السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
تركيا… الوجهة المفضلة لدى الشباب المغربي بحثاً عن فرصة الحياة
فاطمة الزهراء كريم الله
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ عرفت وكالات الأسفار في المغرب خلال السنتين الأخيرتين إقبالا كبيرا من قبل الشباب الراغبين في الهجرة إلى تركيا بعدما باتت وجهتهم المفضلة بدلا من اسبانيا وايطاليا، وذلك لاعتبارات عدة بينها الهروب من الفقر والبطالة أو بحثاً عن تحقيق أحلامهم.
من أجل البحث عن حياة أفضل، وتحقيق الطموحات الشخصية، والهروب من الظروف الاجتماعية التي تعانيها منطقة الريف، من غياب أبسط ظروف العيش الكريم، مثل المرافق الصحية والمنشآت الاقتصادية. عادل اشمانتي الهواري، ذو 26 ربيعا، مثله مثل العديد من الشباب المغربي الذي اختار الهجرة والاستقرار في تركيا، بدافع البحث عن حياة أفضل.
ولد عادل، في مدينة الحسيمة شمال المغرب، حصل على باكالوريا العلوم الفزيائية، له دبلوم في البرمجة والمعلوميات، و دبلوم في التصميم الجرافيكي، كما أنه حاصل على دبلوم مدرب في المخيمات الصيفية ومنشط تربوي تخصص الأنشودة والموسيقى وإطار تكميلي في التداريب الخاصة بأطر المخيمات الصفية التابعة لوزارة الشباب والرياضة. عن تجربته يقول عادل في حديث مع صحيفة “”: “البحث عن فرص أحسن، والانعتاق من الإحباط الذي عاناه ويعاني منه جل الشباب في البلاد”.
يضيف عادل، “كانت رؤيتي للمستقبل واضحة، فتركيا تتطور باقتصادها وانفتاحها على أوروبا، بالإضافة إلى التقارب الثقافي بين المغرب وتركيا، كلها عوامل شجّعتني على الهجرة إلى هذه البلاد”.
و عن أسباب إختياره لتركيا بدلا من بلد آخر، قال: ” كان ذلك لسببين الأول من ناحية المعيشة، لأن المعيشة في تركيا أرخص من أي دولة اوروبية، فمثلا في تركيا المعيشة فيها جد مناسبة بالنسبة للمهاجرين، لا تختلف عن المعيشة في المغرب. والسبب الثاني هو سهولة الإجراءات مقارنة مع إسبانيا وفرنسا مما جعلها الوجهة الأفضل والأقرب”.
كان مشوار عادل الهواري، المهني طويلا في تركيا، فعند وصوله اشتغل في معمل النسيج وبعدها في معمل صناعي متخصص في صناعة المسخنات الكهربائية، ليشتغل في ما بعد في مكتب سياحي ووكالة بنكية، إلى أن أسس مشروعه الخاص في التجارة والتسويق الالكتروني، بالاضافة إلى تقديمه خدمات في مجال السياحة العلاجية.
بالنسبة للمجالات التي توفر فرص الشغل في تركيا، قال عادل الهواري، “هي مجال السياحة وباعتبار أن تركيا بلد سياحي فهذا يفتح فرص شغل كثيرة خاصة لمن يعرف جيدا كيف يستغل هذه الفرص وكيف يجيد استثمارها حينها مجال السياحة يمكن أن يفتح له آفاق أخرى ومجالات أخرى في سوق الشغل التركي خصوصا إذا كان المهاجر يجيد الانجليزية والتركية عندها كل الفرص متاحة أمامه”.
وفي حديث عن ظروف العيش وصعوباته في تركيا التي واجهته، كانت في نظر عادل هي اللغة، حيث قال: ” لما كنت تجيد اللغة الانجليزية والقليل من التركية كلما كانت لك حظوظك اوسع في إيجاد عمل أفضل”. بالإضافة إلى ساعات العمل التي أكد أنها غالبا ما تتراوح ما بين 10 و 12ساعة.
فعلى مدى السنة ونصف التي قضايا في بلاد الغربة، أطلق هواري، قناة على موقع اليوتيوب، شارك فيها تجارته الشخصية في تركيا، و يقدم فيها النصائح للمقبلين على الهجرة، وعبر فيها أكثر من مرة عن فرحه بتحقيق حلم أي شاب مغربي.
ويشكل الشباب من الجزائر وتونس والمغاربة المقيمين بتركيا من أكثر المتتبعين لقناته، في هذا الصدد، يقول عادل: “هدفي في القناة هو تقديم معلومات صحيحة ودقيقة الحياة والعيش في تركيا لشباب المغربي الراغب في الهجرة إلى تركيا وتصوير لهم هذا البلد كأقرب وجهة لهم من أجل البحث عن فرصة الحياة التي يأمل بها أي شاب مغربي”.
اعتبر اليوتوبر المغربي المقيم في تركيا، أن “الفيديوهات التي ينشرها على قناته، هي بمثابة متنفس الاغتراب، حيث ينصح من خلالها متابعيه بالإصرار ومواجهة الحياة من أجل تحقيق أحلامهم، كما لا يبخل في الإجابة عن أسئلتهم بشكل يومي”.
فبسبب سهولة الاجراءات المعتمدة ولعدم الاعتماد على تأشيرة السفر، شجّعت عدة عائلات مغربية أبناءها خاصة المنحدرين من المناطق المهمشة التي تعرف وضعا اقتصاديا هشا ونسبة عالية من المعطلين، على الانعتاق من الظروف الصعبة، و خوض غمار التجربة.