السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
هل بمقدور أحزاب المعارضة الجزائرية التوافق حول مرشح لانتخابات الرئاسة؟
ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ هل بمقدور أحزاب المعارضة الجزائرية أن تتوافق حول مرشح للاستحقاق الرئاسي القادم؟ أو أن سيطرة السلطة على المشهد السياسي بالتفاف معسكرها حول “الولاية الخامسة” ستجهض أي مبادرة للم شمل خصومها في الساحة ومنعهم من فرض ثقلهم في الحسابات الرئاسية القادمة؟ أعلنت جبهة العدالة والتنمية (حزب إسلامي معارض) يقوده عبد الله جاب الله (واحدا من الوجوه الإسلامية البارزة في الساحة الجزائرية)، عدم ترشيح شخصية من حزبها فيما لم تستبعد تأييد مرشح من المعارضة، وكشفت عن حراك جاري ما بين العديد من قيادات المعارضة التي تبحث في لقاءات ثنائية ومتعددة عن مرشح توافقي يكون حصانها في موعد أبريل / نيسان 2019، في محاولة منها للضغط على مرشح السلطة.
ويتساءل مراقبون في الجزائر “هل أصبح اليوم ممكنا جلوس المعارضة على طاولة واحدة, وهل أصبح أيضا ممكنا جلوس حركة مجتمع السلم الجزائرية (أكبر الأحزاب الإسلامية)، مع قيادة الأحزاب المعارضة التقليدية من التيار الديمقراطي وأيضا مع أحزاب أخرى من نفس تيارها بعد المفاوضات التي أجراها زعيمها عبد الرزاق مقري مع شقيق الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حول مقترح تمديد الولاية الرئاسية الرابعة”.
وتترقب السلطة في الجزائر بعين “حذرة” بلورة خصومها في الساحة من شخصيات وأحزاب سياسية معارضة الاتجاه الذي ستتبناه هذه الأخيرة قبل موعد الانتخابات الرئاسية, رغم أنها متأكدة أن البلاد ستكون في ربيع 2019 على موعد مع انتصار جديد سيحققه الرئيس بوتفليقة كما جرت عليه العادة وهو ما قاله الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي (ثاني قوة سياسية في البلاد) أحمد أويحي (رئيس الحكومة الجزائرية)، حيث أكد في اختتام أعمال الدورة السادسة للمجلس الوطني لحزبه الذي يسميه الجزائريون “الأرندي”، إن اليوم الذي يلي الانتخابات سيكون “يوم انتصار لبوتفليقة “.
ويقول في الموضوع القيادي في حركة البناء الوطني ( حزب محسوب عل التيار الإسلامي )، سليمان شنين, في تصريح لـ “” “إن هناك اتصالات بين الأحزاب لم تنقطع، والكل يدرك ان الرئاسيات مجرد محطة وليست هدف ونحن نتعامل مع كل الأحزاب وليست ذات المرجعية الإسلامية فقط وهذا منذ ان أعلنا على مبادرة الجزائر للجميع”.
ورد المتحدث على دعوة جبهة العدالة والتنمية للالتفاف حول مرشح توافقي للمعارضة قائلا: “نتعامل بإيجابية مع اَي مسعى لجمع الجزائريين معارضة وسلطة والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد لا تحتاج مزيد من الاصطفاف بقدر ما تحتاج الى لملمة الصفوف والتقليل من الاحتقان السياسي ومسؤولية السلطة اكثر من غيرها في هذا الاتجاه”.
وكتب حول الموضوع القيادي في حزب “إخوان الجزائر” عبد الرحمان سعيدي، “توحيد مرشح المعارضة فكرة سياسية قديمة مع كل استحقاق رئاسي تظهر ولكنها دائما تفشل مع أنها كانت لها في وقت سابق ظروفا سياسية أفضل من الظروف الحالية مع أنها لم ترى النور ولم تتحقق أيام 2003 و2008 وعجزت في 2013 حيث قاطعت معظم المعارضات الانتخابات”.
ويرى عبد الرحمان سعيدي أن الفكرة المقترحة اليوم فهي أقرب للصعوبة من الاستحالة لأن هذه الدعوة دائما تأتي بخلفية منع من له القدرة على التنافسية ومحاولة كبح طموحه وتحجيمه وبعد الفشل يبرر العاجز عجزه بأن الأحزاب المعارضة رفضت دعوته لتوحيد المرشح مما يجعلهم يقاطعون الانتخابات والمعارضة تريد في الاستحقاقات التموقع في الترتيب والحضور السياسي بعد الانتخابات الرئاسية وهذا ما يفتح المنافسة فيما بينها مما يجعل توحيد المرشح في المعارضة يستبعد.
وأعلنت أحزاب المعارضة التقليدية من التيار الديمقراطي، مقاطعة الاستحقاق الرئاسي المقرر تنظيمه في 18 ابريل / نيسان القادم في وقت قررت الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي دخول معترك الرئاسة القادمة بعد إعلان جبهة العدالة والتنمية (حزب إسلامي معارض) في اجتماع لهيئة مجلس شوراها الذي انعقد يومي السبت والجمعة دعم مرشح واحد للمعارضة لمواجهة مرشح السلطة.
وأعلن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (حزب معارض) مقاطعة الاستحقاق الرئاسي القادم، ووجه انتقادات لاذعة إلى الأحزاب التي أعلنت عن مشاركتها خصوصا الجنرال المتقاعد على غديري.
وسبق وأن أعلن أقدم حزب معارض في الجزائر ” جبهة القوى الاشتراكية ”مقاطعة الانتخابات“، وبرر الموقف بأن ” الاقتراع مغلق لصالح مرشح السلطة ” دون أن يكشف عن هويته.
وأعلنت أحزاب التيار الإسلامي المشاركة في الاستحقاق الرئاسي القادم بعد سنوات من القطيعة، إما بمرشحها أو عبر دعم مرشح السلطة أو مرشح المعارضة.