السلايدر الرئيسيتحقيقات
سياسي فرنسي لـ””:”ماكرون” أرتدى ثوبا ليس على مقاسه بالتطرق لـ”حقوق الإنسان” في مصر
شوقي عصام
ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ أكد جان مسيحه، المستشار الخاص لرئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي، المرشحة الرئاسية السابقة، مارين لوبان، إن الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون، أرتدى ثوبا ليس على مقاسه، عندما تطرق لملف “حقوق الإنسان” في مصر، خلال زيارته للقاهرة ، في الوقت الذي أرتكبت فيه حكومته، تعديات حقوقية على المتظاهرين، وحملات إعتقال لمواجهة حركة “السترات الصفراء”.
وقال”مسيحه” في حوار مع “”، أن “ماكرون” لا يمتلك مصداقية إعطاء دروس للدول الأخرى في حقوق الإنسان، وإن حقه في هذا الحديث يكون عندما يجرى انتخابات مبكرة ويحل البرلمان، ويخفف حدة العنف المستخدمه ضد المتظاهرين، فيكون وقتها له الشرعية بإعطاء دروس للخارج في حقوق الإنسان.
في البداية ..هل من الطبيعي للقادة الأوروبيين الحديث بهذه النبرة عن حقوق الإنسان في بلدان أخرى لاسيما أن البعض يتعامل مع ذلك على كونه تدخل في شؤون دول أخرى؟
هذا الحديث عادي بالنسبة للساسة الاوروبيين، لان حقوق الانسان أحد أهم ثوابت الدبلوماسية الأوروبية لاسيما الفرنسية ،أي ممثل للسياسة الفرنسية ، يضع حقوق الإنسان كأحد الخطوط المهمة، حتى لو كان ذلك مع دول صديقه بغض النظر عن حجم وأهمية المصالح التي تجمع فرنسا بهذه البلدان.
هل من الممكن ان نقول أن لهجة “ماكرون” في حقوق الانسان مع مصر تغيرت… العام الماضي قال أنه لا يستطيع أن يتحدث في هذا الشأن لأنه تدخل في الشأن الداخلي والآن يتطرق بهذا الشكل؟
نحن كـ”تجمع وطني”، نرى أن حديث “ماكرون” ليس مناسبا في هذا التوقيت لعدة أسباب، أهمها ان مصر على الجبهة الاولى لمكافحة الارهاب في العالم، ومن اكثر البلدان التي عانت من هذا الوباء، و”ماكرون” وضع نفسه في قالب اعطاء دروس لبلد اجنبية، وهنا أرتدى ثوبا ليس على مقاسه، فما قام به تدخل في شئون دولة صديقة، لأن الحديث لا يكون بهذا الشكل، في ظل الاوامر التي اعطاها باستخدام القوة المفرطة خلال مواجهة حركة “السترات الصفراء”، ومع للطريقة التي يدير بها الازمة في فرنسا ، فهو لا يمتلك مصداقية اعطاء دروس للدول الاخرى في حقوق الإنسان، عندما يجرى انتخابات مبكرة ويحل البرلمان، ويخفف حدة العنف المستخدمه ضد المتظاهرين، يكون وقتها له الشرعية باعطاء دروس للخارج في حقوق الانسان، ملف حقوق الإنسان من الثوابت الاساسية الفرنسية ،ولكن لا تناسب الحالة السياسية التي أصبح عليها”ماكرون”، وهذا نوع من الخطأ السياسي والدبلوماسي بالحديث بهذه الطريقة
هل من الممكن أن نقول أن “ماكرون” يتعرض لضغوط ما دفعته للحديث بهذه النبرة؟
هناك ضغوط سياسية بالشارع على “ماكرون”، كل التيارات اليسارية للأسف في فرنسا متحالفه وتحت تأثير الجماعات الإخوانية ، وللأسف فأن حكومة “ماكرون” أعطت جماعة “الإخوان” أرضية سياسية ومساحة كبيرة بالمؤسسات الفرنسية، تقترب للاحتكار لنجد سيطرة قيادات الجماعة على اتحاد المنظمات الفرنسية الإسلامية، وهي الهيئة التي تمثل المسلمين، في ظل تمويلها من دول على رأسهم قطر ، والمشكلة أن هذه الضغوط للأحزاب اليسارية متحدة مع الجماعات الأصولية ،مما جاء بضغط على “ماكرون” في ظل ضعفه في الشارع السياسي، ولا يريد ان يغضب تيارات تساعده في أزمته.
هل هذا الوضع أو شكل الضغط جديد على “ماكرون”؟
من عام ونصف ، لم يكن بهذا الضعف داخليا، الآن وضعه حساس، مما جعله يفتح هذا الملف لإرضاء هذه الجماعات لتحسين صورته.
هل هناك ضغوط أخرى جاءت بهذه اللهجة المتغيره في زيارته لمصر؟
هناك ضغوط اخرى مادية اقتصادية وسياسية، تؤثر أيضا في ظل الأزمة الداخلية، وهناك تأثير اقتصادي ومالي في الحرب التجارية من جانب مصدري السلاح، وأولهم أمريكا، خاصه أن ما قام به “السيسي” بتوازن لاسيما في السلاح مع صفقات فرنسية لم يكن هناك رضاء عنها من جانب واشنطن التي غضبت عندما أبرمت مصر صفقات “الرافال”الفرنسية، في حين أن امريكا تمنح مصر مساعدة سنوية قدرها 3 مليارات دولار منذ وقت توقيع أتفاقية “كامب ديفيد”، فكان الغضب أنه كيف يتم تقديم هذه المساعدات ثم تذهب مصر لدول أخرى بمصالح عسكرية إقتصادية؟! في اطار ذلك، عملت امريكا على تخريب العلاقة بين حكومة السيسي وفرنسا.
وأخيرا ..هل ذلك يؤثر على تراجع مصر في دورها الواضح بمنع مراكب الهجرة الغير شرعية من جنوب المتوسط لاسيما ليبيا؟
منبع الهجرة الغير شرعية الشواطئ الليبية وتركيا، الاخيرة تحصل على 2.7 مليار يورو من أوروبا، حتى تنفق عل اللاجئين وتمنعهم من أخذ القوارب، ولا أحد في فرنسا ينكر الدور المصري في مواجهة الهجرة الغير شرعية ، في ظل دورها بوقف الهجرة من ليبيا، الدول ليس لها اصدقاء ولكن لها مصالح، هناك علاقة طيبة بين البلدين حكومة وشعبا، ما جاء من “ماكرون” أمر لا يؤثر على هذا الأمر لأنها قائمة على مصالح.