شرق أوسط
الأمم المتحدة والولايات المتحدة تدعوان إلى “ضبط النفس” في اليمن غداة هجوم بواسطة طائرة مسيّرة
ـ واشنطن ـ أعربت الولايات المتحدة والأمم المتحدة الجمعة عن قلقهما إزاء تصعيد أعمال العنف في اليمن، بعدما شن المتمردون اليمنيون الخميس هجوما بطائرة بدون طيار على قاعدة عسكرية حكومية جنوب البلاد، داعيتين إلى ضبط النفس.
وأعلنت الولايات المتحدة التي تدعم تحالفا تقوده السعودية في مواجهة المتمرّدين الحوثيين أنها “تدين بشدّة” الضربة الجوية التي استهدفت عرضا عسكرياً في قاعدة العند الجوية وأوقعت ستة قتلى و12 جريحا على الأقل بينهم ضباط كبار.
والعند أكبر قاعدة عسكرية في البلاد. وقد سيطر عليها المتمردون الحوثيون خلال تقدمهم في جنوب اليمن عام 2015 قبل أن تستعيدها القوات الموالية للحكومة اليمنية المدعومة من السعودية في العام ذاته.
وجاءت الضربة بعد شهر من توقيع الحكومة اليمنية والمتمرّدين الحوثيين اتفاقا خلال محادثات في السويد أثمرت هدنة في مدينة الحديدة التي تعتبر ممرا رئيسيا للمساعدات لنحو 14 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة في اليمن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرتو بالادينو في بيان إن “هذا الهجوم يناقض روحية الهدنة في الحديدة والتقدم الذي تحقق الشهر الماضي في المفاوضات التي رعتها الأمم المتحدة”.
واضاف بالادينو “ندعو جميع الأطراف إلى احترام الالتزامات التي قطعوها في السويد… عبر نبذ العنف والأعمال الاستفزازية”.
بدوره، أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث عن قلقه إزاء الهجوم بواسطة طائرة من دون طيار، الذي جاء في توقيت كان يأمل فيه تحقيق مزيد من التقدم في المفاوضات الهادفة لإنهاء الحرب.
وكتب مكتب غريفيث في تغريدة على حسابه على موقع تويتر أنه “يحث كل أطراف الصراع على ممارسة ضبط النفس، والامتناع عن المزيد من التصعيد”.
وناشد غريفيث “أطراف الصراع العمل على خلق مناخ موات للحفاظ على الزخم الإيجابي الناتج عن مشاورات السويد وعن استئناف عملية السلام اليمنية”.
من جانبها دعت الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف العسكري الداعم للقوات الحكومية في اليمن، المجتمع الدولي للضغط على الحوثيين محمّلة إياهم مسؤولية بطء العملية السلمية.
ورأى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن الهجوم “يخبرك بكل ما تحتاجه عن الحوثيين”. وكتب قرقاش في تغريدة باللغة الإنكليزية “مفاوضات السلام بالنسبة لهم هي تكتيك وليست التزاما”.
ولاحقا، غرد قرقاش بالانكليزية أن “اتفاق ستوكهولم في خطر. منذ بدء وقف اطلاق النار في الحديدة، ارتكب الحوثيون 464 انتهاكا تم احصاؤها ولم يفوا بالتزاماتهم عبر عدم الانسحاب من الميناء”.
وكان التحالف بقيادة السعودية، الذي يفرض حصارا على الموانئ البحرية والجوية في اليمن، تعرّض لانتقادات كثيرة على خلفية الأزمة الانسانية في البلاد حيث طاولت الضربات الجوية مستشفيات وحافلة مدرسية.
وبدأت المعارك بين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات اليمينة في 2014، وشهدت تصعيدا في 2015 بهروب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى السعودية مع سيطرة الحوثيين على أجزاء كبيرة من البلاد، وتدخل تحالف بقيادة السعودية عسكريا في البلاد دعما للحكومة.
ومنذ ذلك الحين، قتل في الحرب نحو عشرة آلاف شخص، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، رغم أن منظمات حقوق الإنسان تقول إن عدد القتلى الفعلي قد يكون خمسة أضعاف ذلك. (أ ف ب)