شرق أوسط

مصر تتسلم رئاسة الاتحاد الافريقي من رواندا في قمة اديس ابابا

ـ اديس ابابا ـ يسلم الرئيس الرواندي بول كاغاميه الذي عدد المبادرات خلال فترة رئاسته الاتحاد الافريقي الاحد رئاسة المنظمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تسعى بلاده وهي من القوى المؤثرة في القارة الى توسيع مدى نفوذها.

ويتسلم السيسي الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي في جلسة افتتاح القمة التي تستمر يومين في اديس ابابا.

وعلى جدول أعمالها مواصلة اصلاح مؤسسات المنظمة التي تضم 55 عضوا واقامة منطقة تبادل حر افريقية والازمات التي تشهدها القارة.

وبعد فترة رئاسة نشطة جدا لكنها شهدت فشلا كبيرا في انتخابات الكونغو الديمقراطية، عاد كاغاميه واطلق بادرة جديدة السبت تتمثل في السعي لتحسين الخدمات الصحية في افريقيا.

وتعهد خلفه السيسي مواصلة بعض الجهود التي بذلها سلفه مثل منطقة التبادل الحر احد المشاريع الاساسية للاتحاد الافريقي لتعزيز الاندماج داخل القارة.

وكان كاغاميه تمكن في آذار/مارس 2018 من الحصول على توقيع 44 دولة على اتفاق اقامة منطقة التبادل الحر لكن هذا الجهد الكبير سيحتاج الان الى مواصلة من الرئيس المصري حيث ان 19 دولة صادقت على الاتفاق حتى الان في حين يحتاج تطبيقه لمصادقة 22 دولة على الاقل.

وقال المحلل ليل لوي فودران ان مصر “ترغب في تعزيز موقعها في القارة الافريقية وفي الا يتم اعتبارها دولة تركز فقط على العالم العربي”.

الحفاظ على السلام

بيد أنه سيكون على السيسي أن يتمايز عن سلفه وذلك بالتركيز خلال فترة رئاسته على الأمن واعادة الاعمار بعد النزاعات وهي قضايا ترتبط بشكل وثيق بالشعار الذي اختاره الاتحاد الافريقي ل 2019 سنة “اللاجئين والمرحلين والنازحين”.

وأشاد الامين العام للامم المتحدة انتونيو غوتيريش الموجود في اديس ابابا السبت ب “رياح من الامل” تهب كما قال على افريقيا بعد سلسلة من الانتخابات السلمية (الكونغو الديمقراطية ومدغشقر ومالي) واتفاقات سلام (جنوب السودان وجمهورية افريقيا الوسطى) ومصالحات (اثيوبيا واريتريا).

الا ان المراقبين لا يتوقعون ان يكون الرئيس السيسي بنشاط سلفه باعتبار ان القوى الكبرى الاقليمية على غرار مصر عادة ما تكون مترددة ازاء جعل الاتحاد الافريقي قوي أكثر من اللازم ويتدخل أكثر من الضروري.

وبحسب دبلوماسي افريقي، فان مصر لم تنس تعليق عضويتها في الاتحاد الافريقي في 2013 الذي كان تقرر اثر الاطاحة بالرئيس الاسبق محمد مرسي الذي كان انتخب في 2012.

وفي مجال الاصلاحات المؤسساتية الذي كان من القضايا التي اهتم بها كثيرا كاغاميه منذ 2016 يتوقع ان يكون لنهاية رئاسة هذا الاخير تاثير على مستوى التركيز عليها.

نكسة مدوية

ومع أن مصر أعلنت أنها ملتزمة عملية الاصلاحات وفرض ضريبة نسبتها 0,2 بالمئة على الواردات لاتاحة استقلالية الاتحاد الافريقي الذي تشكل المنح الاجنبية 54 بالمئة من ميزانيته للعام 2019، فأنه قد لا يكون من السهل تجاوز تردد الدول الاعضاء وأولها القاهرة.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2018 رفضت غالبية الدول الاعضاء مشروعا لمنح رئيس الجهاز التنفيذي للاتحاد سلطة تعيين مساعديه من المفوضين، وهو اجراء كان هدفه جعل الادارة مسؤولة أكثر أمام رئيسها.

وقالت اليسا جوبسون من مجموعة الازمات الدولية، ان “الاتحاد الافريقي ومفوضيته لا يملكان الا السلطة التي ترغب الدول الاعضاء في منحها اياها” و”خلافا للاتحاد الاوروبي فان الدول الافريقية لم تنقل سيادتها للاتحاد الافريقي”.

وكان كاغاميه تعرض لنكسة مدوية بعد أن طلب باسم الاتحاد الافريقي تعليق اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في الكونغو الديمقراطية في كانون الاول/ديسمبر 2018 لانها، كما قال، تشوبها “شكوك جدية”.

لكن النتائج اعتمدت في نهاية المطاف من المحكمة الدستورية الكونغولية وكانت موضع اشادة كبار القارة وبينهم مصر وجنوب افريقيا.

وعبرت منظمة العفو الدولية عن خشيتها من تأثير الرئاسة الدورية المصرية على آليات تقييم حقوق الانسان في افريقيا متهمة مصر بأنها كانت شنت حملات على المفوضية الافريقية لحقوق الانسان في السنوات الاخيرة. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق