مشعل السديري
الطبيب السعودي الرائع الدكتور رائد أزهر، بعث لي «واتساب» معبّراً ذا دلالة، وأردت أن أطرحه أمامكم لأنطلق منه إلى ما أريد؛ وجاء فيه:
نشر الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو قصة قصيرة يقول فيها: كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة، ولكن ابنه الصغير لم يكفّ عن مضايقته، وحين تعب الأب من ابنه قام بقطع ورقة في الصحيفة كانت تحوي خريطة العالم، ومزقها إلى قطع صغيرة، وقدمها لابنه، وطلب منه إعادة تجميع الخريطة، ثم عاد لقراءة صحيفته ظاناً أن الطفل سيبقى مشغولاً بقية اليوم، إلا إنه لم تمر خمس عشرة دقيقة حتى عاد الابن إليه وقد أعاد ترتيب الخريطة، فتساءل الأب مذهولاً: هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا؟! رد الطفل قائلاً: لا؛ لكن كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة، وعندما أعدت بناء الإنسان، أعدت بناء العالم.
كانت عبارة عفوية، ولكنها كانت جميلة وذات معنى عميق – عندما أعدت بناء الإنسان أعدت بناء العالم – انتهى.
نعم الأهم هو بناء الإنسان – أي أن تكون منطلقاته إنسانية صرفة.
فالإرهابي واللص والمخادع والغشاش الكاذب لا يمتّون للإنسانية بأي صلة.
وإليكم نموذجاً إنسانياً تمثله امرأة عراقية كبيرة في السن كنيتها (أم قصي)، ففي عام 2014 حينما اختطف تنظيم «داعش» المئات من الجنود العراقيين الشيعة، وبدأ بتصفيتهم حتى بلغ عدد من قتلوا في هذه المذبحة 1700، تمكنت أم قصي، وهي من عائلة سُنية في محافظة صلاح الدين، من إنقاذ عشرات الجنود الآخرين عندما شاهدتهم يركضون ويقفزون في النهر هرباً من مسلحي «داعش»،
وخبأت في منزلها شرق تكريت نحو 25 جندياً، في حين توزع الآخرون على منازل الأقرباء، حتى رتبت لهم خروجاً آمناً من المنطقة التي استولى عليها «داعش».
ونموذج إنساني آخر تمثله الأميركية أنيتي سميث التي قتل دواعش في ليبيا زوجها، الذي كان يعمل في المدرسة الدولية، وأردوه قتيلاً مضرجاً بدمه على قارعة الطريق.
وقالت المسكينة عن القتلة وهي تحتضن رضيعتها وتبكي: إنني أشفق عليهم وأسامحهم ولست ضدهم بشيء.
هؤلاء الدواعش الظلاميون هم الذين نحروا بدم بارد عشرات العمال البسطاء من إخواننا المصريين الأقباط الذين ذهبوا إلى ليبيا يبحثون عن لقمة العيش.
وحسناً ما فعلته الإمارات عندما جمعت بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر، ووقعا وثيقة (السلام الإنساني) بين جميع الشعوب والطوائف والملل، فهذا هو الملجأ الوحيد للإنسان على كوكبنا الصغير هذا الذي ليس لنا غيره.
نشر الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلو قصة قصيرة يقول فيها: كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة، ولكن ابنه الصغير لم يكفّ عن مضايقته، وحين تعب الأب من ابنه قام بقطع ورقة في الصحيفة كانت تحوي خريطة العالم، ومزقها إلى قطع صغيرة، وقدمها لابنه، وطلب منه إعادة تجميع الخريطة، ثم عاد لقراءة صحيفته ظاناً أن الطفل سيبقى مشغولاً بقية اليوم، إلا إنه لم تمر خمس عشرة دقيقة حتى عاد الابن إليه وقد أعاد ترتيب الخريطة، فتساءل الأب مذهولاً: هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا؟! رد الطفل قائلاً: لا؛ لكن كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة، وعندما أعدت بناء الإنسان، أعدت بناء العالم.
كانت عبارة عفوية، ولكنها كانت جميلة وذات معنى عميق – عندما أعدت بناء الإنسان أعدت بناء العالم – انتهى.
نعم الأهم هو بناء الإنسان – أي أن تكون منطلقاته إنسانية صرفة.
فالإرهابي واللص والمخادع والغشاش الكاذب لا يمتّون للإنسانية بأي صلة.
وإليكم نموذجاً إنسانياً تمثله امرأة عراقية كبيرة في السن كنيتها (أم قصي)، ففي عام 2014 حينما اختطف تنظيم «داعش» المئات من الجنود العراقيين الشيعة، وبدأ بتصفيتهم حتى بلغ عدد من قتلوا في هذه المذبحة 1700، تمكنت أم قصي، وهي من عائلة سُنية في محافظة صلاح الدين، من إنقاذ عشرات الجنود الآخرين عندما شاهدتهم يركضون ويقفزون في النهر هرباً من مسلحي «داعش»،
وخبأت في منزلها شرق تكريت نحو 25 جندياً، في حين توزع الآخرون على منازل الأقرباء، حتى رتبت لهم خروجاً آمناً من المنطقة التي استولى عليها «داعش».
ونموذج إنساني آخر تمثله الأميركية أنيتي سميث التي قتل دواعش في ليبيا زوجها، الذي كان يعمل في المدرسة الدولية، وأردوه قتيلاً مضرجاً بدمه على قارعة الطريق.
وقالت المسكينة عن القتلة وهي تحتضن رضيعتها وتبكي: إنني أشفق عليهم وأسامحهم ولست ضدهم بشيء.
هؤلاء الدواعش الظلاميون هم الذين نحروا بدم بارد عشرات العمال البسطاء من إخواننا المصريين الأقباط الذين ذهبوا إلى ليبيا يبحثون عن لقمة العيش.
وحسناً ما فعلته الإمارات عندما جمعت بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر، ووقعا وثيقة (السلام الإنساني) بين جميع الشعوب والطوائف والملل، فهذا هو الملجأ الوحيد للإنسان على كوكبنا الصغير هذا الذي ليس لنا غيره.
الشرق الأوسط