ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ لم يرتبط الأقباط، مع رئيس للجمهورية في مصر، بسنوات جيدة مثل الآن، بدءاً من رأس الكنيسة والشارع القبطي، بالرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي كسر تابوهات حكمت العلاقة بين الحاكم والأقباط، ليس على مستوى العهد الجمهوري فقط، بمرور 7 رؤساء منذ عام 1953، جلسوا على كرسي الحكم، ولكن منذ قرون سابقة.
“السيسي” يعتبر للأقباط، بمثابة الرئيس الذهبي، الذي كفل لهم الحماية، بل والثأر لدمائهم حتى لو كانت خارج الحدود، فهو من حرر بناء دور العبادة المسيحية من ملفات إعاقة، تتعلق ببناء الكنائس منذ العمل بما يسمى بالخط الهاميوني، الذي وضعه العثمانيون خلال حكم مصر، والذي استمر العمل به، حتى لو تردد إلغاؤه في العقود الأخيرة، ولكن حل مكانه ما يسمى بالتحكم الأمني في تصاريح البناء، لدرجة أن بناء غرفة أو حائط داخل كنيسة أو دير، كان يتطلب إجراءات روتينية، تستمر سنوات، تصل أحياناً إلى مكتب رئيس الجمهورية، أما الآن فأصبح بناء دور العبادة أمراً عادياً.
خمس سنوات جمعت بين “السيسي”، في الحكم وعلاقته بالأقباط، فلم تحمل الأزمات، التي كانت تتكرر مع كل رئيس، فربما أول رئيس لمصر، محمد نجيب، لم يمهله الوقت فرصة حقيقية لإظهار العلاقة مع الكنيسة، ولكنها كانت متوترة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، ووصلت إلى ذروتها في عهد الرئيس أنور السادات، الذي اصطدم مع الكنيسة، وعزل بابا الأقباط شنودة الثالث، وألقى به في السجن، ونفس الحال لـ”مبارك”، الذي لم يحرر تعقيدات عمليات بناء دور العبادة للأقباط، وظل معه التمييز في التعيين بالمناصب المهمة، وبالطبع كان العام الأسوأ للأقباط، في عام حكم جماعة الإخوان المسلمين، عبر الرئيس الأسبق محمد مرسي.
تهنئة الأقباط في الكاتدرائية في الأعياد
تعامل الأقباط بحذر مع “السيسي”، في بداية حكمه، خوفاً من تكرار المرار المستمر مع كل رئيس، لكنه باغت الأقباط مع أول عيد لهم في حكمه، عندما كسر تابوهات تاريخية، فإنه أول رئيس للجمهورية، يذهب إلى الكنيسة، بل وارتبط معهم بالحضور الدائم لقداس العيد، سواء الميلاد أو القيامة، وهو ما لم يعتد عليه الأقباط، فالرئيس الوحيد الذي ذهب إلى الكنيسة مرة واحدة فقط، كان الرئيس جمال عبد الناصر، وقت افتتاح كاتدرائية العباسية.
الثأر للمسيحيين في ليبيا
في 15 فبراير 2015، كان الإعلان عن ذبح تنظيم “داعش” الإرهابي لـ 21 قبطياً مصرياً في ليبيا، فكان الظهور الفوري لـ”السيسي”، في كلمة للمصريين، ليؤكد على الثأر في الوقت والمكان الذي يراه مناسباً، وهي العبارة التي جاءت بظن من المصريين، أن الكلمات للتهدئة ليس أكثر، ولكن لم يمر سواد الليل، حتى استيقظ المصريون على خبر الثأر للأقباط، ودك مواقع التنظيمات الإرهابية في ليبيا، التي قامت بتلك الجريمة عبر سلاح الجو المصري.
ازالة العوائق التاريخية على بناء الكنائس
من أكثر الملفات التي شهدت تحريكا حقيقيا ، كان ملف دور العبادة الذي إزال العوائق الخاصة ببناء الكنائس والأديرة للمسيحين، فهذا الملف حمل معاناة كبيرة لأقباط مصر على مر العصور منذ عهد العثمانيين ، حيث كان ما يسمى بالخط الهمايوني بشروطه العشرة ، ثم في العصر الجمهوري، لم يختلف الأمر كثيرا في عهد الرؤساء السابقين ، حيث كان بناء الكنيسة يصدر بقرار من رئيس الجمهورية ، وأية أعمال ترميم لغرف داخلية أو للسور ، كان يخضع ذلك لقرار من المحافظ ، الذي كان يعود إلى الجهات الأمنية، أما الآن فأصبحت عملية المعمار والبناء للكنائس والأديرة ، تتعلق بأمور هندسية وعمرانية ليس أكثر.
افتتاح أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط
ويتزامن مع ذلك ، أفتتاح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في عيد الميلاد ، لكاتدرائية ميلاد المسيح، التي أصبحت أكبر كاتدرائية في منطقة الشرق الأوسط، بالعاصمة الإدارية الجديدة، التي تكلفت الدولة بكل نفقاتها ، لتكون مقرا بابويا أختياريا بجانب كاتدرائية العباسية.
إجراءات لمنع التمييز
وفي ظل التعليمات المستمرة، بمنع التمييز في المصالح الحكومية والجامعات والمدارس، أو ممارسة أي إجراء أو تصرف على أساس ديني، فبدأت هناك لجان حكومية بالفعل، تشكل لتقوم بدورها لما يسمى بمنع التمييز، على أساس نوع أو دين، وهي التي يتضح من هدفها، منع أية ممارسات تقوم بأتباع أية إجراءات في هذا الصدد.