مال و أعمال
الجنيه الاسترليني يسجل ارتفاعاً وسط آمال الأسواق بعدم الخروج من الاتحاد الأوروبي
ـ لندن ـ سجل الجنيه الاسترليني ارتفاعاً الأربعاء بعد أن رأى محللون احتمال أن تؤدي الهزيمة الساحقة التي لحقت برئيسة الوزراء تيريزا ماي في التصويت على اتفاق بريكست في البرلمان، إلى بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
وقد أدت هزيمة ماي إلى الحديث عن إمكانية “أن لا نرى بريكست يحدث مستقبلا”، بحسب محلل الأسواق جوشوا ماهوني من شركة “آي جي” للتداولات.
وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس “إن هذه الهزيمة المدوية تعني أن تيريزا ماي تحتاج الآن إلى طرح خطة جديدة، وربما يكون من بين هذه الخطط إجراء استفتاء جديد”.
وأشار محللون إلى أن البريطانيين قد لا يصوتون لصالح البريكست مرة أخرى في حال أتيحت لهم فرصة ثانية.
وتواجه ماي في وقت لاحق من الأربعاء تصويتا في البرلمان بحجب الثقة عن حكومتها التي تشير التوقعات إلى أنه لن ينجح.
من ناحية أخرى قال محافظ بنك انكلترا (المركزي البريطاني) مارك كارني إن ارتفاع الجنيه الاسترليني “يعكس على ما يبدو بعض التوقعات بأن احتمال الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق قد تلاشى”.
وانعكس ارتفاع الجنيه على مؤشر سوق لندن (فوتسي 100) والذي يشمل العديد من الشركات متعددة الجنسيات التي تحقق معظم دخلها بالدولار واليورو.
وسجل مؤشر فوتسي 250 ارتفاعا طفيفا، ويشمل هذا المؤشر في معظمه شركات تعمل في المملكة المتحدة ويعتبر، إضافة إلى الجنيه الاسترليني، مؤشراً أوضح على صحة الاقتصاد البريطاني المستقبلية.
“قد يتفاجأ العديدون”
قال روس مولد، مدير الاستثمارات في شركه “أيه جاي بيل” للمضاربات إن “العديد من الناس ربما يتفاجأون من صمود الجنيه الاسترليني وارتفاع مؤشر فوتسي 250 بعد هزيمة تيريزا ماي”.
وأوضح “ببساطة السوق تعتقد أننا سنحصل على المزيد من الوقت للتفاوض، وأن الخروج الصعب المضر بالاقتصاد أصبح أقل ترجيحاً، أو أن بريكست لن يحدث مطلقاً”.
وأضاف “يبدو من الحتمي أن الجنيه الاسترليني والبورصة سيشهدان اضطرابات لأسابيع أو أشهر مقبلة إلى حين أن تصبح لدينا إجابة واضحة حول التوجه المحدد حول الرحلة إلى بريكست”.
وسجل الجنيه أدنى مستوى له منذ نحو العامين بعد هزيمة ماي في البرلمان الثلاثاء، إلا أنه سرعان ما استعاد عافيته بعد أن راهن المتداولون في لندن على أنه لن يكون هناك خروج بدون اتفاق.
ومع احتمالات فوز ماي بالثقة الاربعاء في التصويت الذي دعا إليه حزب العمال المعارض، سيتحول الحديث إلى ما سيحدث لاحقا.
وقال ماهوني من شركة “آي جي”إنه “إذا فازت ماي، وهو ما أرجح حدوثه، فمن المرجح أن يبقى الجنيه على حاله”.
وأضاف “ولكن إذا خسرت فسيحدث الكثير من الاضطراب وحالة عدم اليقين وهذا سينعكس بشكل سلبي للغاية على الجنيه”.
ورأى محللون أن ماي ربما تطلب تأجيل الخروج من الاتحاد والمقرر في 29 آذار/مارس وسط بحثها عن اتفاق أفضل من نظرائها في الاتحاد الأوروبي، بينما تزداد التكهنات بالدعوة إلى انتخابات عامة وربما إجراء استفتاء جديد على البريكست.
ورغم ذلك قال غافين فريد من بنك “ناشونال استراليا بنك”، “لا أرى أن الجنيه سيسجل صعوداً كبيراً إلا بعد أن تطمئن الأسواق على أن حزب المحافظين الحاكم قد نجا من حجب الثقة”. (أ ف ب)