العالم
درس في التاريخ ينتظر ترامب وكيم في فيتنام هذا الشهر
ـ هانوي ـ عندما يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في فيتنام في وقت لاحق الشهر الجاري، سيتصافح الاثنان في دولة كانت يوما ما معزولة مثل دولة كيم الآن.
ومنذ خمسين عاما، دخلت الولايات المتحدة و”فيتنام الشمالية” آنذاك في صراع بسبب نفس سياسات الحرب الباردة التي أدت في الأصل إلى تقسيم كوريا، حيث خاض ملايين الجنود الفيتناميين من الجنوب، المدعوم من الولايات المتحدة، مع الشمال الشيوعي.
وكما هو الحال في بيونج يانج اليوم، غمرت الملصقات الدعائية المناطق الشيوعية في الماضي، لتصور الجنود الشجعان الذين يقاتلون الولايات المتحدة الوحشية التي لا تعرف الرحمة.
واليوم في فيتنام، اختفت هذه الملصقات الدعائية، في حين بقيت في السلطة الحكومة الشيوعية ذات الحزب الواحد، والتي قاتلت الولايات المتحدة فيما سبق. وبعد أن سقط نظام سايجون القديم المتحالف مع الأمريكيين في عام 1975 ، صارت فيتنام والولايات المتحدة الآن صديقتان، بينهما علاقات تجارية واسعة النطاق، وشراكة استراتيجية متنامية، كما تخشى الحكومتان طموحات الصين الحدودية في بحر الصين الجنوبي.
وفي خطوة مفعمة بالرمزية، نقلت الولايات المتحدة إلى فيتنام سفينة خفر السواحل “مورجنثاو” التي شاركت قبل عقود في عمليات قتالية ضد الشيوعيين قبالة الساحل الفيتنامي.
وتساعد فيتنام بشكل متزايد الولايات المتحدة في تأمين مصالحها بالمنطقة .
وأثناء زيارة وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونج-هو لهانوي في تشرين ثان/نوفمبر، عرض عليه نظيره الفيتنامي فام بينه مينه الاستفادة من الخبرات التنموية لفيتنام مع الدولة الأفقر بكثير.
كما عرض أيضا تقديم “مساهمات عملية في عملية الحوار” بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بوصف بلاده واحدة من الدول القليلة التي لديها علاقات لائقة نسبيا مع طرفي أزمة الأسلحة النووية.
وبالنسبة لكوريا الشمالية، تقدم فيتنام بعض المزايا العملية للقمة المقبلة. وبوصف فيتنام دولة بوليسية، فإنها تحظر المعارضة إلى حد أكبر من سنغافورة، حيث تم عقد القمة الأولى بين ترامب وكيم في حزيران/يونيو الماضي، أي أنها تستبعد عمليا إمكانية وجود محتجين غير مرحب بهم أثناء الزيارة.
كما أن فيتنام لديها واحدة من أكثر البيئات الإعلامية التي تسيطر عليها الدولة في العالم، مما يجعل من الأسهل الاحتفاظ بسرية بعض تفاصيل القمة.
ويمكن أن يمنح الحدث أيضا استقبالا رسميا لكيم جونج أون، وهي معاملة نادرا ما يلقاها الزعيم الكوري الشمالي، وقد نالها فقط في الصين.
والتقى كيم رئيس سنغافورا لي هسين لونج خلال القمة الأولى بينه وبين وترامب ، ولكن لم يحظ الزعيم الكوري الشمالي أو الرئيس الأمريكي ببهاء مأدبة رسمية ، كما هو معتاد في الزيارات الرسمية للدولة. لكن من المتوقع أن تشهد زيارة كيم لفيتنام المراسم التي عادة ما تُمنح للزعماء الزائرين.
أما الزيارات الرئاسية الأمريكية لفيتنام ، فقد أصبحت حدثا عاديا.
ومنذ إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين في عام 1995 ، زار جميع رؤساء أمريكا فيتنام منذ ذلك الحين، وكان ترامب آخر من نال استقبالا رسميا في تشرين ثان/نوفمبر 2017 عقب مؤتمر “أبيك”، في مدينة دا نانج الفيتنامية.
ولكن تحول هذه الزيارات إلى أحداث عادية قد لا يفوت كيم ، إذا ما فكر هل يمكن لكوريا الشمالية أن تحظى يوم ما بنفس العلاقات المتطورة بشكل هائل مع عدو قديم. (د ب أ)