السلايدر الرئيسيحقوق إنسان
إساءة للمسيحيين في متحف حيفا… محاولة إسرائيلية جديدة لإثارة الفتنة في الداخل الفلسطيني
فادي ابو سعدى
- راعي كنيسة مار الياس للكاثوليك قدم شكوى للشرطة لإزالة الصليب والصور
ـ رام الله ـ من فادي ابو سعدى ـ تشهد مدينة حيفا منذ يومين، أحاديث تطورت إلى تظاهرات، بعد الكشف عن إساءة للمسيحيين في متحف حيفا في المدينة. وتواصلت على مدار اليومين الماضيين، مع راعي كنيسة مار الياس للكاثوليك في المدينة، الأب أغابيوس أبو سعدى، الذي كان أول من أثار القضية لمعرفة ما يجري هناك.
وكانت البداية بعد أن وصلته معلومات حول الإساءة، حيث اتخذ على الفور الخطوة الأولى للتأكد من صحة المعلومات، وقال “بخصوص الصور المشينة الموضوعة في متحف حيفا. قمتُ بزيارة المتحف مع الأخ رجا زعاتري عضو بلدية حيفا، واطّلعنا على الصّليب والصور، وفي ادّعائهم أنّ هذه الصور هي لكلّ الأديان، وأنّها ضدّ استعمال الرموز الدينيّة لأهداف تجاريّة دنيويّة”.
وأضاف “لكنّي وبكلّ صراحة، رأيتُ فظاعتها ومساسها بمشاعرنا كمسيحيّين وقد عبّرتُ لهم عن مدى استيائي واستياء الشارع المسيحيّ منها وطالبنا بلقاء مدير المتحف الذي لم يكن موجودًا”. وقال “أنا أقوم بتحضير مكتوبٍ رسميّ سأوجّهه لرئيسة البلدية ومدير المتحف بما رأيتُ اليوم بعينيّ، وأطالبهم بعدم عرض الصليب والصور المشينة. سننتظر ردّهم وبعدها نقوم بتقرير الخطوات التالية”.
وطالب الجميع بالهدوء لأنّنا نعمل على حلّ المشكلة بالطرق التي تعوّدنا عليها والتي تُعبِّر عن أخلاقنا وثقافتنا المسيحيّة. وشكرًا لتفهُّم الجميع.
لكن الأمر تطور سريعًا في الشارع، وخرج في اليوم الأول العشرات للتظاهر أمام المتحف، لكن العدد لم يكن كبيرًا ليحدث تأثيراً ضد هذه الاساءة. وخرج في اليوم الثاني عدد أكبر من المسيحيين والمسلمين الرافضين للإساءة، وتظاهروا بشكل قوي، ما جعل الشرطة الإسرائيلية تواجههم بقنابل الغاز، وتفرقهم بالقوة، وتعتقل عددًا منهم، رغم أن تظاهرتهم كانت سلمية وضد الاساءة للمسيحيين وللأديان بشكل عام.
وعاد الأب أغابيوس بعد التظاهرة مباشرة ليؤكد أنه قام بشكل رسمي، بتقديم شكوى بإسم كلّ أهل حيفا لدى شرطة حيفا عن الصور والمجسّمات التي تُسيء للسيّد المسيح والصّليب الكريم المُحيي، وطالب الشرطة الإسرائيلية بالعمل على إزالتها وإخراج الشباب الذين تمّ اعتقالهم. وختم تصريحه بالقول “نتابع القضيّة باهتمامٍ بالغ ولن نهدأ قبل أن ننال ما نريد”.
كما تحدثت “” مع إحدى الفلسطينيات المسيحيات في مدينة حيفا، التي فضلت عدم ذكر اسمها لحساسية القضية، وبعد الاعتقالات التي نفذتها الشرطة الإسرائيلية بحق المتظاهرين أمام المتحف في المدينة. وقالت “الحقيقة أنا ما شاهدناه في المتحدف لا علاقة له بالفن بالمطلق، إنه إساءة بحق المسيحيين، وبحق كل من يؤمن بالمعتقدات الدينية”.
وأضافت “يجب علينا الاعتراف أن هناك قانون، وهو من يأتي لنا بحقنا، أنا ضد أي تظاهرة عنيفة، نحن سلميين تعرضنا للإساءة والقانون سيعطينا حقنا”. وقالت أيضًا “للعلم أن الصليب والصور والالعاب موجودة في المتحف منذ فترة طويلة، وهذا يعني أننا شعب غير مثقف ولا يزور متاحف ولا يهتم بالفن وانما يدعي ذلك”.
وينتظر الشارع في حيفا على وجه الخصوص والمسيحيين عامة قرار بلدية حيفا ومتحف المدينة بعد ردة الفعل التي حدثت في الشارع، وبعد الشكوى التي قدمت باسم كافة أهالي حيفا للشرطة الإسرائيلية ضد هذه الاساءة!
كما طلبت بطريركية القدس للروم الأرثوذكس من بلدية حيفا إزالة لوحات مسيئة للديانة والمعتقدات المسيحية، الأمر الذي ترفضه “أم الكنائس” وتعتبره اعتداء على القيّم المسيحية، كما طالبت البلدية بالاعتذار عن رعاية هكذا معرض.
وأضافت البطريركية أنها تحترم حرية التعبير عن الرأي بعيداً عن الاساءة غير المبررة للديانات والمعتقدات بشكل عام، لأن لا حق لاحد بالاعتداء على الآخرين بدعوى حرية التعبير.
والقت البطريركية اللوم على بلدية حيفا التي ترعى المعرض المسيء للديانة المسيحية، مُذكرة بأن البلدية هي جسم خدماتي يعتاش من الضرائب التي يدفعها المواطنين بما فيهم من تمت الاسائة له من خلال معرض اللوحات هذا، فبدل ان تقوم البلدية بخدمتهم في إطار ما ينص عليه القانون مقابل ما يدفعون من ضرائب، تقوم برعاية ما يسيء لهم ولغيرهم خاصة في هذه الأوقات التي يحتفل فيها المسيحيون بأعياد الميلاد المجيد.