السلايدر الرئيسيشرق أوسط
المؤتمر العالمي للأخوّة الإنسانية بداية جديدة لحوار الأديان… وترابط البشرية
ـ ابوظبي ـ مراسلين ـ تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة، وضمن جهودها الدائمة في تحقيق السلام، ونبذ التطرف، والبحث في مكامن الإنسانية ونشرها سواء داخلياً او خارجياً، وفي ما يعد احد اهم الإنجازات في التاريخ الحديث في موضوع نبذ التطرف وحوار الأديان، تسعى ابوظبي لخلق صفحة جديدة تمس الإنسان والإنسانية وتقريب الحوار بين الحضارات والأديان، يُعقد المؤتمر العالمي للأخوّة الإنسانية، الذي انطلقت اليوم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، فعالياته في قصر الإمارات في أبوظبي التجمع الأكبر والأكثر تنوعاً في العالم العربي لقيادات دينية وفكرية، والذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين في أبوظبي، ويتميز المؤتمر بزيارة كل من قداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيبي شيخ الأزهر الشريف.
ومن المقرر ان يصل قداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر إلى أبوظبي مساء اليوم الأحد الثالث من فبراير 2019 حيث سيحظى الضيفان الكبيران باستقبال رسمي من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة في قصر الرئاسة صباح يوم الإثنين، الرابع من فبراير 2019.
زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، تحمل اهمية خاصة اذ انها هي الأولى من نوعها تاريخياً على مر العصور لبابا الكنسية الكاثوليكية إلى منطقة الخليج إلى شبه الجزيرة العربية، وقد اختار بابا الكنيسة الكاثوليكية شعار “اجعلني أداة لسلامك”، الذي يمثّل غاية زيارته إلى الإمارات، كدعوة لتعاون كل أصحاب النوايا الحسنة من أجل السلام.
كما انها تعد المرة الأولى التي تتزامن فيها زيارة بابوية لأي دولة في العالم مع زيارة أخرى لرمز ديني كبير بحجم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اللذين يزوران الدولة خلال الفترة من الثالث إلى الخامس من شهر فبراير الجاري، ويشاركان في فعاليات المؤتمر.
كما ستشمل زيارة البابا بحسب بيان صحفي وصل لـ””، جولة في جامع الشيخ زايد الكبير وإقامة قدّاس بمدينة زايد الرياضية في العاصمة أبوظبي ولقاء يجمعه مع أعضاء مجلس حكماء المسلمين الذي يترأسه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وذلك يوم الرابع من فبراير 2019 بجامع الشيخ زايد الكبير.
و بحسب بيان صحفي للمؤتمر وصل لـ””، فمن المتوقع أن يشارك في هذا المؤتمر الأول من نوعه في المنطقة، حوالي 700 شخصية من قيادات وممثلي الأديان والعقائد المختلفة، ترجمةً لمكانة الإمارات العربية المتحدة كعاصمة عالمية للتسامح والتعايش والحوار السلمي بين الأديان.
وبحسب البيان فإن المؤتمر سيتضمن ثلاثة محاور رئيسة للنقاش، تشمل: منطلقات الأخوَّة الإنسانية، وأهمية المبادرات والحوار المشترك لتحقيق التطور السلمي، والفرص المتاحة لضمان تعاون أوثق لتعزيز القيم المشتركة في المستقبل.
وينظم مجلس حكماء المسلمين الذي يتخذ من أبوظبي مقراً له هذا المؤتمر بهدف جعله نقطة انطلاق في مسيرة تعزيز التسامح والتناغم بين جميع الأديان والعقائد حول العالم.
من جانبه عبر قداسة البابا فرنسيس، عن سعادته لزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة، معتبراً أن هذه الزيارة تمثل صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان والتأكيد على الأخوة الإنسانية.
وجاء ذلك في رسالة مصورة لقداسته بمناسبة زيارته للدولة حيث قدم الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على دعوته للمشاركة في لقاء “الأخوة الإنسانية”.
ووصف قداسته دولة الإمارات بأرض الازدهار والسلام، دار التعايش واللقاء، التي يجد فيها الكثيرون مكاناً آمناً للعمل والعيش بحرية تحترم الاختلاف، موجهاً قداسته التحية للشعب الإماراتي قائلاً ” أستعد بفرح للقاء وتحية عيال زايد في دار زايد “.
فيديو رسالة قداسة البابا:
وتشتمل الفعاليات الأخرى المصاحبة للزيارة الباوبية على إقامة قداس بابوي شعبي يحيه قداسة البابا فرنسيس، ويتوقع أن يحضره نحو 135 ألفاً من المقيمين في الإمارات وخارجها.
وتكتسب هذه الزيارة المشتركة لقداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر إلى دولة الإمارات أهمية خاصة، بالتزامن مع احتفال الدولة في 2019 بعام التسامح، بما يعزز مكانتها الريادية في تشجيع الاستقرار والازدهار في المنطقة.
من جانبه عبر الدكتور سلطان فيصل الرميثي الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين عن تفاؤله بالمؤتمر واهدافه في بيان وصل لـ “” نسخة عنه فحواه: “سيكون المؤتمر بمثابة منصة عالمية للأديان والعقائد المختلفة، يتم من خلالها مناقشة المواضيع الأساسية المتعلقة بالتعايش السلمي والتسامح والقيم الإنسانية عبر حوار متعدد مفتوح للجميع”.
كما أشار الرميثي إلى وجود أكثر من 200 جنسية مختلفة تعيش وتعمل في دولة الإمارات التي تفخر بتاريخها العريق باحتضان الأفراد من مختلف الأديان والعقائد والأعراق، كما تعتز بكونها الملتقى الذي يجمع الأشخاص من جميع أنحاء العالم.
وأكد الرميثي على أن الدور الذي تلعبه دولة الإمارات في تعزيز السلام العالمي، هو السبب في جعلها المكان الأمثل الذي وقع عليه اختيار قداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر كموقع لزيارتهما التاريخية ولقاء الأخوّة الإنسانية الذي يجمعهما.
يشار الى ان هذه الزيارة المشتركة لقداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر إلى دولة الإمارات تكتسب أهمية خاصة، بالتزامن مع احتفال الدولة في 2019 بعام التسامح، بما يعزز مكانتها الريادية في تشجيع الاستقرار والازدهار في المنطقة.
و تملك الامارات تاريخاً عريقاً في التعايش بين الأديان وحرية ممارسة الشعائر الدينية، اذ ان أول كنيسة كاثوليكية في الدولة تأسست بأبوظبي عام 1965، كما اظهرت الإكتشافات الأثرية بقايا كنيسة ودير على جزيرة صير بني ياس، يرجع تاريخهما بحسب علماء الأثار إلى القرن السابع الميلادي.
ويعيش على أرض الإمارات ما يربو على 200 جنسية من مختلف الديانات والطوائف والأعراق في تناغم وتعايش وانسجام تام.
و توجد في دولة الإمارات حالياً 76 كنيسة ودار عبادة للديانات والعقائد المختلفة تبرعت الدولة لبعضها بأراضٍ لإقامتها.