السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
ميثاق تونسي للنأي بالمساجد عن الاستقطاب الانتخابي والتجاذبات السياسية
سناء محيمدي
ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ تعمل السلطات التونسية على وضع ميثاق لتحييد المساجد والمنابر الدينية عن الاستقطاب الانتخابي والتوظيف السياسي، وذلك مع اقتراب المحطات الانتخابية التي ستشهدها البلاد مع نهاية عام 2019، وفق تصريح وزير الشؤون الدينية احمد عظوم.
وتأتي هذه الاجراءات لضمان حياد دور العبادة والنأي بها عن توجيه الناخبين التونسيين وحشد اصواتهم، مع تزايد مخاوف الاحزاب السياسية من توظيف المساجد اثناء الحملات الانتخابية المقبلة، رغم تأكيدات وزارة الشؤون الدينية خلال الانتخابات المحلية التي جرت في عام 2018، بضرورة تحييد المنابر الدينية، وجرى حينها اعفاء ثلاثة ائمة من مهامهم لقيامهم بالدعاية.
حشد اصوات المساجد
واكد وزير الشؤون الدينية التونسي احمد عظوم، حرص وزارته على مزيد احكام عمل المساجد لإنجاح الاستحقاق الانتخابي القادم، بموجب الفصل 6 من الدستور التونسي المتعلق بضمان حياد المساجد ودور العبادة عن التوظيف الحزبي.
كما كشف الوزير التونسي انه سيتم خلال الأسبوع القادم، الإعلان عن ميثاق للأئمة يضمن حياد المساجد والمنابر الدينية وتعميمه على مختلف الجهات والمحافظات، الى جانب عقد لقاءات مع الأئمة والخطباء لتأمين حيادية المساجد.
وعن هذه الاجراءات التي اتخذتها وزارة الشؤون الدينية، يقول فاضل عاشور رئيس نقابة الأئمة بتونس ل انها صحوة ضمير داخل المؤسسة الدينية وتحملها مسؤولية تاريخية لحماية مسار الديمقراطية في البلاد، معللا بقوله ان الخطاب الديني له تأثيرا على سير عملية الانتخابات، كما ان الخطاب الديني في تونس وظف في مرحلة ما لتشريع الاغتيالات ونفاذ الارهاب.
التهميش القانوني
واكد رئيس النقابة التونسي على اهمية هذا الميثاق لخدمة التونسيين وحفظ الدين من التجاوزات وتقديم خطاب جامع وموحد لكافة التونسيين يكون منارة للتقدم وليس اداة هدم، وفق تعبيره.
كما طالب ادماج الاطارات الدينية صلب المؤسسات العمومية، موضحا ان هؤلاء وقع تهميشهم قانونيا، ولا يتمتع اغلبهم بالتغطية الاجتماعية مما يسهل عملية استغلالهم وشراء ذممهم من قبل الاحزاب واصحاب النفوذ في البلاد، مفيدا بان الوعاظ بتونس لم يقع تحييدهم حيث تم انتداب عدد كبير منهم في فترة وزير الشؤون الدينية السابق نور الدين الخادمي، دون مراعاة تبنيهم لأفكار دخيلة وانتماءاتهم المبطنة والتي تختلف عن التصور الديني في تونس.
ووفقا لبيانات رسمية، يبلغ عدد المساجد بتونس 4480 مسجدا، ويشرف على تسييرها أكثر من 18 ألف إطار ديني، من بينهم أكثر من 2400 إمام، ويتعهد بمهمة مراقبة الخطاب الديني وخاصة خطب الجمعة، سلك الوعاظ الذين يبلغ عددهم 600 واعظ موزعين في أنحاء البلاد.
ومنذ الانتخابات الأولى التي أعقبت الثورة عام 2011 والتي شهدت سقوط حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، شكت أحزاب محسوبة على التيار اليساري والليبرالي من توظيف سياسي لدور العبادة من قبل الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية أثناء حملاتها الانتخابية واتهمتها بحشد أصوات المساجد.