العالم

وزير الدفاع الأمريكي الجديد يتولى منصبه مع اقتراب الانسحاب من سوريا

ـ واشنطن ـ  بدأ وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان يومه الأول على رأس البنتاغون الأربعاء وأمامه قائمة من القضايا الجيوسياسية الملحة ومن بينها انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.

ويتعين على شاناهان الذي تولى الوزارة في الأول من كانون الثاني/يناير بعد استقالة جيم ماتيس بسبب خلافات عميقة مع الرئيس دونالد ترامب، الإشراف على سحب نحو 2200 جندي من سوريا، بعد قرار الرئيس الشهر الماضي الخروج من البلد المضطرب.

وفاجأ ترامب المراقبين بإعلانه النصر على تنظيم داعش في سوريا، وقوله إنه التنظيم المتطرف مني بهزيمة “نكراء” رغم أنه لا يزال يحتفظ بآلاف من أتباعه.

وبعد أن قال أنه يريد انسحابا فوريا للقوات، عاد ترامب واقترح انسحابا تدريجيا.

ومع بدئه عمله الجديد، طلب شاناهان، الذي عمل سابقا نائبا لوزير الدفاع، من كبار موظفي وزارة الدفاع التركيز على استراتيجية الدفاع القومي، التي تركز على مرحلة جديدة من “المنافسة مع القوى العظمى” ضد روسيا والصين.

وكتب شاناهان في رسالة بمناسبة العام الجديد على تويتر “في 2019 تبقى استراتيجية الدفاع القومي مرشدنا. وتبقى القوة العسكرية لأمريكا تركيزنا”.

وذكر مسؤول في وزارة الدفاع أن شاناهان أبلغ زملاءه أن الصين هي مصدر قلق كبير.

وقال المسؤول”فيما ينصب تركيزنا على العمليات المستمرة أبلغ الوزير بالإنابة شاناهان الفريق بأن يتذكروا الصين ثم الصين ثم الصين”.

وتتهم الولايات المتحدة بكين بمواصلة نمط من التجسس العسكري والاقتصادي وانتقدت مبادرة الصين الطموحة “حزام وطريق” للتجارة والبنية التحتية بصفتها نوعاً من إرضاخ الدول الأخرى عبر الاقتصاد.

وبحسب مسؤولين أمريكيين فإن ترامب يفكر كذلك بخفض عديد قواته في أفغانستان بنسبة 50%، وهي خطوة كبيرة أخرى أثارت خوف أعضاء الكونغرس والحلفاء الدوليين.

 ارتباطه بقطاع الصناعة 

ولا يعرف الكثير عن شاناهان خارج القطاع الخاص ودوائر واشنطن، ويتولى هذا المنصب المهم في فترة تشهد تغيرات كبيرة وقرارات متعلقة بالسياسة الخارجية لا يمكن توقعها في عهد ترامب.

ولم يلتحق شاناهان (56 عاما) بالجيش لكنه تولى منذ تموز/يوليو 2017 منصب نائب وزير الدفاع. وقبل ذلك أمضى أكثر من 30 عاما في شركة بوينغ.

ورغم أن شاناهان لم يكن مشاركا بشكل يومي في القضايا الجيوساسية الشائكة مثل سوريا، إلا أن مسؤولي البنتاغون يقولون إنه جاهز لمعالجتها، وكان يحل محل ماتيس في السابق أثناء سفره.

ورغم خبرته العسكرية والمعرفة بالسياسة الخارجية إلا أن خبرة شاناهان التنفيذية والفنية تجعله مناسباً ليكون في المنصب الثاني في البنتاغون والذي يركز من خلاله بشكل أكبر على مشاريع الوزارة العسكرية.

إلا أن بعض الناقدين يشيرون إلى ارتباطه الشديد بقطاع الأعمال.

وفي جلسة تأكيد تعيينه لمنصب نائب وزير الدفاع، قال السناتور الراحل جون ماكين إن غياب بعض التفاصيل في أجوبة شاناهان المتعلقة بالسياسة الخارجية “تصل إلى حد الاهانة”، معربا عن مخاوفه من أن وضع مدير تجاري في قطاع الدفاع في الوزارة يشبه وضع ثعلب “في قن الدجاج”.

وصرح المتحدث الكولونيل جو بوتشينو “بموجب اتفاق الاخلاقيات، نأى شاناهان بنفسه طوال فترة خدمته في وزارة الدفاع من المشاركة في أمور شركة بوينغ طرف فيها”.

والأربعاء أعلن شاناهان أن المراقب المالي في البنتاغون ديفيد نوركويست سيتولى مهام نائب وزير الدفاع، وفقا للمسؤول. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق