العالم
السفير الروسي بألمانيا يؤكد استعداد بلاده لحوار موضوعي عن معاهدة الصواريخ النووية
ـ برلين ـ أكد السفير الروسي في ألمانيا سيرجي نيتشاييف استعداد بلاده للحوار، في ظل النزاع القائم حاليا حول معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة (أي إن إف) التي تهدف للتخلي عن الأسلحة النووية متوسطة المدى.
وقال نيتشاييف لصحيفة “نويه أوسنابروكر تسايتونج” الألمانية في عددها الصادر اليوم الاثنين: “أود أن أؤكد مرة ثانية أن روسيا لا تبحث عن مواجهة… إننا مستعدون لحوار منفتح وموضوعي بشأن معاهدة /أي إن إف/ مع الزملاء الأمريكيين. ونتوقع منهم أسلوبا مماثلا”.
وكان اجتماع لمجلس حلف شمال الأطلسي “ناتو”- روسيا بشأن الموضوع قد انتهى يوم الجمعة الماضي بعد ساعتين ونصف دون التوصل لأي نتيجة، وبذلك فإن المعاهدة التي تتسم بأهمية بالنسبة لأوروبا بصفة خاصة ، على وشك الانتهاء حاليا.
يذكر أنه تم إبرام معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة في عام 1987 بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي آنذاك، وهي تلزم كلا الجانبين بالتخلص من جميع الصواريخ الباليستية البرية وصواريخ كروز التي يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر، وفي الوقت ذاته تحظر المعاهدة إنتاج مثل هذه الأنظمة أو القيام بتجارب عليها.
ولكن لطالما تتهم الولايات المتحدة الأمريكية روسيا بانتهاك المعاهدة من خلال تطوير صاروخ كروز تحت اسم (إس إس سي 8-). وتنكر روسيا ذلك واتهمت واشنطن في المقابل بانتهاك المعاهدة أكثر من مرة.
وفي مطلع شهر كانون أول/ديسمبر الماضي، منحت الولايات المتحدة الأمريكية موسكو مهلة أخيرة مدتها 60 يوما من أجل الامتثال للمعاهدة والموافقة على تدمير هذه الصواريخ، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو آنذاك إنه إذا كانت روسيا تنتهك المعاهدة، فلم يعد هناك معنى حينئذ بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية للبقاء فيها.
وبحسب هذه التصريحات، يمكن أن تبدأ الولايات المتحدة نظريا في بناء أنظمة نووية متوسطة المدى مطلع شهر شباط/فبراير القادم.
وقال نيتشاييف للصحيفة الألمانية: “عندما حددت الولايات المتحدة اتهاماتها، تم توصيل معلومات لواشنطن عن الصواريخ المقصودة تثبت أنها تتوافق مع المعاهدة… روسيا مستعدة أيضا لأية خطوات أخرى من أجل العمل على توضيح جميع أوجه سوء الفهم”.
وانتقد السفير الروسي في الوقت ذاته، موقف الولايات المتحدة الأمريكية، وأضاف أن هناك أمورا كثيرة، تشير إلى أنها تتجه نحو إنهاء المعاهدة على نحو لا يمكن إيقافه، وقال: “وما هو أسوأ أن هناك أشياء كثيرة تشير إلى تفكيك نظام الاتفاقات الدولية برمته في مجال الاستقرار الاستراتيجي”. (د ب أ)