السلايدر الرئيسيتحقيقات

القدس تلتف بالسواد حدادًا على شهيدها والمتطرفون اليهود يستبيحون الأقصى

فادي أبو سعدى

– رام الله – شهدت القدس المحتلة حالة من الحداد على روح الشهيد محمد يوسف شعبان عليان، من مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين شمال المدينة المقدسة. وكانت القوى الوطنية والمؤسسات والفعاليات العاملة في مخيم قلنديا أعلنت عن إضراب شامل في منطقة مخيم قلنديا والأحياء المتاخمة مثل كفر عقب والمطار وسميراميس حدادا على روح الشهيد عليان، الذي استشهد برصاص الاحتلال في حي المصرارة التجاري قبالة سور القدس القديمة عند باب العامود.

ويأتي الحداد في القدس في ذروة الأعياد اليهودية، التي تستغلها المجموعات اليهودية المتطرفة لاستباحة المسجد الأقصى وأداء طقوس تلمودية فيه. حيث جدّد مستوطنون، اقتحامهم للمسجد الأقصى، عبر مجموعات كبيرة ومتتالية من باب المغاربة، وبلباسها التلمودي التقليدي، والتجول في مرافقه، وسط حراسات وانتشار عسكري واسع من قوات الاحتلال الخاصة.

وتتواصل اقتحامات المتطرفين اليهود تزامنا مع “صوم يوم الغفران” التلمودي، وسط دعوات منظمات الهيكل المزعوم لأنصارها وجمهور المستوطنين بالمشاركة الواسعة في اقتحامه، وممارسة وأداء شعائر وصلوات يهودية فيه.

وخلال الاقتحام يتلقى اليهود شرحًا مفصلاً من دليل يهودي حول “الهيكل المزعوم”، وتأهبوا لممارسة طقوس وشعائر تلمودية في المسجد، خاصة في منطقة “باب الرحمة” الواقعة بين باب الأسباط والمصلى المرواني.

ومنعت قوات الاحتلال التي تحتشد عند أبواب المسجد الأقصى الخارجية، رئيسة شعبة الحارسات في المسجد الاقصى زينات أبو صبيح من الدخول إلى المسجد، وسلّمتها  أمر استدعاء للتحقيق معها في مركز توقيف وتحقيق “القشلة” في باب الخليل بالقدس القديمة.

وعلى أطراف القدس المحتلة وتحديدًا إلى الشرق منها، يتواصل الاعتصام المفتوح في قرية الخان الأحمر لليوم الخامس عشر على التوالي. وقال منسق حملة “انقذوا الخان الأحمر” في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة، لوكالة الأنباء الفلسطينية “إن خيمة الإسناد والتضامن يصلها وفود من مختلف الوزارات الحكومية، عدا عن وفد برلماني من الاتحاد الأوروبي، في تأكيد واضح على تعاظم التضامن مع أهالي القرية، ورفضا لمخططات الاحتلال بتهجير مواطنيها. وأشار إلى أن المئات يبيتون في خيمة الإسناد، حيث تم تأمين الفراش والأغطية والطعام، مؤكدا أن الحراك متواصل لحين تراجع سلطات الاحتلال عن سياستها في التهجير والهدم.

وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا، رفضت في الخامس من الشهر الجاري، التماس سكان قرية الخان الأحمر ضد إخلائهم وتهجيرهم وهدم القرية المقامة وأقرت هدمها خلال أسبوع. ويقطن في القرية التي تقع شرق القدس، نحو 200 فلسطيني، 53% منهم أطفال و95% لاجئين مسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.

وسبق ذلك أن قررت المحكمة العليا الإسرائيلية في أيار/ مايو المنصرم هدم القرية، التي تضم مدرسة تخدم 170 طالبا، من عدة أماكن في المنطقة. ويحيط بالقرية عدد من المستوطنات؛ وتقع أراضيها ضمن المنطقة التي تستهدفها سلطات الاحتلال الإسرائيلية لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى E1، الذي سيقوض في حال تنفيذه فرص تطبيق حل الدولتين.

هذه التطورات في القدس المحتلة ومحيطها تأتي بعد ربع قرن على اتفاق أوسلو، حيث تحولت مدينة القدس التي تجسد رمزا ثقافيا ودينيا واقتصاديا للفلسطينيين بعد الاتفاق إلى مدينة مهوّدة بالكامل يعطلها الحصار والاحلال والاستيطان والتهويد.

AFP

الزحف اليهودي في القدس مستمر

ورأى الكاتب والمحلل السياسي عبد الستار قاسم أن الزحف اليهودي على القدس مستمر ويزدادا يوما بعد يوم، موضحا أنه وإن امتلك الفلسطينيون بيوت هناك لكن أمر السيطرة على المدينة خرج من بين أيدينا، فأصبحت إسرائيل تصنع على الأرض ما تشاء وهذا بحد ذاته أهم نعم أوسلو بالنسبة لهم.

وأضاف قاسم أن الفلسطينيين أصبحوا أكثر ضعفا بعد أن استفرد بهم الاحتلال، حيث فرض أمرا واقعا في القدس وغيرها، فيما لم نعد نستطيع فعل شيء إلا التصريحات السياسية التي لا قيمة لها، مبينا أنه لم يعد سرا بالنسبة لليهود التصريح ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية، بل وينشرون علنا خطواتهم القادمة دون الالتفات لأي ردّات فعل.

وحول دور السلطة الفلسطينية، أوضح عبد الستار قاسم في حديث لموقع تابع لحركة حماس، أن السلطة يكمن دورها في تسهيل العمل الإسرائيلي، فهي تلاحق الفلسطينيين والمقاومة وتجمع السلاح وتقدم معلومات لليهود حول النشاطات الفلسطينية، إضافة لتقديم التعاون الإداري مع الاحتلال، وبذلك يتلخص دورها في تسهيل مهمة الصهاينة في السيطرة التامة على أرض فلسطين “الانتدابية”.

وأضاف “لا يمكن أن تتراجع السلطة عن أوسلو لأن مصالحهم الشخصية مرتبطة بهذا الاتفاق، وهي بالنسبة لهم أهم من فلسطين، وعلى مدى ربع قرن أثبتوا لنا ذلك، وبالتالي يستحيل أن يتخلوا عن الاتفاق”. وأشار إلى أن قول بعض مسئولي فتح أنهم وقعوا في فخ أوسلو غير صحيح لأن منظمة التحرير الفلسطينية كانت تسير في هذا الاتجاه منذ السبعينات إلى أن أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق