العالم
دبلوماسي كوري شمالي سابق يحض زميلا له “طلب اللجوء” إلى بلد غربي، على المجيء إلى سيول
ـ سيول ـ حض دبلوماسي كوري شمالي سابق منشق إلى الجنوب السبت دبلوماسيا سابقا آخر متواريا عن الأنظار في إيطاليا على المجيء إلى سيول، في وقت يحتل نبأ طلب الدبلوماسي لجوءا سياسيا عناوين وسائل الإعلام العالمية.
وتوارى جو سونغ جيل، سفير كوريا الشمالية بالإنابة في روما، عن الأنظار مع زوجته في تشرين الثاني/نوفمبر وقدم طلب لجوء إلى إحدى الدول، وفقا لوكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية.
وفي حال تأكد الأمر فسيكون انشقاقا مهما يذكر بحادثة انشقاق الرجل الثاني في سفارة كوريا الشمالية في بريطانيا ثاي يونغ هو في 2016 ومغادرته إلى سيول.
ولم يتواصل جو مع وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية منذ تواريه مما يوحي إلى احتمال طلبه اللجوء من دولة ثالثة في الغرب، ربما الولايات المتحدة، حسب العديد من تقارير وسائل الإعلام.
غير أن ثاي الذي قال في السابق إنه عمل مع جو في وزارة الخارجية في بيونغ يانغ، كتب رسالة مفتوحة حض فيها زميله السابق على المجيء إلى الجنوب والعمل سويا للمساعدة في توحيد الكوريتين.
وقال ثاي في الرسالة التي نشرها على مدونته “ظننت أني أعرف الكثير عن الجنوب … من خلال الانترنت اثناء خدمتي في الخارج. لكن الجنوب الذي اختبرته حقيقة على درجة أكبر من الديموقراطية والازدهار الاقتصادي مما تصورته”.
وأضاف “بالتأكيد، الجنوب ليس جنة تماما. لكنه مكان يمكننا فيه تحقيق الحلم الذي يراودنا جميعا”.
وتابع “أليست مهمتنا الأبدية كدبلوماسيين مساعدة الكوريتين على التوحيد… وترك شبه الجزيرة موحدة لأبنائنا”.
ومنذ قدومه إلى سيول بات ثاي يلقي كلمات حول الواقع في وطنه السابق الفقير والذي يملك السلاح النووي، وحول سبل تضييق الخلافات بين الجارين اللذين لا يزالان في حالة حرب من الناحية التقنية.
الواجب ليس خيارا
والحرب الكورية (1950 – 1953) التي كرست انقسام الأمة انتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام مع حظر تام للتواصل بين المدنيين عبر الحدود.
وقال ثاي إنه “واجب وليس خيارا” أمام الدبلوماسيين مثله ومثل جو للقدوم إلى الجنوب مؤكدا “إذا أتيت إلى الجنوب سيحذو حذوك زملاء آخرون مما سيسرع مجيء اليوم الذي تتوحد فيه الكوريتان”.
وتابع “سأنتظرك في سيول!”.
وفر نحو 30 ألف كوري شمالي من الاضطهاد والفقر في بلادهم واستقروا في الجنوب الرأسمالي. وتسلل معظمهم عبر الحدود السهلة الاختراق مع الصين.
وجو وهو في الأربعينات من العمر ويتحدث الفرنسية والانكليزية والإيطالية بطلاقة، كان قد وصل إلى روما في 2015.
واصبح سفيرا مؤقتا بالانابة في تشرين الأول/أكتوبر 2018 بعد أن قامت روما بطرد السفير آنذاك مون جونغ نام احتجاجا على قيام بيونغ يانغ بتجربة نووية قبل شهر في انتهاك لقرارات مجلس الأمن.
والبعثة الدبلوماسية في ايطاليا مهمة لبيونغ يانغ، إذ أنها تتولى العلاقات مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ومقرها روما فيما تعاني كوريا الشمالية من نقص مزمن في المواد الغذائية.
أسرة تتمتع بامتيازات
وكانت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية قد أطلعت الجمعة نوابا على مصير الدبلوماسي بعد تقرير في صحيفة جونغ-انغ إيلبو ذكر أن جو طلب من دولة غربية اللجوء له ولعائلته.
وقالت صحيفة “جونغ-انغ” نقلا عن خبير لم تحدده إن جو “معروف بأنه نجل أو صهر أحد كبار المسؤولين في نظام بيونغ يانغ”.
ومعظم الدبلوماسيين الكوريين الشماليين يلزمون بشكل عام بترك أفراد من عائلاتهم وفي أغلب الأحيان الأطفال، في البلاد لردعهم عن الانشقاق عندما يصبحون خارج البلاد.
ووصل جو إلى روما في أيار/مايو 2015 مع زوجته وأبنائه ما يوحي بأنه ينتمي إلى عائلة تتمتع بامتيازات، حسب الصحيفة التي أشارت إلى أن أسباب انشقاقه غير معروفة.
وتحسنت العلاقات بين الكوريتين بشكل ملحوظ العام الماضي بعد توتر في 2017 والتقى زعيما الدولتين ثلاث مرات.
وقال استاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة دونغوك في سيول إن انشقاق جو، في حال تأكد، لن يؤثر على العلاقات بين الكوريتين “ما لم تعتقد بيونغ يانغ أن عملية فراره قامت بالترتيب لها السلطات الكورية الجنوبية”.
وكان ثاي يونغ هو قد برر انشقاقه آنذاك برغبته في تأمين مستقبل أفضل لأبنائه الثلاثة بعد استدعائه للعودة إلى كوريا الشمالية.
وهاجمته بيونغ يانغ بعبارات لاذعة ووصفته “بالحثالة البشرية” دون أن تطالب بتسليمه إليها.
وتحكم عائلة كيم كوريا الشمالية منذ ثلاثة أجيال. ولا تتهاون مع المنشقين، فيما يواجه النظام اتهامات بانتهاكات واسعة لحقوق الانسان. (أ ف ب)