السلايدر الرئيسيثقافة وفنونشمال أفريقيا

المغرب..أستاذ ” الميكي ماوس” يوشح بوسام ملكي

فاطمة الزهراء كريم الله 

– الرباط – وشح الملك محمد السادس المعلم هشام الفقيه الذي بات يعرف في المغرب بمعلم ” الميكي ماوس:” بوسام ملكي من درجة الاستحقاق الوطني، مكافأة له على تخصيص حفل استقبال خاص لتلامذته يوم الدخول المدرسي و إبداعه في العديد من المبادرات.

من أعالي قمم جبال الريف، فاجأ المعلم هشام الفقيه، الذي يعمل بمؤسسة “بلدية أربعاء تاوريرت” التعليمية بإقليم الحسيمة (شمال المغرب)، تلاميذته بمناسبة الدخول المدرسي الجديد، إذ تقمص الشخصية الكارتونية “ميكي ماوس”، مع توزيع محافظ و لوازم مدرسية ومأكولات، بالإضافة إلى منح لكل واحد بالون لنفخه و كتابة اسمه عليه لأجل التعارف. مما خلق نوعا من البهجة و السرور لدى نفوس التلاميذ.

في حوار مع صحيفة ” “، عبر المعلم هشام الفقيه عن سعادته بهذا التوشيح، وقال ” كان خبرا مفرحا بالنسبة لي، حقيقة و كانت سعادة لا توصف، فدعوة الملك لي من اجل توشيحي بوسام ملكي من درجة الاستحقاق الوطني، نمى لدي روح الوطنية والحب للوطن. و هذا الوسام، يضيف الفقيه، أهديه لوالداي و إخوتي و عائلة  الفقيه، و لأسرة التعليم بالمغرب عامة و الحسيمة خاصة”.

وعن فكرة ” الميكي ماوس” قال : ” تدخل في إطار تحبيب المدرسة لدى المتعلمين و تحفيزهم على الإجتهاد و المثابرة و التحدي، و الرقي بمستوى التعليم نحو الأفضل، وهي فكرة جاءت من أجل إنماء القيم المثلى التي تجعل الشخص يعطي أملا ويكون انطباعه متفائلا نحو الأفضل. كما أنني  تعمدت إلى تغيير الأسلوب التقليدي في تقديم التلاميذ لأنفسهم في اليوم الدراسي الأول الذي يعتمد غالبا على كتابة بياناتهم الشخصية على نصف ورقة تودع عند المعلم في ما بعد، حيث اخترت توزيع بالونات على التلاميذ لنفخها وكتابة بيانات التعارف عليها. كانت فكرة بسييطة جدا أعطت نتيجة إيجابية كبيرة أدخلت السرور والفرح على قلوب التلاميذ واستحسانا عند أولياء الأمور”.

هذه المبادرة، وصلت أصداؤها إلى جميع المدن والقرى المغربية و أثارت إعجاب المغاربة، الذين أشادوا على مواقع التواصل الاجتماعي بما أنجزه هذا المعلم واعتبروها “استثناء” في وقت يعاني فيه قطاع التعليم في المغرب مشكلات مستعصية كبيرة.

وكتب عدد من المدونين: “هذا هو المعلم الذي نريد”، “رجل تعليم مكافح ويستحق التشجيع  … رغم إنعدام الإمكانيات إستطاع خلق الحدث في مرات عديدة”، ” بصيص أمل”، ” كم أفتخر و أنتشي حين يحصل على وسام ملكي من يستحقه”.

وكان وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، قد احتفى به ومنحه شهادة تقديرية وكمبيوترا لوحيا.

وقال الفقيه: “رسالتي إلى نساء ورجال التعليم، أقول لهم أن يبدعوا في بيداغوجية التعليم أكثر من خلال مبادرات بسبطة التي قد تترك أثرا كبيرا فيما بعد، ولنجعل التلميذ يشارك في الحياة المدرسية مباشرة حتى نثمن جسور التواصل  والثقة بين التلاميذ ومدرسه”.

عرف الأستاذ هشام الفقيه، الذي يشغل إلى جانب عمله كمدرس، رئيس جمعية الأمجاد للمبادرات الاجتماعية
و مؤسس عدة جمعيات تربوية ثقافية رياضية، بإطلاق مبادرات غير مألوفة، في مجال التعليم، بالإضافة إلى مبادرات اجتماعية أخرى، سواء في المحيط الذي يدرس فيه أو في مناطق أخرى من الريف، تستهدف الأسر المعوزة.

و شدد الفقيه ل، على ضرورة رد الاعتبار والهيبة للمدرسة العمومية، خصوصا بالمناطق الريفية والنائية التي تعرف ظاهرة الهدر المدرسي. مؤكدا في الوقت ذاته أن التلاميذ في هذا الوسط في حاجة ماسة إلى مثل هذه المبادرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق