العالم

الحزب الحاكم المناهض للصين في تايوان ينتخب رئيساً جديداً بعد استقالة تساي

ـ تايبيه ـ بدأ الحزب الحاكم في تايوان بانتخاب رئيس جديد له الأحد، بعد استقالة الرئيسة تساي إنغ-وين نتيجة هزيمة انتخابية محلية في تشرين الثاني/نوفمبر، فيما ترصد الصين والولايات المتحدة هذا التصويت من كثب.

والعام 2016، فازت تساي وحزبها “الديموقراطي التقدمي” بالانتخابات، ملحقين هزيمةً بالحكومة السابقة التي بنت علاقات تقارب نسبي مع الصين خلال العقد الماضي.

وأزعجت تلك النتيجة بكين، بسبب موقف تساي الرافض للاعتراف بأن الجزيرة ذات الحكم الذاتي، هي جزء من الصين.

وقطعت بكين العلاقات مع المؤسسات الحكومية التايوانية خلال رئاسة تساي، كما عززت تدريباتها العسكرية وتقربت من حلفاء تايوان الدبلوماسيين القليلي العدد وبدأت بالضغط اقتصادياً على الجزيرة.

لكن، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تعرض حزب تساي “دي بي بي” لسلسلة من الهزائم المتكررة في الانتخابات المحلية، كما تعرضت تساي لانتقادات شديدة على خلفية إصلاحاتها الداخلية وعلاقاتها المتدهورة مع الصين التي تشكّل السوق الاقتصادية الأكبر لتايوان. ونتيجة ذلك، استقالت تساي من رئاسة الحزب مع بقائها في السلطة.

ويقول المحللون إن انتخاب رئيس جديد للحزب سيمهّد لاختيار مرشح للانتخابات الرئاسية العام المقبل.

ورأى الباحث في مركز الدراسات الصينية لدى جامعة نوتنغهام، مايكل كول أن انتخاب الرئيس الجديد “مهم لأن المجتمع الدولي والصين سيرصدون ذلك”. وتابع أن “أي ابتعاد من سياسة تايوان في ظل رئاسة تساي سيكون بمثابة تحذير للشركاء الدوليين ويمنح بكين حصانة لممارسة مزيد من القمع على تايوان”.

وبدأ الاقتراع لاختيار الرئيس الجديد الأحد صباحاً، ويتوقع إعلان النتائج مساء.

تساي: المعتدلةُ المُحاصَرة

لا تزال الصين تنظر إلى تايوان على أنها جزء من أراضيها، رغم أن الكيانين حكما بشكل منفصل منذ انفصالهما العام 1949 بعد حرب أهلية.

ولئن تعاملت الصين ببرودة مع تساي، فان الأخيرة تنتمي إلى جناح أكثر اعتدالاً في حزبها، يفضّل الحوار.

وتساي محاصرة من الصين من جهة، ومن الأعضاء الأكثر راديكالية في حزبها من جهة ثانية والذين يفضلون الدفع باتجاه الاستقلال وهو موقف لم تعلنه تايوان رسمياً أبداً.

ومن بين المرشحين لرئاسة الحزب، يو يينغ-لونغ، خبير إحصاءات منتقدٌ بشدّة لتساي.

وايد يو دعوة وجهها اخيرا أربعة أعضاء مهمين في الحزب إلى تساي بعدم السعي لإعادة انتخابها في عام 2020، علماً بأنه قال إن هذا القرار هو بالنهاية بيد الرأي العام.

وكتب يو على فيسبوك قبل فترة قصيرة “على الحزب الديموقراطي التقدمي أن ينال السلطة في عام 2020… لا أستطيع أن أفهم الان كيف سنفوز مستقبلاً”.

ومنافس يو في انتخابات رئاسة الحزب هو الأمين العام السابق لمجلس الوزراء شو يونغ-تاي، المدعوم من سياسيين قادة في الحزب.

وتبنى شو لهجة أكثر تصالحاً حيال تساي، واعداً بالترويج للوحدة و”استعادة الثقة” بالحزب.

ورأى ين شيين-فا وهو محلل سياسي في جامعة شين هسين، أن من يفوز برئاسة الحزب سيكون له تأثير مهم على حملة انتخابات 2020 وعلى ما إذا ستكون تساي المرشحة للرئاسة.

وقال لوكالة فرانس برس إن “رئيساً على خلاف مع تساي سيكون أمراً سلبياً (بالنسبة للحزب)”.

ومن شان اندلاع اي خلافات داخل الحزب الديموقراطي الاشتراكي ان يرجّح كفة حزب الكيومينتانغ في الانتخابات المقبلة.

وحزب الكيومينتانغ موال لبكين، وجرى استبعاده منذ عامين، لكنه نجح في مضاعفة عدد مقاعده في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، حتى أنه هزم منافسه في معقله كايو سي يونغ.

ولن تطمئن واشنطن اذا جنح الحزب الديموقراطي نحو راديكالية اكبر يتبناها بعض مسؤوليه.

وتبقى الولايات المتحدة الحليف العسكري الأبرز لتايوان، لكنها متمسكة بموقفها لجهة أن تايبيه يجب ألا تعلن استقلالها رسمياً لأن ذلك يثير المخاوف من غزو الصين لها.

والأربعاء، وصف الرئيس الصيني شي جينبينغ توحيد تايوان مع الصين بأنه “أمر محتوم”، مضيفاً أن استخدام القوة خيار مطروح في حال إعلان الاستقلال. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق