العالم
الارتباك يسود بعد تنازل ملك ماليزيا عن العرش في سابقة تاريخية
ـ سنغافورة ـ تشهد مملكة ماليزيا حالة من الاضطراب اليوم الاثنين بعد تنازل ملكها عن العرش مطلع الأسبوع في خطوة غير مسبوقة تاريخيا.
وأعلن محمد الخامس ،سلطان كلنتان، تنازله عن العرش وعن منصب “الأجونج (ملك ماليزيا) الخامس عشر” ، حسبما أعلن القصر الوطني أمس الأحد ، وذلك بعد أن قضى ما يزيد قليلا على العامين في المنصب منذ كانون أول/ ديسمبر 2016 .
وعادة ، يتم اختيار ملوك ماليزيا على أساس التناوب من بين حكام الولايات التسعة في البلاد لولاية تستمر خمسة أعوام. كما أن منصب الملك في ماليزيا، هو شرفي إلى حد كبير، حيث تقع معظم صلاحيات الحكم في يد رئيس الوزراء، والحكومة.
وحسب نظام التناوب ، فإن الملك التالي في الترتيب هو سلطان باهانج ،أحمد شاه 88/ عاما/ ولكن حالته الصحية أثارت تساؤلات حول من يجب أن يجلس على العرش بحق. واجتمع مجلس السلاطين التسعة اليوم الاثنين في القصر الوطني لتحديد من سيكون الملك القادم.
وكان التنازل متوقعا، ودارت الشائعات حول احتمال تنازل الملك عن العرش بعد انعقاد اجتماع نادر لحكام الولايات التسعة في البلاد الأسبوع الماضي.
وكان الملك في إجازة لتلقي العلاج منذ 2 تشرين ثان/نوفمبر 2018 ، ووردت تقارير وصور أثناء هذه الفترة أفادت بأنه تزوج من ملكة جمال روسيا السابقة ،أوكسانا فويفودينا، في موسكو.
ولم يؤكد القصر أو ينفي هذه التقارير ، لكن حفل الزفاف أثار مخاوف من تتويج أجنبية ملكة لماليزيا.
وخلال غياب الملك ، حكم سلطان ولاية بيراك نازرين معز الدين شاه ماليزيا كنائب للملك.
وحتى يوم الجمعة الماضي ، كان رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد ينفي شائعات تنازل محمد الخامس عن العرش ، قائلا إنه :”لم يستلم رسائل أو أي إشارة رسمية” بشأن التنازل المحتمل ، وذلك في تعليقات نقلتها قناة “تشانل نيوز أشيا”.
ووجه ساسة آخرون الشكر للملك على فترة خدمته.
وكتب رئيس الوزراء السابق نجيب عبد الرزاق على فيسبوك يقول:”أعلى تقدير للسلطان محمد الخامس لخدمته في منصب الملك الخامس عشر . نحن الماليزيون ندعو الله أن يمنحك دائما الصحة والحماية”.
كما كتب عضو البرلمان نور العزة أنور في تغريدة على تويتر في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين :”أعرب عن امتناني للملك الذي منح عفوا ملكيا على أساس العدالة لـ(والدي) أنور إبراهيم. نأمل في ألا تستمر ماليزيا في اعتقالها لسجناء سياسيين”.
ومنح محمد الخامس عفوا ملكيا في أيار/مايو لأنور إبراهيم، زعيم حزب المعارضة الذي كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة اللواط.
ومهد العفو ، الذي شطب جميع الإدانات السابقة ، الطريق أمام عودة أنور إبراهيم إلى معترك السياسة الماليزية ، حيث من المتوقع أن يحل يوما ما مكان مهاتير كرئيس للوزراء. (د ب أ)