السلايدر الرئيسيشرق أوسط

الأمن الإسرائيلي يعتقد أن قضية الأموال القطرية تزيد من خطر التصعيد

فادي ابو سعدى

* القاهرة تعلن أنها لن تتدخل لصالح حماس في أي تصعيد جديد مع إسرائيل

– رام الله – من فادي ابو سعدى – عبر الجهاز الأمني في إسرائيل عن اعتقاده أن رفض حماس قبول الدفعة الثالثة من أموال المساعدات القطرية يخلق التوتر الذي يزيد من خطر التصعيد. ومع ذلك، فإن احتمال حدوث عملية عسكرية في غزة لا يزال منخفضًا نظرًا للتقييم القائل بأن حماس لا تريد الدخول في جولة طويلة من القتال، لأنها ستضر بها.

وكانت حماس قد أبلغت المبعوث القطري محمد العمادي، الخميس، إنها ترفض قبول الدفعة الثالثة من أموال المساعدات من قطر، التي وافقت إسرائيل على نقلها إلى قطاع غزة. ووفقاً للمنظمة، فإن إسرائيل لا تفي بالتزامها بالسماح بنقل الأموال كل شهر. وقال خليل الحية، نائب زعيم حماس في قطاع غزة، إن غزة لن تصبح لعبة في الانتخابات الإسرائيلية.

ويعتقد الجهاز الأمني أن حماس تشعر أنه تم نقل الأموال بدوافع سياسية وبهدف إذلالها، وعرضها كمن تنتظر المساعدة من إسرائيل. ورغم الرفض، تحتاج حماس إلى المساعدة المالية وقد تجد طريقة للحصول عليها في الأيام القادمة.

ووفقا لتقرير صحيفة “يسرائيل هيوم” حول هذا الموضوع، فقد قال الناطق بلسان حركة “حماس”، سامي أبو زهري، إن رفض حركته الشروط الإسرائيلية المتعلقة بنقل الدفعة الثالثة من المنحة القطرية المخصصة لقطاع غزة جاء من أجل توجيه رسالة مزدوجة.

وأضاف أبو زهري، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام، مساء الخميس، أن تلك الرسالة المزدوجة موجهة إلى كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وفحواها أن سياسة تبادل الأدوار فيما يتعلق بخنق غزة وابتزازها والمزايدة عليها لن تفلح. وأكد أن غزة قادرة على مفاجأة الجميع.

من جهته قال نائب رئيس حركة “حماس” في قطاع غزة خليل الحية إن حماس رفضت الدفعة الثالثة بسبب شروط إسرائيل التي منعت إدخال هذه الدفعة يوم الأربعاء، رداً على تجدّد إطلاق النار بالقرب من منطقة الحدود مع غزة.

وأضاف الحية أن قيادة حركة “حماس” عقدت اجتماعاً مع السفير القطري محمد العمادي، وتم الحديث عن “مسيرات العودة” وظروف الشعب الفلسطيني، وأكدت الحركة أن هذه المسيرات مستمرة حتى تُسترد حقوق الشعب الفلسطيني وحتى تتحقق أهدافها. وأشار إلى أن إسرائيل تحاول إدخال الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة في أتون الانتخابات الإسرائيلية، وأكد أن غزة لن تكون جزءاً من الابتزاز أو مسرحاً للمهرجانات الانتخابية الإسرائيلية.

ولم يوضح الحية تفاصيل الشروط الإسرائيلية واكتفى بالقول “أكدنا بشكل واضح للسفير العمادي أننا نرفض المنحة القطرية الثالثة رداً على سلوك الاحتلال ورداً على محاولاته التملص من التفاهمات التي رعتها مصر والأمم المتحدة وقطر، ونحمل الاحتلال مسؤولية هذا التلكؤ وهذا التراجع ومحاولة الابتزاز”.

وكتبت “يسرائيل هيوم” أن إسرائيل حاولت توزيع أموال المنحة، يوم الجمعة، خلال فترة “مسيرات العودة” حتى يذهب الناس لقبض الرواتب ولا يتوجهوا إلى السياج الأمني للمشاركة في المسيرات. كما أنها اقترحت أن تُحوّل المنحة المالية إلى حساب مؤتمن متفق عليه، وأن يتم تحويلها إلى البنوك في قطاع غزة يوم الأحد المقبل، وفي حال وقوع مواجهات عند السياج الأمني، الجمعة، أو حدوث تصعيد من أي نوع، لن تُحوّل المنحة إلى سكان غزة.

