السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
بعد عملية جلمة الارهابية… خشية تونسية من “خلايا ارهابية نائمة”
سناء محيمدي
ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ أعادت عملية جلمة الارهابية، شبح الاعمال الارهابية ليخيم على المشهد التونسي، ويزيد من عمق هذه التهديدات على السلم الاجتماعي بالبلاد خصوصا مع تحذير الخبراء الامنيين من تربص الخلايا الارهابية النائمة بأمن تونس واستقرارها.
وتمكنت قوات الامن التونسي من القضاء على عنصرين ارهابين يعدان من اخطر العناصر الارهابية المنضوية تحت ما يسمى بـ”كتيبة التوحيد والجهاد” المنشقة عن ما يسمى بـ”جند الخلافة” والتي تمت الإطاحة بأغلب عناصرها بجهة لسودة بسيدي بوزيد يوم 5 ديسمبر/ كانون الأول 2018 والكشف عن مستودع لصنع المتفجرات، وبحسب الداخلية التونسية فان هذه المجموعة كانت تخطط للقيام بعمليات إرهابية استعراضية واستهداف دوريات ومقرّات أمنية.
وكشفت وزارة الداخلية التونسية عن هوية الإرهابيين اللذين تمّ القضاء عليهما في العملية الأمنية الاستباقية التي جدّت بمعتمدية جلمة من ولاية سيدي بوزيد، و انه بعد إجراء المعاينات الفنية والعلمية اللازمة تأكد أن الإرهابيين هما عز الدين بن الأزهر بن ساسي علوي مولود في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 1991 بمحافظة سيدي بوزيد، وغالي بن الحبيب بن محمد الصغير عمري من مواليد 10 اغسطس/ آب 1987 بسيدي بوزيد، مشيرة إلى أنه تمّ إدراجهما بقائمة التفتيش وطلب الإبلاغ عنهما يوم 12 ديسمبر/ كانون الأول 2018.
وفي قراءة للعملية الاستباقية التي نفذتها قوات الامن التونسي، تحدث الخبير الامني التونسي علية العلاني لـ””ر والذي وصف عملية جلمة بالنوعية، مشيرا الى ان البلاد تجنبت كارثة فعلية خصوصا وان المجموعة الارهابية لم تنجح في تحقيق مبتغاها، بعد خروج الانتحاريان من شباك المنزل المحاصر من الجهات الاربع، وتفجير نفسيهما بهدف ايقاع اكثر عدد من الضحايا في صفوف الامنيين.
واعتبر الخبير التونسي انه لا بد من استخلاص الدروس من هذه العملية التي جدت مع مطلع عام 2019، في محاولة لتسويق فكرة ان التيارات الارهابية كداعش وكتيبة عقبة ابن نافع وغيرها من التنظيمات المختبئة لا تزال فاعلة، ملفتا ان هذه العمليات الاستباقية جاءت بعد نصف شهر تقريبا من الإيقافات واعتقالات افراد على صلة بهذه المجموعات الارهابية، وعملية جلمة هي جزء من الخطة الامنية لضرب تلك الخلايا النائمة والتي تم تعقبها منذ ايام.
ويعتقد العلاني ان عملية ملاحقة الارهاب لا تزال تعتمد على الاسلوب الامني ورغم اهمية المقاربة الامنية لكنها تبقى محدودة، على حد قوله داعيا الى اعتماد مقاربة الامن الشامل لتقليص منسوب مخاطر العمليات الارهابية، فالامن التونسي نجح في تفادي الكارثة لكن لا بد من وجود مقاربة الامن الشامل والمتمثل في الامن الاجتماعي والفكري المرتبط بالمناخ العام.
وتابع بقوله ان عملية جلمة وضعت الاصبع على الجرح، والتي جرت بمحافظة سيدي بوزيد وهي احدى المناطق المهمشة في البلاد داعيا الى العناية بهذه المناطق التي بدات تنتشر فيها اكثر من خلية نائمة، مؤكدا ان الحرب ضد الارهاب في تونس ستكون حرب استخباراتية بالأساس.
وعليه، احداث وكالة عامة للاستخبارات تضم كل الوحدات الامنية والعسكرية، مشددا بقوله انه من يكسب المعلومة يسيطر على العمليات والميدان، داعيا في حديثه الى رد الاعتبار لمن يسمون بعناصر امن الدولة، خاصة وانه منذ عام 2011 تعيش هذه الوحدة الامنية نوعا من التهميش، مطالبا بتفعيل عودتهم في اطار الحرب الاستخباراتية لكسب المعلومة.
في المقابل، وصف تعدد التسميات للكتائب الارهابية بانها تسميات توظف لغاية دعائية، وجميع هذه التيارات الارهابية هم جزء من داعش ولهم علاقات بتنظيم انصار الشريعة والقاعدة، وينسب اصلهم جميعا الى التيار الاسلام السياسي.