العالم

الزعيم الكوري الشمالي يلتقي الرئيس الصيني قبيل قمة محتملة مع ترامب

ـ بكين ـ التقى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون الثلاثاء في زيارة غير معلنة لبكين الرئيس الصيني شي جينبينغ فيما تجري التحضيرات لقمة ثانية محتملة مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب.

والصين تعتبر الحليف الدبلوماسي الرئيسي لكوريا الشمالية المعزولة ومصدرها الرئيسي للمساعدات والتجارة، وهذه الزيارة تعزز التكهنات حول لقاء محتمل مع الرئيس الامريكي حيث أن كيم قد يكون حضر لبحث تنسيق استراتيجيته مع الرئيس الصيني.

وعقب وصوله الى العاصمة الصينية التقى كيم الرئيس الصيني لنحو ساعة، بحسب ما أوردت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية الثلاثاء نقلا عن مصادر لم تكشفها قالت أن المحادثات ركزت على احتمال عقد قمة بين كيم وترامب وسبل توثيق العلاقات.

وبعد ذلك استضاف شي وزوجته بنغ ليوان كلا من كيم وزوجته ري سول جو على مأدبة عشاء في قاعة الشعب الكبرى في بكين، بحسب الوكالة.

وفي وقت سابق صرحت وزارة الخارجية الصينية أن كيم سيلتقي عددا من القادة الصينيين من دون ان تكشف المزيد عن زيارته.

وبدأت الزيارة وسط سرية تامة ولم يظهر كيم علنا منذ ان مر موكب يعتقد أنه كان يقل الوفد المرافق للزعيم الكوري الشمالي محطة قطار في بكين وسط اجراءات أمنية مشددة في وقت مبكر الثلاثاء.

وأوردت محطات التلفزة الصينية بيانا منذ الصباح حول هذه الزيارة لكن بدون أن تبث أي صور لها.

وأفادت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء أنّ الزعيم الكوري الشمالي وصل برفقة العديد من كبار المسؤولين صباح الثلاثاء على متن قطار خاص إلى محطة القطارات في بكين في زيارة تستمر لغاية الخميس.

وأرفقت “يونهاب” نبأها بصورة بدا فيها قطار الزعيم الكوري الشمالي المميّز بلونه الأخضر الغامق والخط الأصفر الأفقي الذي ينتصفه وهو يدخل المحطة في تمام الساعة 10,55 (02,55 ت غ).

وأتى نبأ الوكالة الكورية الجنوبية بعيد إعلان بيونغ يانغ وبكين أنّ كيم غادر ليل الإثنين بلاده على متن قطار متّجهاً إلى الصين في زيارة تستمر أربعة أيام تلبية لدعوة من الرئيس الصيني.

وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إنّ كيم “يزور الصين من السابع ولغاية العاشر من كانون الثاني/يناير … بدعوة من شي جينبينغ”.

وأضافت أنّ الزعيم كيم انطلق من محطّة القطارات في بيونغ يانغ على متن قطار خاص متوجّهاً إلى بكين ترافقه زوجته ري سول جو وعدد من كبار المسؤولين في نظامه.

وأكّدت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الزيارة.

وتأتي زيارة كيم جونغ اون بعد أسبوع على تحذيره الولايات المتحدة في خطابه بمناسبة السنة الجديدة حيث أعلن انه يمكن ان يغير موقفه في حال أبقت واشنطن على عقوباتها الاقتصادية ضد بيونغ يانغ رغم التقارب الدبلوماسي الذي حصل بين البلدين منذ السنة الماضية.

وكان الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الامريكي عقدا قمة في سنغافورة في حزيران/يونيو 2018.

 “مساعدة بكين”

وزار كيم الصين ثلاث مرات العام الماضي للقاء شي، ولم يتمّ إعلان أي من تلك الزيارات مسبقاً.

وقال بوني غلاسر من مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية، وهو معهد أبحاث امريكي، إن “شي وكيم يريان مصلحة في تنسيق مواقفهما قبل قمة بين كيم وترامب. وهذا أمر يبدو معتادا الان”.

وأضافت أن “كيم يسعى أيضا للحصول على مساعدة بكين لكي يتم تخفيف العقوبات الدولية” عن بلاده.

وتعتبر الصين وروسيا أن على الامم المتحدة أن تنظر في رفع هذه العقوبات، لكن ترامب أعلن الاحد انها ستبقى قائمة ما دام لم يتم تحقيق نتائج “ايجابية جدا” حول نزع الاسلحة النووية.

وبحسب مصادر عدّة فإنّ كيم يحتفل الثلاثاء بعيد ميلاده الـ36، لكنّ هذه المعلومة لم تؤكّدها بيونغ يانغ يوماً.

وتوقّفت محادثات نزع أسلحة كوريا الشمالية بين بيونغ يانغ وواشنطن، إلاّ أنّ التوقعات تتزايد باحتمال عقد قمة ثانية بين كيم والرئيس الأمريكي الذي قال الأحد إنّ الطرفين يتفاوضان حالياً على مكان عقد القمة المرتقبة، لكنّه تهرّب من الردّ على سؤال يتّصل بموعد انعقاد هذه القمة.

وقال ترامب لصحافيين أمام البيت الابيض ردّاً على سؤال عن القمّة الثانية المرتقبة بينه وبين كيم “نحن نتفاوض على مكان. على الأرجح سيتمّ إعلانه في موعد ليس بعيدا”.

وفي قمتهما التاريخية في سنغافورة في حزيران/يونيو الماضي، اتّفق ترامب وكيم على العمل باتجاه نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية. لكنّ ذلك جاء في اتفاق مبهم لم يتطرّق إلى التفاصيل.

وتضغط الولايات المتحدة على كوريا الشمالية لنزع أسلحتها النووية قبل أي تخفيف للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

في المقابل يطالب كيم، الذي تحكم عائلته كوريا الشمالية بيد حديدية منذ 70 عاماً، بتخفيف العقوبات المفروضة على بلاده بسبب برنامجها النووي وبرامجها الخاصة بالصواريخ البالستية، ويدين إصرار الولايات المتحدة على نزع ترسانته النووية. (أ ف ب)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق