شرق أوسط
الامم المتحدة تمدّد الجداول الزمنية لاتفاقات اليمن
ـ صنعاء ـ أكّد مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في مقابلة صحافية وزع مكتبه نصّها الاثنين، أن الجداول الزمنية لتنفيذ اتفاقات السويد حول الحديدة وتبادل الاسرى، مدّدت بسبب “صعوبات على الارض”.
كما أكّد غريفيث في حديثه لصحيفة “الشرق الاوسط” السعودية أن الجنرال الهولندي باتريك كمارت، كبير المراقبين الأمميين في اليمن، سيغادر منصبه. وكان دبلوماسي أبلغ وكالة فرانس برس الاسبوع الماضي أنه يجري حاليا البحث عن بديل.
ووصل غريفيث إلى العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين الاثنين، حسبما أفاد مصور وكالة فرانس برس، بعد أيام من زيارة قام بها إلى الرياض برفقة كمارت حيث التقيا مسؤولين يمنيين في مقدمهم الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي.
وقال مبعوث الامم المتحدة في المقابلة الصحافية إن “حالة الزخم لا تزال موجودة حتى وإن استغرق الجدول الزمني المزيد من الوقت في ما يخص اتفاق الحديدة وكذلك اتفاق تبادل الأسرى”.
وأوضح “مثل هذه التغييرات في الجداول الزمنية كانت متوقعة في ضوء الحقائق التالية: أولا، هذه الجداول الزمنية كانت طموحة بدرجة كبيرة، ثانيا، نحن نتعامل مع وضع بالغ التعقيد على الأرض”.
ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، حربا منذ 2014 بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الموالية للرئيس هادي، تصاعدت في آذار/مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية.
ومذاك، قتل في الحرب نحو 10 آلاف شخص، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، بينما تقول منظمات حقوقية مستقلة إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.
وتوصل طرفا النزاع في محادثات في السويد الشهر الماضي إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في محافظة الحديدة التي تضم ميناء رئيسيا تمر عبره غالبية المواد التجارية الموجهة إلى ملايين السكان، وانسحاب الحوثيين من هذا الميناء، ومغادرة قوات الطرفين لمدينة الحديدة، مركز المحافظة في غرب البلد الفقير وحيث يقع الميناء.
وكان من المقرّر أن تُطبَّق بنود هذا الاتفاق، إلى جانب اتفاق لتبادل الاسرى، في الاسابيع الاولى من الشهر الحالي، وهو ما لم يحدث حتى الآن، وسط تبادل اتهامات بخرق الاتفاقات.
وذكر غريفيث في المقابلة أنه يعمل مع كافة الأطراف “على تنفيذ إعادة الانتشار في الحديدة بشكل موثوق يمكن التحقق منه، ونعمل لضمان أن نرى ذلك يحدث في القريب العاجل”.
وعن إمكانية عقد جولة جديدة من المحادثات، قال غريفيث “نحن نخطط للدعوة لجولة أخرى من المشاورات قريبا”.
وتابع “في الوقت نفسه، فإننا جميعا متفقون على ضرورة إحراز تقدم في تنفيذ ما اتّفق عليه في السويد قبل الانتقال الى جولة جديدة من المشاورات، ونتمنى أن نتمكن من إعلان تاريخ عقد الجولة القادمة من المشاورات قريبا”.
ويقود الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كامرت منذ 23 كانون الأول/ديسمبر 2018 بعثة مراقبي الأمم المتحدة التي صادق عليها مؤخرا مجلس الأمن وستضم عند اكتمالها 75 مراقبًا مدنيًا.
ويترأس كمارت لجنة تضم طرفي النزاع مكلفة بالاشراف على تنفيذ الاتفاقات.
وتعرّض موكبه في 17 كانون الثاني/يناير لإطلاق نار لم يوقع إصابات وذلك عند خروجه من اجتماع مع الحكومة اليمنية. وقالت الأمم المتحدة إنها لا تعرف مصدر إطلاق النار.
والاربعاء، عُلِم من مصادر دبلوماسية أن الامم المتحدة تبحث عن خلف له.
وأكّد غريفيث للصحيفة مغادرة كمارت منصبه، قائلا ردا على سؤال حول وجود خلاف بينه وبين الجنرال الهولندي “خطة الجنرال كمارت كانت البقاء في اليمن لفترة زمنية قصيرة، لتفعيل عمل لجنة إعادة الانتشار ووضع الأسس لتشكيل بعثة الحديدة. جميع التكهنات حول وجود أسباب أخرى لرحيل الجنرال باتريك ليست دقيقة”.
والاثنين، التقى غريفيث زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي.
وكتب المسؤول السياسي في صفوف المتمردين محمد عبد السلام على حسابه في فيسبوك “خلال اللقاء، أكد السيد (عبد الملك) على التزامنا باتفاق ستوكهولم، منتقدا الطرف الاخر في تعنته وهروبه من تنفيذ الاتفاق ووضع العراقيل في سبيل تنفيذه”. (أ ف ب)