شمال أفريقيا
الأمم المتحدة تتطلّع لجولة محادثات جديدة بشأن الصحراء الغربية في مارس
ـ الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) ـ تعتزم الأمم المتحدة عقد جولة محادثات جديدة في آذار/مارس تهدف إلى تسوية نزاع الصحراء الغربية المستمر منذ عقود، على الرغم من عدم تحقيق الجولة السابقة أي تقدم جدي، بحسب ما أعلن دبلوماسيون الثلاثاء.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الى الصحراء الغربية هورست كولر خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن إنه ينوي عقد اجتماع يضم الجزائر، وجبهة بوليساريو (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) المدعومة من الجزائر، والمغرب وموريتانيا لمتابعة الاجتماعات التي عقدت في جنيف في كانون الأول/ديسمبر.
وكولر رئيس سابق لألمانيا تولّى مهامه كمبعوث أممي في 2017، وقد منحه المجلس “تأييدا بالإجماع” لمقاربته الحذرة والمتأنّية في جمع كافة أطراف المفاوضات، بحسب ما أعلن السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر بعد الاجتماع.
وقال السفير الألماني كريستوف هويسغن “الجميع يتطلّع إلى الجولة المقبلة من المحادثات التي نتوقّع أن تجرى في آذار/مارس”، مضيفا “ما علينا فعله الآن هو تحقيق تقدم”.
وتقع الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة، على الطرف الغربي للصحراء الكبرى وتمتد على مسافة 1000 كيلومتر على طول ساحل المحيط الأطلسي.
عندما انسحبت إسبانيا منها في عام 1975، أرسلت الرباط آلاف الأشخاص عبر الحدود وأعلنت أن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من المغرب.
وفي العام التالي أعلنت جبهة بوليساريو إقامة “الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية” بدعم من الجزائر وليبيا.
وتطالب الجبهة بإجراء استفتاء حول تقرير المصير وهو ما ترفضه الرباط.
وفشلت وساطات الأمم المتحدة مرارا في التوصل إلى تسوية بشأن الصحراء الغربية، حيث خاضت المغرب وبوليساريو حروبا منذ العام 1975 حتى 1991.
وتم نشر بعثة أممية لحفظ السلام في المنطقة المتنازع عليها منذ العام 1991 لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار وتنظيم استفتاء على وضع الصحراء الغربية لم يتبلور بعد.
وخلال جولة المحادثات التي عقدت في كانون الأول/ديسمبر تمسّك الطرفان بمواقفهما ولم يتّفقا إلا على عقد لقاء جديد مطلع 2019، لكنّ كولر أعلن أنه يمكن التوصّل لحل سلمي.
وبعد تلك الجولة قال كولر إن “الحل السلمي ممكن لهذا النزاع. من خلال مناقشاتنا، يتضح لي أن لا أحد يستفيد من بقاء الوضع على ما هو عليه، وأعتقد اعتقادا راسخاً أن من مصلحة الجميع حل هذا النزاع”.
وقال إنه “مسرور للغاية لإعلان التزام الوفود المحادثات”.
وبعد الجلسة المغلقة لمجلس الأمن أطلع كولر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على خطّته.
وقال المتحدّث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك “نحن نعالج في الصحراء الغربية قضية مزمنة”، وتابع “سيتطلّب الأمر عملا وافرا من جانبنا ومن جانب الأطراف المعنيين من أجل المضي قدما”.
وقالت بوليساريو إنها اقترحت تبادل سجناء ونشر مراقبين لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، لكنّ طرحها لم يلقَ أي رد من الرباط.
وقال سفير جنوب إفريقيا جيري ماتييلا إن كولر سيعقد في شباط/فبراير اجتماعات ثنائية مع جميع الفرقاء تحضيرا للجولة المقبلة، واصفا المساعي الدبلوماسية التي يقودها الرئيس الألماني السابق بـ”الإيجابية جدا”.
وتعترف جنوب إفريقيا والاتحاد الإفريقي بـ”الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية”. (أ ف ب)