السلايدر الرئيسيحقوق إنسان
كردستان العراق تحذر من كارثة إنسانية في صفوف النازحين واللاجئين إثر انخفاض المساعدات الدولية وتهميش الحكومة العراقية لهم
سعيد عبدالله
ـ أربيل ـ من سعيد عبدالله ـ لم تنته معاناة النازحين العراقيين في مخيمات إقليم كردستان رغم اعلان الحكومة العراقية القضاء على داعش وتحرير الأراضي منه في نهاية عام 2017 فإهمال الحكومة العراقية وانعدام المساعدات الدولية تمثل أبرز المصاعب التي يواجهها النازحون للعام الخامس من نزوحهم.
ينتظر مصطفى حافظ النازح الموصلي الذي يسكن منذ عام 2014 في مخيمات كردستان العراق، وانتقل خلال عام 2017 الى مخيم حسن شام غرب مدينة أربيل، الحصول على مادة النفط الأبيض المستخدمة في قود التدفئة كي يقي أطفاله من برد الشتاء القارص الذي بدأه الاقليم هذا العام بموجة أمطار وثلوج كثيفة، يقول حافظ لـ”” “مع انتهاء المعارك ضد داعش انتهت المساعدات التي كنا نحصل عليها، فلا وجود للمنظمات الدولية في المخيمات ولا الحكومة العراقية فقط هناك وجود مؤسسة البارزاني الخيرية التي تسعى الى توفير المساعدات لنا لكن بكميات قليلة، لذلك نضطر حاليا الى شراء النفط الأبيض بأسعار باهضه من خارج المخيم لأن وزارة الهجرة والمهجرين العراقية لم توزع علينا حتى الان الوقود”، مشيرا الى أن الأوضاع الانسانية صعبة في المخيمات في ظل نقص المساعدات.
مخيم حسن شام ليس المخيم الوحيد الذي يعاني من نقص المساعدات وانعدام الخدمات الرئيسية، فغالبية مخيمات النازحين واللاجئين في العراق تشهد ظروفا إنسانية صعبة إثر التهميش الحكومي الذي يعتبره صفاء عمر النازح عن محافظة الأنبار محاولات من الحكومة العراقية لإغلاق المخيمات، وتابع عمر لـ”” “الحكومة العراقية تجبر النازحين على العودة كي تغلق المخيمات، لكننا لا نستطيع العودة لنقص الخدمات وانعدام الامن والاستقرار إثر سيطرة الميليشيات الايرانية وكثافة عمليات داعش في المناطق المحررة”.
بدوره قال موسى أحمد، رئيس مؤسسة البارزاني الخيرية في مؤتمر صحفي مشترك مع مدير مركز التنسيق المشترك للأزمات في إقليم كردستان عقده في أربيل الخميس الماضي، وحضرته “”: “كنا نظن أن مشاكل ومعاناة النازحين ستقل خلال العام الماضي 2018، لكنها ازدادت، هناك حاجة الى المساعدات الانسانية، فالمساعدات المالية قليلة جدا، وهناك مخيمات خالية من المنظمات الدولية، لا توجد هناك وقود ولا جود لمراكز صحية في غالبية المخيمات”.
وكشف أحمد عن عدد المشاريع التي قدمتها مؤسسة البارزاني الخيرية للنازحين واللاجئين في إقليم كردستان وفي عموم مناطق العراق خلال العام الماضي 2018، وأضاف “نفذنا 8002 نشاطا في عموم العراق وإقليم كردستان وكافة المناطق التي تحتاج الى مساعدات إنسانية في المنطقة، استفاد منها مليون و8 آلاف و681 عائلة أي ما يعادل 5 ملايين و667 ألف و508 شخصا”. مبينا أن المؤسسة ستنفذ مشاريع أكبر خلال العام الحالي 2019.
في غضون ذلك كشف مركز التنسيق المشترك للأزمات في إقليم كردستان عن استمرار النزوح واللجوء من المناطق المحررة ومن سوريا الى إقليم كردستان خلال عام 2018، وأوضح هوشنك محمد، مدير مركز التنسيق المشترك للأزمات في إقليم كردستان، “يبلغ عدد النازحين واللاجئين في كردستان، مليون و411 ألف و532 شخصا، يعيش غالبيتهم داخل المدن والبلدات و37٪ من اللاجئين يعيشون داخل المخيمات التي يبلغ عددها تسعة مخيمات أربعة منها في دهوك وأربعة في أربيل وواحد في السليمانية. أما النازحين فعيش 21٪ في المخيمات التي يبلغ عددها 29 مخيما تنتشر في مدن أربيل والسليمانية ودهوك، 17 مخيما منها في دهوك و7 مخيمات في أربيل، و4 مخيمات في السليمانية”، لافتا الى أن عام 2018 شهد استمرار موجات النزوح من المناطق المحررة في العراق ومن سوريا الى الإقليم “بلغت اعداد النازحين واللاجئين الذين نزحوا للإقليم 32 ألف و282 شخصا، 28 ألف و487 شخصا منهم نازحون، و3 آلاف و795 لاجئا سوريا”، مضيفا أن هذا العدد الهائل من النازحين واللاجئين يسلط ضغطا كبيرا على الوضع في إقليم كردستان، ويكلف الاقليم مبالغ كبيرة، كاشفا “تقدر المبالغ التي يصرفها الاقليم على النازحين بنحو 5 ملايين و400 الف دولار يوميا، بواقع 162 مليون دولار شهريا و1.9مليار دولار سنويا، لم يستلم الاقليم حتى الآن أي مساعدات مالية مباشرة للنازحين.
وتشهد المناطق المحررة من داعش في العراق المتمثلة بمحافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين، وأجزاء من محافظات ديالى وكركوك عمليات مكثفة لتنظيم داعش، إضافة الى سيطرة الميليشيات الإيرانية على مفاصل الحياة فيها وفرضها الاتاوات على المواطنين الى جانب النقص الحاد في الخدمات الرئيسية ودمار البنية التحتية التي تمنع جميعها عودة النازحين اليها إضافة الى أنها تشجع من عاد منهم الى النزوح مجددا الى المخيمات.