خالد القشطيني
من أهم منظمات إنجلترا «لجنة 1922»؛ يعود تأسيسها إلى ذلك العام الذي تحمل رقمه. وتعتبر هذه اللجنة من اللجان المهمة في حزب المحافظين، وتمثل بصورة عامة الجناح اليميني من الحزب، وتلعب دوراً كبيراً في صياغة سياسة «المحافظين». وقد أخذت مؤخراً دوراً سلبياً مليئاً بالشكوك والتحفظات تجاه العلاقة بالمجموعة الأوروبية. وكانت من الأدوات المعارضة لعملة اليورو والعلاقات مع أوروبا. وكل ذلك مما يمثل روح التغرب التي تعصف بالحزب في هذه الأيام.
وقد تولى قبل عدة سنوات رئاسة اللجنة النائب البليغ والظريف كرانلي أونسلو. وفي إحدى الولائم الرسمية التي دعي إليها هذا النائب في أواخر القرن الماضي عهد إليه بإلقاء كلمة ما بعد العشاء. انتهز الفرصة ليصب سخريته بلسانه اللاذع على فكرة الهوية الأوروبية في كلمات قليلة نجح فيها بالسخرية من سائر القوميات التي تشكل المجموعة الأوروبية والتهكم بها. استطرد وقال:
قامت الحكومة الأميركية بتعيين ممثل جديد لها في المجموعة الأوروبية. وصل بروكسل لتسلم منصبه الجديد. استعداداً لعمله هذا وتنويراً لفكره عن الأوروبيين، سأل أحد العرافين أن يحدد له هوية المواطن الأوروبي الذي تتألف منه المجموعة. أجابه الرجل العراف قائلاً إن المواطن الأوروبي هو من يجمع هذه الصفات العشر:
أولاً، الرغبة في العمل الجاد الذي يتحلى بها المواطن الإنجليزي. ثانياً، تحاشي الشرب والسُكر للمواطن الآيرلندي. ثالثاً، التواضع الذي يظهره الفرنسي. رابعاً، سعة أفق مواطني لوكسمبورغ. خامساً، العفة الجنسية لسكان الدنمارك. سادساً، روح النكتة التي يتصف بها الألمان. سابعاً، كرم وسخاء الهولنديين. ثامناً، التصرف العقلاني السليم للإيطاليين. تاسعاً، الصبر الذي يظهره اليونانيون. عاشراً وأخيراً، وبعبارة أخرى إنه المواطن الذي يتطابق مع المواطن البلجيكي.
وكل ذلك مما يتناقض طبعاً مع المميزات المعروفة لهويات وهوايات المواطنين الأوروبيين عموماً.
وقد كان في الوليمة نائب محافظ آخر هو السير بيتر إيمري فأوحت له الحكاية الساخرة بحكاية أخرى عن المجموعة الأوروبية فقال: إن المضيفة في إحدى الطائرات أذاعت هذا الإعلان على المسافرين «تمشية بطاقة النزول ضرورية لجميع المسافرين باستثناء من يحملون جواز سفر المملكة المتحدة أو أعضاء المجموعة الأوروبية».
ما إن مرت المضيفة بأحد المواطنين الأميركان البسطاء حتى استوقفها قائلاً: «أوه هذا نادٍ لم أنتمِ إليه بعد. أرجوك أن تعطيني استمارة الانتماء لأوقعها وأدفع الاشتراك عنها فوراً».
الشرق الاوسط