السلايدر الرئيسيشرق أوسط
عريقات في رسالة غاضبة لأمريكا وإسرائيل: “نلتقي في جهنم.. أنتم لا تريدون السلام”
فادي أبو سعدى
- العلاقات الفلسطينية الأمريكية تواصل التأزم بطرد عائلة السفير زملط من العاصمة واشنطن
رام الله- يواربيا: أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التزام الجانب الفلسطيني بتحقيق السلام، وبالمقاومة الشعبية السلمية، لأن القتل والاستيطان والتدمير واقتلاع السكان لن يحققا الأمن والسلام لأي طرف في المنطقة. جاء ذلك خلال استقباله في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، وفدا ضم وزراء وأعضاء كنيست إسرائيليين سابقين، برئاسة الوزير الأسبق يائير تسابان، ويوسي بيلين.
واستعرض عباس آخر المستجدات على الصعيد السياسي، والمأزق الخطير الذي يواجه العملية السياسية جراء سياسة الحكومة الإسرائيلية، ودعم الإدارة الأميركية المنحاز لها. واعتبر أن كل ما يجري من قبل هذه الحكومة الإسرائيلية، والقرارات الأميركية المنحازة والمخالفة لقرارات الشرعية الدولية، هي عملياً تلحق الضرر بفرص تحقيق السلام العادل القائم على مبدأ حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.
من طرفهم، أعرب أعضاء الوفد، عن تقديرهم الكبير لمواقف الرئيس الملتزمة بتحقيق السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، والحفاظ عليها رغم أنف الحكومة اليمينية الحالية، والدعم الأعمى من قبل واشنطن.
ورغم ديبلوماسية الرئيس عباس إلى حد ما، إلا أن الأمر بدا مختلفًا في تصريحات صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. فقد وجه رسالة لإسرائيل وامريكا قال فيها “حين ينهار كل شيء ستدفعون الثمن ونلتقي جميعا في جهنم”، فعلت كل ما بوسعي وليس لدي اكثر من ذلك، والرئيس ابو مازن فعل كل ما بوسعه من اجل تحقيق السلام وانتهى الامر، ووجه رسالته للاسرائيليين والامريكان “انتم لا تريدون السلام”.
تصريحات عريقات الغاضبة نقلتها صحيفة “معاريف” العبرية. وواصل المسؤول الفلسطيني الهجوم بالقول “إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يريد أن ينتقم من الفلسطينيين، واذا كان ترامب يريد الثأر منا، فلينتقم من الرئيس محمود عباس أبو مازن، أو ينتقم مني شخصيا، ولكن لماذا يؤذي الناس الأبرياء، إنه يقوم بإبادة جماعية، غير مسبوقة”.
بدورها قالت معاريف العبرية، أنه منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض، وجد مسئولو السلطة الفلسطينية أنفسهم في دور جديد لم يعرفوه حتى الآن، وواجهوا مشكلات عدة تشمل نقل السفارة إلى القدس، ووقف الدعم عن السلطة الفلسطينية 200 مليون دولار، ووقف المساعدات للأونروا 365 مليون دولار، وإغلاق تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
عريقات ختم تصريحاته للصحيفة العبرية بالقول “إذا لم يزوّد أبو مازن البضاعة التي ينبغي أن يزوّدها في نهاية هذا الشهر، فإنني سأضع مفاتيحي على الطاولة قبل انتهاء خطابه”. وأثارت خاتمة التصريحات هذه عاصفة من ردود الفعل على الساحة الفلسطينية. فهناك من الفلسطينيين من رأى “أن الفلسطينيين أنفسهم هم من يدفعون الثمن منذ اتفاق أوسلو ويعيشون في جهنم، وليس الأمريكيين والإسرائيليين”.
وخلال الأسبوع القادم سيلقي الرئيس محمود عباس خطابه السنوي في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية، وقالت مصادر فلسطينية أن خطاب الرئيس عباس سيكون مختلفاً هذه المرة. لكن “” تابعت تصريحات العديد من المحللين السياسيين، الذين رأوا أن الخطاب الفلسطيني عامًة يفتقد إلى الجديد، ولن يختلف الخطاب عما جاء خلال السنوات الماضية.
وعلى الجانب الأمريكي أيضًا، ألغت الولايات المتحدة تصاريح الإقامة للسفير الفلسطيني في واشنطن حسام زملط وعائلته. ووفقاً لبيان صادر عن منظمة التحرير الفلسطينية، فقد أبلغت السلطات الأمريكية جميع أعضاء طاقم السفارة الفلسطينية أن عليهم مغادرة البلاد حتى 13 تشرين الأول.
وقال زملط إن السلطات الأمريكية ألغت التأشيرات له ولأسرته، على الرغم من أنها سارية حتى عام 2022. كما قال إن السلطات أغلقت أيضا الحسابات المصرفية لزوجته وأولاده، وطالبتهم بمغادرة الولايات المتحدة على الفور. ويتواجد زملط في مدينة رام الله حاليًا منذ عدة أسابيع بموجب أوامر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب الأزمة بين السلطة الفلسطينية والإدارة.
وقال: “هذه خطوات تشكل جزءا من الهجوم على القيادة الفلسطينية في ضوء موقفها من صفقة القرن. هذه خطوة انتقامية ضد القيادة وضدي شخصياً لإرضاء إسرائيل، ولا شك أن الاحتلال الإسرائيلي شريك كامل في الخطوات التي اتخذتها الإدارة”.
وأدان الفلسطينيون قرار إدارة ترامب. وفي بيان صادر عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، كتبت أن “محاولات الولايات المتحدة للضغط وابتزاز الفلسطينيين وصلت إلى مستوى جديد”. وقالت: “من خلال التركيز المتعمد على عائلة السفير زملط، انتقلت الإدارة الأمريكية من العقوبة القاسية على الثأر من الفلسطينيين وقيادتهم، حتى إلى حد إيذاء الأطفال والعائلات البريئة”.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت في الأسبوع الماضي، قرارها إغلاق السفارة الفلسطينية في واشنطن. وبحسب وزارة الخارجية، فقد سمحت الولايات المتحدة لمنظمة التحرير الفلسطينية بالقيام بأنشطة تهدف إلى تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن المنظمة لم تتخذ خطوات لدفع المفاوضات.