ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ صرح وزير الداخلية التونسي هشام الفراتي، أن “الحرب ضد الإرهاب مازالت متواصلة”، داعيا مختلف مكونات الشعب التونسي “للالتفاف حول المؤسسة الأمنية والعسكرية للتصدي لهذه المعضلة”، ويأتي هذا التصريح بعد نجاح العملية الأمنية في محافظة سيدي بوزيد.
هذا وأشاد الوزير التونسي في تصريح إعلامي “بنجاح العملية الاستباقية للوحدات الأمنية التي تم خلالها القضاء على عنصرين إرهابيين”، مثمنا “الجاهزية الأمنية في محاربة الإرهاب”، على حد قوله.
في المقابل، كشفت مصادر رسمية تونسية أن أحد الانتحاريين في عملية جلمة هو قائد كتيبة التوحيد والجهاد والعقل المدبر لمخطط إرهابي يتضمن تنفيذ عمليات نوعية ضد رجال الأمن والسيطرة على محافظة سيدي بوزيد جنوب تونس وإقامة إمارة إسلامية فيها.
وكانت مدينة جلمة قد شهدت فجر الخميس عملية أمنية استباقية ومداهمة منزل تتحصن به “عناصر إرهابية”، وقد أسفرت العملية الأمنية عن مقتل انتحاريين اثنين فجّرا نفسيهما بحزام ناسف، وفق السلطات التونسية.
على صعيد آخر، أفاد المتحدث باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب سفيان السليطي، بأن النيابة التونسية العمومية أذنت بالاحتفاظ بـ 3 عناصر يشتبه في ارتباطهم بالخلية الإرهابية (كتيبة التوحيد والجهاد) التي تم القضاء على عناصر منها في العملية الاستباقية التي جرت بجلمة بمحافظة سيدي بوزيد.
وأشار السليطي إلى أن هذه العناصر “يشتبه في أنها قدمت دعما لوجيستيا وماديا لهذه الخلية التي كانت تخطط للقيام بعمليات إرهابية الأسبوع القادم ضد منشآت حيوية وهامة بالبلاد”.
وأضاف السليطي أن العناصر الإرهابية التي كانت تخضع لأوامر قائد الكتيبة الإرهابي عز الدين العلوي الذي فجّر نفسه باستعمال حزام ناسف، وكانت بصدد الإعداد لصناعة قنابل والألغام التقليدية الصنع في ورشة خصّصت لذلك في سيدي بوزيد، بانتظار تنفيذ عمليات إرهابية استعراضية تؤكد من خلالها على تماسكها وقوة الرد على نجاحات أجهزة الأمن التونسية في استباق عدد من المخططات الإرهابية.
وكانت قوات تونسية مختصة في مكافحة الإرهاب قد كشفت تفاصيل هذا المخطط بصفة استباقية وحاصرت المجموعة الإرهابية المتحصنة بأحد المنازل في مدينة جلمة، مما أدى إلى تفجير عنصرين إرهابيين خطيرين هما عز الدين العلوي وغالي العمري نفسيهما باستعمال أحزمة ناسفة بعد رفضهما الاستسلام لقوات الأمن.
وبحسب ذات المصادر فان تلك العناصر الإرهابية كانت تخطط لتفجير انتحاري ضخم في أسواق مدينة جلمة التي تنظم يوم الخميس من كل أسبوع في ذروة ازدحامها، غير أن إفشال مخططها من قبل أجهزة الأمن التونسية المختصة في مكافحة الإرهاب جنّب المدينة مأساة إنسانية نتيجة وجود الآلاف من الأشخاص بالمكان ذاته.
وخططت هذه الكتيبة الإرهابية لاستقطاب إرهابيين وتجميعهم في تونس ودول المغرب العربي، والحصول على دعم لوجيستي في محاولة منهم للبقاء في تونس وإقامة إمارة إرهابية بمنطقة سيدي بوزيد.
يشار بهذا الصدد إلى أن عناصر إرهابية تونسية قد قامت بمحاولة مماثلة في 7 من مارس/ آذار2016 لإقامة إمارة تتبع لتنظيم داعش في مدينة بن قردان جنوب شرقي تونس، غير أن المحاولة باءت بالفشل وانتهت بالقضاء على نحو 50 عنصرا إرهابيا ومقتل نحو 20 تونسيا بين الوحدات الأمنية والمدنيين.