العمادي يعلن أن أموال المساعدات ستستثمر في مشاريع إنسانية

في هذا السياق، نشرت “هآرتس على موقعها الإلكتروني، الجمعة، أن المبعوث القطري محمد العمادي، أعلن خلال مؤتمر صحفي عقده في غزة، الجمعة أن أموال المساعدات القطرية ستحول عن طريق الأمم المتحدة لتنفيذ مشاريع إنسانية في قطاع غزة، بعد رفض حماس تسلم الدفعة الثالثة بسبب الشروط الإسرائيلية. وفي ضوء ذلك، ليس من الواضح الآن من سيمول رواتب موظفي حماس التي دفعتها خلال الشهرين الماضيين من المساعدات القطرية.

وقال العمادي إن “المنحة القطرية خصصت لمساعدات إنسانية عاجلة لسكان قطاع غزة، في ظل ظروفهم المأساوية والصعبة، وبناء على قرارات الأمم المتحدة في هذا الشأن”. وأضاف أن من نشر الشائعة بأن هدف الأموال هو شراء الهدوء وفق معادلة “الهدوء مقابل الدولار”، مخطئ. وأشار إلى أنه بعد رفض حماس تلقي المساعدات تم ممارسة ضغوط عليها من قبل الفصائل الأخرى في القطاع، وفي النهاية تم الاتفاق على تحويل الأموال كمساعدات إنسانية. وسيتم تحويل الأموال إلى العائلات المحتاجة ولتحسين جهازي الصحة والكهرباء. وقال ان قطر تنوي توقيع الاتفاق الأول مع الأمم المتحدة بقيمة 20 مليون دولار بهدف توفير أماكن عمل في غزة.

وتابع “هناك أطراف أخرى تسعى لاستغلال هذه المساعدات الإنسانية من أجل الدعاية الانتخابية أو تحصيل مواقف سياسية”، وقال إن “من حق الشعب الفلسطيني المحاصر التظاهر والتعبير عن رأيه في توصيل معاناته للعالم”، واستطرد “أتمنى أن تكون فعاليات مسيرة العودة اليوم، هادئة كباقي الأيام”.

وفي غضون ذلك، أعلن ممثلو الفصائل الفلسطينية أنهم تلقوا دعوة لحضور اجتماع فلسطيني عام سيعقد في موسكو يومي 13 و14 شباط، تحت رعاية وزارة الخارجية الروسية. وفي وقت سابق، ذكرت قناة “الميادين”، التي تبث من الإمارات العربية المتحدة، أن الوزارة ستدعو ممثلي الفصائل الفلسطينية إلى جولة محادثات في موسكو. وكان الروس قد استضافوا وفودا من فتح وحماس والجهاد الإسلامي في الأسابيع الأخيرة.

القاهرة لن تتدخل لصالح حماس في أي تصعيد جديد مع إسرائيل

وفي تقرير آخر تنشره “يسرائيل هيوم”، حول غزة، تم الكشف عن تحذير المخابرات المصرية لحركة حماس، بعدم وقوف مصر إلى جانبها، في حال وقوع تصعيد جديد مع إسرائيل. وقالت الصحيفة، إن مصدرا أمنيا مصريا رفيعا، كشف للصحيفة، أن المخابرات المصرية، حذرت حركة حماس، من عدم وقوف مصر إلى جانبها، في حال قيام الجيش الإسرائيلي بقصف قطاع غزة.

وأكد المصدر الأمني المصري، أن القاهرة، ترفض التدخل في مساعي قطر بالقطاع، ولن تتدخل في مسألة نقل الأموال القطرية إلى قطاع غزة.

وحملت المخابرات المصرية، حركة حماس، مسؤولية التصعيد الأخير مع إسرائيل، رغم تأكيدات حركة حماس أنها ليست المسؤولة عن هذا التصعيد. ونقلت الصحيفة، عن المصدر الأمني المصري قوله: “إن القاهرة طالبت حركة حماس الالتزام بالهدوء وبتفاهمات وقف إطلاق النار مع إسرائيل، التي كانت برعاية مصرية”.

وأضاف المصدر المصري “أن القاهرة طلبت من حماس أن تقرر إذا كانت مع إيران، أم أنها معنية بمواصلة الجهود للتوصل إلى اتفاق تهدئة مع إسرائيل، برعاية المخابرات المصرية”.

وأشار المصدر المصري، إلى أن القاهرة أوضحت لحماس، أنها لن تسهم في إنجاح جهود قطر بغزة، وعلى حماس أن تتحمل القصف الإسرائيلي، بسبب محاولات الجهاد الإسلامي للتصعيد مع إسرائيل، وأن القاهرة لن تتدخل لصالح حماس، في أي تصعيد جديد مع إسرائيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق