خالد القشطيني
المعتاد في العراقيين أن تكون ألوانهم داكنة. بيد أننا كثيراً ما نواجه في بغداد أشخاصاً، نساءً ورجالاً، بسيماء آرية، بشرة بيضاء وعيون زرقاء وجدائل شعر شقراء. الحقيقة، أنه كانت في عائلتنا القشطينية نماذج من ذلك. كانت ابنة أخي غادة بهذه الهيئة. وكلما زارتنا في لندن تصوروها إنجليزية بنت البلد. ما سر ذلك؟ تصور البعض أن هذا من نسل الروم. لكن العيون الزرقاء والشعر الأشقر ليس من صفات الروم. وبقي اللغز.
قال آخرون إن أشخاصاً من هذا النوع ربما كانوا من سلالة الجنود الإنجليز الذين احتلوا العراق في الحرب العالمية الأولى. وذلك مثل سلالة المصريات الحسناوات من أهل المنصورة، حيث أقام نابليون معسكراً للجيش الفرنسي هناك عند احتلال مصر.
هذا، وقد عثروا في التنقيبات مؤخراً في النرويج على مسكوكات إسلامية، دنانير ذهبية تحمل كلمات «لا إله إلا الله». كيف وصلت هذه النقود الإسلامية القديمة إلى هذا المكان النائي من أوروبا؟ هكذا تساءل القوم.
تذكروا في الأخير أن قبائل الفايكينغ النرويجية كانوا في القرون الوسطى يغزون بسفنهم الصغيرة القرى الإنجليزية الساحلية. ينهبونها ويقتلون رجالها ويسبون نساءها. ماذا يفعلون بهؤلاء الإنجليزيات في النرويج، وعندهم من شاكلتهن ما يكفي؟
سمع القوم ببغداد. ومن لم يسمع بها عندئذ في أيام الدولة العباسية؟ سمعوا أنها كانت المركز العالمي لسوق النخاسة، بورصة تجارة العبيد والجواري. فساقوا أولئك الإنجليزيات البائسات عبر جبال الألب والأناضول إلى بغداد ليبيعوهن في بورصة الرقيق على جانب صوب الرصافة. وبهوسنا بالحسان الشقراوات كان الإقبال عليهن شديداً فخلفن نسلاً كبيراً من هذا النوع. علّموهن الإسلام والشهادة وتلاوة القرآن الكريم. ثم علموا أولئك السيدات الإنجليزيات غناء المقام العراقي، الصبا والإبراهيمي والحجاز، ونحو ذلك من الألحان التي كانت شائعة في تلك الأيام.
وعندما ستزورني ابنة أخي غادة قريباً سأقول لها لا تقلقي يا بنيتي. فجدتك الكبرى كانت قبل ألف سنة جارية في بلاط المتوكل بالله. فأنتِ لستِ نسلاً قشطينياً فقط، بل ونسل سكسوني كذلك.
وهذا سر العيون الزرق في بغداد وسر النقود الإسلامية في النرويج. وكل شيء له جذوره وأصوله، وسبحان الله رب العالمين.
قال آخرون إن أشخاصاً من هذا النوع ربما كانوا من سلالة الجنود الإنجليز الذين احتلوا العراق في الحرب العالمية الأولى. وذلك مثل سلالة المصريات الحسناوات من أهل المنصورة، حيث أقام نابليون معسكراً للجيش الفرنسي هناك عند احتلال مصر.
هذا، وقد عثروا في التنقيبات مؤخراً في النرويج على مسكوكات إسلامية، دنانير ذهبية تحمل كلمات «لا إله إلا الله». كيف وصلت هذه النقود الإسلامية القديمة إلى هذا المكان النائي من أوروبا؟ هكذا تساءل القوم.
تذكروا في الأخير أن قبائل الفايكينغ النرويجية كانوا في القرون الوسطى يغزون بسفنهم الصغيرة القرى الإنجليزية الساحلية. ينهبونها ويقتلون رجالها ويسبون نساءها. ماذا يفعلون بهؤلاء الإنجليزيات في النرويج، وعندهم من شاكلتهن ما يكفي؟
سمع القوم ببغداد. ومن لم يسمع بها عندئذ في أيام الدولة العباسية؟ سمعوا أنها كانت المركز العالمي لسوق النخاسة، بورصة تجارة العبيد والجواري. فساقوا أولئك الإنجليزيات البائسات عبر جبال الألب والأناضول إلى بغداد ليبيعوهن في بورصة الرقيق على جانب صوب الرصافة. وبهوسنا بالحسان الشقراوات كان الإقبال عليهن شديداً فخلفن نسلاً كبيراً من هذا النوع. علّموهن الإسلام والشهادة وتلاوة القرآن الكريم. ثم علموا أولئك السيدات الإنجليزيات غناء المقام العراقي، الصبا والإبراهيمي والحجاز، ونحو ذلك من الألحان التي كانت شائعة في تلك الأيام.
وعندما ستزورني ابنة أخي غادة قريباً سأقول لها لا تقلقي يا بنيتي. فجدتك الكبرى كانت قبل ألف سنة جارية في بلاط المتوكل بالله. فأنتِ لستِ نسلاً قشطينياً فقط، بل ونسل سكسوني كذلك.
وهذا سر العيون الزرق في بغداد وسر النقود الإسلامية في النرويج. وكل شيء له جذوره وأصوله، وسبحان الله رب العالمين.
الشرق الأوسط