ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ أعلنت الجزائر، حالة الاستنفار القصوى في عدد من المحافظات، بسبب ظهور ولأول مرة طاعون “المجترات الصغيرة” وتفشي الحمى القلاعية، وتسبب هذا الوباء في نفوق أكثر من 1350 رأس ماشية لحد الساعة، وسط مخاوف من تفشي هذا الطاعون وسط ثروة الجزائر الهامة من الأغنام والتي تقدر بأكثر من 25 مليون رأسا من الماشية.
وأعلنت وزارة الفلاحة في الجزائر، بتاريخ 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عن ظهور طاعون “المجترات الصغيرة”، الذي تسبب في نفوق عشرات الرؤوس من الماشية في 13 محافظة.
وطاعون “المجترات الصغيرة” هو عبارة عن مرض فيروسي يصيب أساسا الأغنام والماعز، له خواص مشتركة مع الفيروس المسبب لطاعون الأبقار، منتشر بكثرة بإفريقيا الغربية، سريع الانتشار حيث يتسبب في خسائر فادحة تتمثل في ارتفاع معدل الإصابة، قد تصل إلى نسبة 100 بالمائة في حالة عدم اتخاذ إجراءات وقائية.
وخشية من تمدده، قررت السلطات الجزائرية إغلاق أسواق المواشي إلى غاية بداية شباط /فبراير القادم ومنع تنقلها بين المحافظات وتطهير أماكن تواجدها.
وحسب تقارير إعلامية محلية، فقد تم اكتشاف الحالات الأولى من المرض قبل شهرين في عدة محافظات حدودية أبرزها محافظة تبسة على الحدود مع تونس والجلفة والأغواط، واجتاح في الساعات الماضي محافظات أخرى كبسكرة، أم البواقي، وتبسة والمدية وسعيدة وتيارت والنعامة ومحافظة تلمسان.
استنفار على الحدود الجزائرية
وخوفا من انتشاره على مستوى المحافظات الحدودية، اتخذت السلطات الجزائرية عدة إجراءات أبرزها تكثيف الرقابة الأمنية على كل المواشي التي تدخل وتخرج من التراب الوطني، وكذلك كشف وزير الفلاحة الجزائري، عبد القادر بوعزفي، عن غلق أسواق الماشية مؤقتا وكذا التحكم في تنقل الماشية.
وأكد الوزير، أن “الأمراض الوبائية التي مست الثروة الحيوانية في الفترة الأخيرة، تسبّبت في نفوق 2000 رأس من الماشية”.
وقال عبد القادر بوعزقي خلال اجتماع بمربي المواشي أمس الخميس بالجلفة (جنوب)، إن وزارته “تعمل على متابعة الموضوع في كل الولايات ساعة بساعة، وخاصة في الولايات الرعوية السهبية التي بها الملايين من رؤوس الأغنام، مثل ولايات الجلفة والبيض وسعيدة والنعامة”.
ومن المرتقب أن تشرع المصالح البيطرية منتصف الشهر الجاري في حملة تلقيح رؤوس الماشية، وخصصت السلطات المعنية ميزانية تقدر بـ 400 مليون دينار لشراء اللقاح ضد طاعون المجترات الصغيرة.
هكذا نواجه الوباء
ويقول في الموضوع البيطري الجزائري، حسان حجيرة، في تصريح لـ “” إن لقاح طاعون ” المجترات الصغيرة لا يعالج المرض إطلاقا، فاللقاح هو الوقاية ضد المرض، ويشير إلى أنه ” لا يمكن تلقيح البؤر التي أصابها المرض، فهناك إجراءات احترازية ينص عليها القانون الجزائري وقانون الطب البيطري الدولي، كذبح الحيوانات التي أصابها المرض حتى تلك التي شفيت منه وأيضا التخلص من الجثث التي أصابها المرض”، وشدد البيطري الجزائري على عدم استيراد حيوانات جديدة.
ارتفاع أسعار اللحوم
وألقى الطاعون بظلاله على أسعار المواشي واللحوم الحمراء في الأسواق، وقفز سعر الكيلوغرام الواحد من اللحم إلى 1700 دينار جزائري أي ما يعادل 17 دولارا.
ويقول رئيس جمعية حماية المستهلك الجزائري مصطفى زبدي، في تصريح لـ “” إن أسعار اللحوم شهدت ارتفاعا غير مسبوق رغم الوعود التي تقدم بها وزير الفلاحة الجزائري.
وأشار إلى أن الأمور كانت مستقرة في البداية، لكن خلال الساعات الماضية ارتفعت الأسعار بـ 10 بالمائة من الأسعار القديمة، لعدة أسباب أبرزها امتناع مربي المواشي عن ذبحها اعتقادا منهم أن الأسعار ستلتهب أكثر.
ويعتقد مصطفى زبدي أن هذا الطاعون اجتاح الجزائر عن طريق الحدود الجنوبية للبلاد، فلم يسبق له وأن ظهر من قبل في الجزائر.
ويوضح أن السلطات المعنية اتخذت جملة من الإجراءات الاحترازية تتمثل في منعل نقل الماشية بين المحافظات وتلقيح الماشية وتعقيم مناطق التربية، ويضيف أنه ولحد الساعة ام حصر الوباء في بعض المحافظات.