السلايدر الرئيسيتحقيقات

الأردن: معارضو قانون الضريبة “كل يغني على ليلاه”

غادة كامل الشيخ

– عمان – “كل يغني على ليلاه” هكذا يوصف حال الساحة الأردنية المعارضة لمسودة قانون الضريبة التي أقرتها حكومة الدكتور عمر الرزاز.

ففي الوقت الذي تحمس فيه ناشطون وحراكيون وأيضاً حزبيون أردنيون على الرفض الشعبي الذي تتبلور واضحاً في المحافظات الأردنية على قانون الضريبة، لحق هذا الحماس تسرعاً الى حد ما أدى إلى إعلانات هنا وهناك بأن هناك عودة إلى الرابع يوم السبت المقبل.

هذا التسرع الذي لقطه مراقبون لم يحسب حساب أن الحال اليوم يختلف عن الحالة التي أدت إلى خروج الأردنيين إلى الدوار الرابع في شهر حزيران الماضي، بالطبع هي مختلفة لعدة أسباب أهمها “عفوية” الحراك الشعبي الذي خرج في السابق، وتوافق القوى الحزبية والحراكية على الخروج، فضلاً عن سلاسة التعاطي الأمني مع ذلك الحراك في ذلك الوقت.

الوضع اليوم يختلف كثيراً عن حالة شهر حزيران الماضي، ف”العفوية” غائبة تماماً عن المشهد في حال فكر معارضو قانون الضريبة العودة إلى الرابع، إضافة إلى غياب التوافق بين صفوف الناشطين والحراكيين والحزبيين خصوصاً وأنه لم تتم صلحة حتى الآن بين الناشطين الذين ذهبوا قبل إلى يومين إلى عشاء جمعهم مع الرزاز وبين معارضي هذه المشاركة في العشاء، ناهيك عن الخوف من النزول إلى الشارع خصوصاُ وأن “” حصلت على معلومات مؤكدة بأن هناك استداعاءات من قبل المخابرات الأردنية لحزبيين وناشطين على خلفية نشاطهم الافتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب رفضهم لقانون الضريبة فضلا عن خلفية اجتماعاتهم ولقاءاتهم التحضيرية لحراك “ما” قادم إلى الرابع.

معلومات حصلت عليها “” تفيد بأن الجهة الأكثر تنظيماً وحتى ذكاءً في إدارة موضوع التعاطي مع الرفض الشعبي لقانون الضريبة هي الحراك الشبابي الأردني وتحديداً حراك ال 2011، تتحدث المعلومات أنهم بعيدون عن حالة “الفوضى” التي تعيش بها أحزاب معارضة وتيارات وحراكات وطنية اليوم، وبعيدون وحريصون أيضاً بألا يكونوا طرفاً في حالة التخبط هذه.

هذا الذكاء الحراكي للحراك الشبابي يبدو أنه استطاع أن يلفت انتباه التحالف المدني، وهم جزء أصيل ومحرك أساسي لحراك الرابع في شهر حزيران الماضي، حيث يرى مؤسسون للتحالف أن الحراك الشبابي الأردني “يتحدث بمنطق” وهم “الأكثر تنظيماً” ويعملون بصمت دون الحاجة إلى الاستعراضات الفيسبوكية أو حتى على تويتر.

فالحراك الشبابي ربما يتفوق اليوم على باقي القوى والحراكات المعارضة لقانون الضريبة في موضوع “هندسة” الرفض الشعبي للقانون، كما وتفوق باعترافه بأن الحالة اليوم تختلف عن حالة شهر حزيران الماضي، ويرون أنه ليس من الحكمة الصمت على هيبة الحكومة التي تزعزعت من جراء طرد المحافظات للفرق الوزارية التي تزورهم لتسويق قانون الضريبة، بل ليس من الحكمة الصمت على هذه الحالة دون دراسة أسبابها وأبعادها وإلى ماذا ستؤدي.

“فلسفة كل ما أزعل من الحكومة بنزل على الرابع وبسقطها” وهي فلسفة يؤمن بها أردنيون كثر اليوم، هي شيء تشي المعلومات بأن الحراك الشبابي غير مقتنع بها، وهي امتداد لحقيقة أن الحالة اليوم تختلف، نعم الأردنيون غاضبون من قانون الضريبة لكن ليس من الحكمة التعويل على هذه الفلسفة.

وخلال اليومين الماضين تعقد اجتماعات بين قوى حراكية وحزبية، وحتى اللحظة لم يخرج تصريح واحد واضح يبين هل الدوار الرابع سيكون على موعد يوم السبت مع حراك شعبي جديد أم لا.

هذه الحالة غير الواضحة تبين أنه ليس “الحق” على الحكومة فقط فيما يتعلق بغياب الاستراتيجيات والدراسات الواضحة لمعالجة المشاكل التي يعاني منها الأردن، بل أيضاً على من حملوا أنفسهم عبء لقب حراكي وناشط أردني فهم أيضاً غير واضحين في شعاراتهم وخططهم وغير متفقين أيضاً.

وما بين هذا وذاك لا بد من الاعتراف أن الحراك الشبابي الأردني (حراك 2011) تعلم من أخطاء الماضي، بل واستفاد منها و”دارسين صح”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق