ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ اختارت الرئاسة الجزائرية عناصر مقربة منها، لإدارة الحملة الدعائية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بعد ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في 18 أبريل/نيسان القادم، وكلف المحيط الرئاسي رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق عبد المالك سلال ووزراء سابقون في طاقمه الحكومي بإدارة الحملة الانتخابية للمرة الرابعة على التوالي.
وقاد عبد المالك سلال الجهاز التنفيذي خلال الفترة الممتدة بين 3 سبتمبر/ أيلول 2012 إلى 24 مايو / آيار 2017، وترأس هذا الأخير الحكومة خلال الفترة التي كانت تمر فيها الجزائر بوضع اجتماعي واقتصادي صعب نتيجة تراجع مداخيلها بسبب تهاوي أسعار النفط في الأسواق الدولية، خاصة وأن “الذهب الأسود” يعتبر المصدر الرئيسي لموازنة البلاد.
وكشفت مصادر مقربة من الرئاسة، أن رئيس الحكومة الجزائرية السابق عبد المالك سلال قد استنجد بأسماء سبق وأن تبوأت مناصب حكومية كوزير النقل السابق عمار تو ووزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق رشيد حراوبية فيما استعان بأسماء أخرى مقربة منه كمدير ديوانه السابق والعضو الحالي في هيئة تسيير حزب الرئيس بوتفليقة (جبهة التحرير الوطني) مصطفى كريم رحيال الذي أسندت له مهمة التنظيم وأيضا استعان بخدمات وزير التجار السابق ورئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس الذي سيتولى إدارة الاتصال.
وعن أسباب اختيار عبد المالك سلال لإدارة حملة الرئيس الجزائري للمرة الرابعة على التوالي، قالت مصادر مطلعة لـ”” :”إن الوزير الأول السابق عبد المالك سلال له تجربة في إدارة الحملة الانتخابية لبوتفليقة ويتوافق عليه الجميع رغم أن عدم فصاحة لسانه وعدم اعتماده على الخطابة يعتبر عائق كبير في إدارة الحملة الدعائية خاصة بالنظر إلى خصوصية هذه الانتخابات”.
ورغم أن سلال أغدق كعادته في الحملات الانتخابية السابقة خاصة في الولاية الرئاسية الرابعة بعبارات التمجيد والثناء والعبقرية على بوتفليقة، إلا أن خطابه تسبب في انزلاقات شعبية في عدة محافظات بدأت في باتنة وبجاية وغيرها.
وكان رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحي، قد كشف في مؤتمر صحفي عقده السبت الماضي، إنه “متيقن من ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة. وذكر “قليل من التفكير تؤكد أن الرئيس سيترشح”، وكشف أن “بوتفليقة سيعلن ترشحه عبر رسالة يوجهها للرأي العام، وليس في خطاب، بسبب وضعه الصحي”.
وإن كان وضعه الصحي يعيق مشاركته في حملته الانتخابية كما حصل في رئاسيات 2014، أجاب الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي (ثاني قوة سياسية في البلاد) “نعم، الرئيس لن ينشط الحملة الانتخابية”، وفي الرئاسيات السابقة تولى رئيس الوزراء الأسبق عبد المالك سلال إدارة الحملة، بمساعدة قيادات التحالف.
وتوقع اويحيى فوز بوتفليقة بمنصب الرئيس مرة أخرى، مستدلا ذلك بـ”حب الجزائريين له، وتقديرهم لما حققه في فترة حكمه”.
ومن المرتقب أن يعلن الرئيس بوتفليقة ترشحه الرسمي للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 18 أبريل / نيسان القادم عبر رسالة يوجهها إلى الشعب الجزائري، وفق ما كشف عنه أويحي دائما.