الولايات المتحدة والمجر. وامتنعت ثلاث دول عن التصويت: جمهورية الدومينيكان وإريتريا وليبيا. وخلافاً للميثاق الأممي حول الهجرة شاركت الولايات المتحدة في المفاوضات حول اللاجئين التي استمرت 18 شهراً.
أما “ميثاق الأمم المتحدة حول الهجرة” فقد صدَّقتْ عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء (19 كانون الأول/ديسمبر 2018) بعد تبنيه في مراكش بالمغرب في وقت سابق. وأجرت الجمعية العامة تصويتاً نهائياً، حيث وافقت عليه 152 دولة، في حين عارضته خمس دول (الولايات المتحدة والمجر وجمهورية التشيك وإسرائيل وبولندا). وامتنعت 12 دولة عن التصويت، من بينها النمسا واستراليا وسويسرا وإيطاليا وبلغاريا.
هل الميثاقان ملزمان؟
لا يتضمن ميثاق الهجرة أي التزامات قانونية ولا يمس هذا الميثاق السيادة الوطنية للدول. وينص الميثاق على عقد اجتماعات ومؤتمرات بشكل دوري، لمراجعة ما تم تطبيقه من التدابير والمعايير الموقعة من قبل كل دولة.
وعلى غرار الميثاق حول الهجرة، فإن الميثاق العالمي حول اللاجئين ليس ملزماً.
الأهداف
ينص الميثاق الأممي للاجئين على أربعة أهداف أساسية: تخفيف الضغوط عن الدول المستقبلة، وزيادة استقلالية اللاجئين، وتوسيع مجال إيجاد الحلول التي تستلزم مشاركة دول أخرى، والمساهمة في تأمين الشروط اللازمة لعودة اللاجئين بأمان وكرامة إلى بلدانهم الأصلية. وعلى غرار ميثاق الهجرة يتضمن النص حول اللاجئين الترتيبات الوطنية والإقليمية ويشير إلى أدوات تمويل وشراكات وجمع بيانات وتقاسمها. وسيتم قياس التقدم المحرز لتحقيق الأهداف الأربعة للميثاق العالمي حول اللاجئين.
وعلى الجهة المقابلة، يهدف ميثاق الأمم المتحدة للهجرة إلى تعزيز “التعاون في مجال الهجرة الدولية من جميع جوانبها، وتيسير الهجرة الآمنة والمنظمة والقانونية، مع الحد من الهجرة غير القانونية والتقليل من أثرها السلبي من خلال التعاون الدولي واعتماد مجموعة من التدابير الواردة في هذا الاتفاق العالمي”.
ويضيف النص الأممي “يجب أن نعمل معاً من أجل تهيئة ظروف تسمح للمجتمعات المحلية والأفراد بالعيش بأمان وكرامة في بلدانهم”. كما يفنّد الميثاق 23 هدفاً من بينها: “تقليص الدوافع والعوامل البنيوية السلبية التي تضطر الناس إلى مغادرة بلدهم الأم”، “إنقاذ الأرواح”، “تعزيز التدابير الوطنية لمكافحة تهريب المهاجرين”، “عدم اللجوء إلى احتجاز المهاجرين إلا كملاذ أخير” و”تيسير حصول المهاجرين على الخدمات الأساسية”.
ويورد النصّ أيضا “نلتزم بدعم بعضنا البعض الآخر في تحقيق الأهداف والوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في هذا الاتفاق العالمي من طريق تعزيز التعاون الدولي، وتنشيط الشراكة العالمية (…) بروح من التضامن”.
خالد سلامة