العالم

قرار غير مسبوق في روسيا بالغاء نتائج انتخابات محلية بسبب مخالفات

ـ ألغت لجنة انتخابية محلية الخميس انتخاب حاكم مؤيد للكرملين بعد عمليات تزوير كثيفة اعترفت بها اللجنة الانتخابية الفدرالية، ما يشكل سابقة في انتخابات على هذا المستوى منذ وصول فلاديمير بوتين الى الحكم.

وكانت اللجنة الانتخابية الروسية أوصت الأربعاء بإلغاء الانتخاب على إثر مخالفات كثيرة تشكل إحراجا للسلطة التي تواجه نقمة اجتماعية مرتبطة برفع سن التقاعد.

واندلعت هذه الأزمة الاثنين بعد فوز مرشح الحزب الحاكم “روسيا الموحدة” في منطقة بريمورسكي كراي (اقصى الشرق) في الدورة الثانية.

وكان الحاكم المنتهية ولايته اندريي تاراسينكو أزاح الشيوعي اندريه ايتشينكو متقدما بنقطة واحدة في النتائج شبه النهائية، ما أثار اتهامات بالتزوير وتظاهرات في فلاديفوستوك.

واتهم ايتشينكو تاراسينكو الذي يدعمه بوتين بـ”سرقة” انتصاره في اقتراع الأحد.

وحض الحزب الشيوعي في وقت سابق السلطات على اعتبار مرشحه فائزا عوضا عن إعادة التصويت، مهددا باتخاذ إجراءات قانونية.

“دراما إجرامية”

ووصف الزعيم المخضرم للحزب الشيوعي غينادي زوغانوف السلطات المحلية وهيئات تنفيذ القانون ومسؤولي الانتخابات بـ”العصابة الإجرامية” التي تواطأت لتزوير الانتخابات.

وقال الأربعاء “عليكم إجراء تحقيق والتوصل لاستنتاجات جدّية”، معتبرا الانتخابات بمثابة “دراما إجرامية”.

والاحد كانت كل المؤشرات تدل على أن ايتشينكو البالغ 37 عاما سيفوز بمنصب الحاكم الى ان تغيرت النتائج فجأة خلال الليل وأتاحت لتاراسينكو اعلان الفوز.

وكانت تلك الدورة الثانية من الانتخابات بعدما فشل تاراسينكو في تجاوز نسبة 50% من الاصوات في وقت سابق هذا الشهر.

ووافق تاراسينكو الخميس على الغاء التصويت، فيما أعلن منافسه الشيوعي انه سيرفع أمام القضاء دعوى استئناف لهذا القرار، معتبرا انه فاز بهذه الانتخابات.

وقال ايتشينكو إنه يخطط لتنظيم مزيد من التظاهرات في فلاديفوستوك كبرى مدن بريمورسكي كراي. فيما أكد حزبه الشيوعي أن أكثر من 2000 شخص تظاهروا الاثنين.

وفي موسكو، رحبت رئيسة اللجنة الانتخابية الاتحادية، إيلا بامفيلوفا، بقرار “مناسب” معربة عن الأمل في أن تكون الانتخابات المقبلة شفافة.

وأضافت في تصريح لوكالات الأنباء الروسية ان على المرشحين “أن يثبتا انه لم تصدر اي تعليمات للقيام بعمليات تلاعب محتملة” بالاصوات.

وردا على سؤال ما إذا كانت تضمن أن يكون التصويت المقبل نزيها، قالت لوكالة أنباء انترفاكس “الآن الله فقط يمكن أن يضمن الأمور”. ومن المقرر أن تعاد الانتخابات خلال ثلاثة اشهر.

وفي إشارة إلى ندرة اعتراف رسمي مماثل بتزوير اقتراع عام في روسيا، تصدرت التطورات في بريمورسكي كراي، التي تقع على الحدود مع كوريا الشمالية وعلى ساحل بحر اليابان، الصفحات الأولى من الصحف الكبرى الصادرة الخميس.

ووصفت افتتاحية في صحيفة فيدوموستي اليومية الليبرالية التلاعب في الأصوات “بأكبر فضيحة انتخابية في السنوات الأخيرة” قائلة إن “غيضا من فيض” الانتهاكات الانتخابية في روسيا اصبح قابلا للعقاب من قبل المحاكم.

في المقابل، أشادت وسائل الإعلام المؤيدة للكرملين بإلغاء التصويت كدليل على التزام السلطات بنزاهة الانتخابات.

وكانت اللجنة الانتخابية اكدت الاربعاء انها لاحظت، من بين امور اخرى، حالات “ناخبين ارغموا على التوجه الى مكاتب التصويت” و”عمليات شراء اصوات من قبل المرشحين” خلال انتخابات الأحد.

لكن ذا بيل، وهي مجموعة إعلامية تحظى باحترام ومصداقية يديرها صحافيون استقصائيون، قالت نقلا عن مصادر في حملة تاراسينكو إن المسؤولين زوروا الانتخابات بوضوح عن عمد إذ أنه كان واضحا ان المرشح المدعوم من الكرملين سيخسر وهو ما جعله يطلب الدعم من موسكو.

ومزاعم التزوير تكاد تشوب كل انتخابات عامة في روسيا، وقالت المعارضة ومواطنون روس إن التزوير في الاقتراع في اقصى شرق البلاد كان فاضحا.

وبحسب النتائج الرسمية، حصل تاراسينكو على 49,55 بالمئة من الاصوات فيما حاز ايتشينكو 48,06 من الأصوات.

وجاءت هذه النتائج رغم تقدم مرشح الحزب الشيوعي بخمس نقاط بعد فرز أكثر من 95 بالمئة من الأصوات.

وعلى صعيد البلاد، شهدت الانتخابات الاخيرة المحلية والاقليمية تراجع الحزب الحاكم “روسيا الموحدة” على خلفية استياء ناجم عن اعلان رفع سن التقاعد قريبا وارتفاع معدلات الفقر بسبب العقوبات الغربية.

وفي ثلاث مناطق اخرى، سيحاول نواب من روسيا الموحدة الاحتفاظ بمقاعدهم خلال دورة ثانية تجري الأحد.(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق