السلايدر الرئيسيشرق أوسط

تصريحات لوزير الحكم المحلي بخصوص الحراك ضد الضمان تثير موجة غضب في الخليل خاصة والضفة عامة

فادي ابو سعدى

  • فتح تعلن شخص الوزير غير مرحب به في الخليل وتمنع عليه دخول المدينة

ـ رام الله ـ من فادي ابو سعدى ـ أثارت تصريحات لوزير الحكم المحلي حسين الاعرج، موثقة في مقطع فيديو، اتهم فيها بعض قادة الحراك العمالي ضد الضمان الاجتماعي، أنهم يسكنون في مستوطنة “كريات اربع”، موجة من الضغب العارم في أوساط الحراك نفسه، وفي محافظة الخليل بشكل عام.

وأصدرت حركة فتح في اقليم وسط الخليل بيانًا على خلفية تصريح وزير الحكم المحلي، طالبت فيه بتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة واقالة وزير الحكم المحلي. واعتبرت أن التطاول على أبناء شعبنا الفلسطيني مرفوض، وشريحة العمال هي رمز للثورة الفلسطينية وشريحة أصيلة ومهمة في اي مجتمع متحضر في العالم.

وقالت الحركة “ان ثقتنا بدولة رئيس الوزراء عالية جدا، وننتظر منه قرارات محاسبة وإقالة لأي مسؤول مهما على شأنه يتطاول على أبناء شعبه، فالجميع أمام القانون متساوين”.

ووصل الأمر أن أعلنت الحركة أنه “لن يتم التعامل مع وزير الحكم المحلي في اي أمر إداري يتعلق بالخليل، كما أعلنت مخاطبة كافة مؤسسات المجتمع المحلي بعدم التعامل معه، حتى صدور قرار اقالته من منصبه، وأن شخص وزير الحكم المحلي غير مرحب به في خليل الرحمن، ويمنع عليه دخولها”.

بدور أكد محافظ الخليل جبرين البكري، ان قيادة الحراك العمالي في محافظة الخليل هي من مكونات الطبقة العاملة وتمارس نشاطاتها الاحتجاجية وتعبر عن موقفها وفق الاصول والقانون، واكد المحافظ على مواقف قيادة الحراك الوطنية وحرصهم على مصالح العمال، واي موقف صدر عن اي جهة او شخص، فإنه هو يعبر عن موقفه الشخصي وسيتحمل نتائج  ذلك، واذا كان حسين الاعرج “وزير الحكم المحلي” يقصد الاشارة الى اي شخص عليه ان يذكر اسمه.

لكن الوزير وبعد موجة الغضب العارمة التي دفعت عديد المواطنين العاديين من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية إلى تسجيل مقاطع فيديو للرد على تصريحاته، والتي وصلت في غالبيتها إلى شتمه بسبب تخوين بعض قادة الحراك العمالي، أصدر ردًا عبر مكتبه وتم توزيعه على وسائل الإعلام.

وجاء في البيان أنه “في الوقت الذي تحقق فيه القيادة الفلسطينية انجازات تاريخية على مستوى العالم وترؤس سيادة الرئيس لرئاسة المجموعة ال 77+ الصين، والذي يعتبر حدثاً تاريخيا هاماً يضاف للإنجازات السياسية التي حققتها دولة فلسطين، تخرج علينا بعض الأصوات التي تحاول حرف البوصلة عن مسارها وتهاجم القيادة الفلسطينية والحكومة في تساوق واضح مع الاحتلال وتهديداته”.

وقال البيان أن “تصريحات الوزير بخصوص الحراك الاجتماعي ضد قانون الضمان الاجتماعي لا يستهدف أعضاء الحراك ولا ممثليهم، وإنما استهدف أشخاص بعينها، تحرض على القيادة والحكومة الفلسطينية بصورة بعيدة كل البعد عن المطالب النقابية والحقوقية، ونحن نقف دائما إلى جانب المطالب النقابية التي تأتي انسياقا مع التشريعات والأنظمة المعمول بها لدى دولة فلسطين”.

وختم البيان بالتأكيد على أن “التصريحات الصادرة من الوزير لا تستهدف محافظة الخليل المشهود لها بدور أبنائها ومواقفهم الوطنية التاريخية، وإننا إذ نثمن عاليا صمود أهالي المحافظة ضد سياسات الاحتلال وممارساته العنصرية”.

وأكد الوزير على احترام الرأي والرأي الاخر، وننظر بعين الاعتبار في الحكومة الفلسطينية للمطالبين بتعديل صيغة قانون الضمان الاجتماعي، وقد شكلت الحكومة لجان للحوار وقد أعلنت في جلساتها الاخيرة عن عدد من التعديلات التي توصلت لها الحوارات السابقة.

واعتبر البيان الصادر عن وزير الحكم المحلي حسين الأعرج، بمثابة محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بسبب حالة الغليان التي تشهدها مدينة الخليل، أو حتى أن البيان يأتي “لذر الرماد في العيون” في محاولة لوقف الهجوم على الوزير والمطالبة بإقالته.

وعبر خالد سليم، الإعلامي الفلسطيني، في تدوينة على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عما يدور في ذهن الشارع الفلسطيني بالقول “هو سياق كامل من الاستعلاء على المواطن. ولم تكن تصريحات حسين الأعرج إلا استمرارًا لهذا النهج، الذي كان أحد عرابيه أحمد مجدلاني الذي شتم الموظفين العموميين على الهواء مباشرة، وكذلك مأمون أبو شهلا، الذي يصر في كل ظهور إعلامي على أن يتعاطى مع الشعب باعتباره قاصرًا ذهنيًّا عن اتخاذ قرار مصيري يخص مستقبله وأسرته”.

وأضاف: كل شيء يمر، لأن “من أمن العقوبة أساء الأدب”، فلا مساءلة ولا محاسبة. هذا الاستعلاء ليس في التصريحات فقط، بل هو سلوك كامل. وتساءل، كيف يمكن مثلاً ترك المواطنين نهب الإعلام الإسرائيلي في قضية مسرب الأراضي والعقارات لليهود عصام عقل المدان بالأشغال الشاقة المؤبدة للسلطات الأميركية؟ ولماذا لم يخرج حتى الآن مسؤول فلسطيني لينفي الأمر، أو ليقول أي شيء، أي شيء؟ ببساطة، لأن المواطنين خارج حسابات المسؤولين. المواطن هو دافع الضرائب، ودافع الدم فقط.

وختم بالقول “والله، لو استأجرت السلطة أفضل شركة علاقات عامة في الكون لتشويه صورتها، لما نجحت كما تفعل هي بنفسها، عبر سلوك استعلائي، وتصريحات غير محسوبة للمتحدثين باسمها”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق