السلايدر الرئيسيشرق أوسط

صيادو غزة يتحدون الاحتلال الإسرائيلي ويمارسون مهنة اجدادهم

محمد عبد الرحمن

ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ يعاني الصيادون الفلسطينيون في قطاع غزة من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم منذ عام 2006، فلقمة عيشهم مغموسة بالدم، حيث يتعرضون لإطلاق النار، ورش المياه، ومصادرة مراكبهم، إضافة إلى اعتقالهم.

على الرغم من كافة المضايقات التي يتعرضون لها بشكل يومي في عرض البحر، إلا انهم يواصلوا علمهم في هذه المهنة التي ورثوها عن ابائهم واجداهم للحفاظ عليها، وأنها مصدر رزقهم الوحيد، يعتاشون منها هم وأطفالهم.

فكل ما يتمناه الصياد الفلسطيني في غزة هو أن يعمل بحرية، لتوفير قوت يومه دون أن يتعرض للقتل أو الاعتقال أو مصادرة مصدر رزقه الوحيد.

ففي قطاع غزة ما يزيد عن (4000)، شخص يعملون في مهنة الصيد، منذ عشرات السنوات، فهى المهنة الوحيدة التي توفر لهم المال، وبدرنها لا يوجد لهم مصدر رزق، لذلك يواجهون الموت، ويتحدون المصاعب للاستمرار في هذه المهنة.

ماهر الهبيل (38 عاماً) يعمل في مهنة الصيد منذ أكثر من 25 عاماً، تعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي اكثر من مرة، وتم مصادرة مركبه، إضافة إلى تمزيق شباك الصيد الخاص به عشرات المرات، إلى أنه ما زال يمارس هذه المهنة.

يقول في حديثه لـ”” يحاول الاحتلال من خلال ممارساته ضددنا، منعنا من ممارسة هذه المهنة التي ورثناها عن أجدانا، لتجويعنا والضغط علينا، فنحن نتحداه بإرادتنا وإصرارنا، في الحفاظ على مهنة الأجداد، فالاعتقال وتمزيق الشباك ومصادرة المراكب عدة أشهر لن تمنعنا من الاستمرار بالعمل”.

ويضيف” في كل يوم نتعرض لمضايقات من قبل الزوارق الإسرائيلية، فهم يدعون أننا نتجاوز الحدود الممنوع اختراقها، ولكن هذا ادعاء كاذب، فنحن نبعد كثيراً عن هذه الحدود، تجنباً للاعتقال وإطلاق النار، إلا أن قوات الاحتلال تباغتنا وتطلق النار تجاه مراكبنا، وتمزق شباكنا بشكل يومي”.

في حين يقول مدير نقابة الصيادين الفلسطينيين محمد الهسي لـ”يواربيا” منذ عام 2006 ويتعرض الصياد الفلسطيني لمضايقات متكررة، فتم تقليص مساحة الصيد من 20 ميلاُ بحرياً إلى 3 أميال بحرية، فهذه المساحة لا توفر إلا القليل من الأسماك نظراً لقربها من الشاطئ، فالأسماك الثمينة توجد في المسافات البعيدة التي تزيد عن 15 ميلاً، ورغم ضيق المسافة المسموح الإبحار بها، إلا أن الاحتلال يفرض قيود على الصيادين ويلاحقهم بشكل يومي”.

وأضاف” الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصيادين بشكل متكرر فخلال العام المنصرم(2018)، تم استشهاد 4 من الصيادين بعد إطلاق النار بشكل مباشر تجاه مراكبهم أثناء الإبحار، إضافة ما يزيد عن 70 صياد لا يزال عدداً منهم قيد الاعتقال، وإصابة 45 أخرين ومصادرة عشرات المراكب”.

 وأوضح أن من القيود التي تمارس بحق الصيد ومهنتهم هي ارتفاع أسعار مواد الصيد، ومنع وتقييد إدخال المواد المتعلقة بالمهنة وارتفاع أسعار قطع الغيار أيضاً الخاصة بالمراكب، لافتاً إلى أن 85% من الصيادين باتوا يعيشون تحت خط الفقر المدقع، و95% منهم يعيشون تحت خط الفقر، لافتاً إلى أنّ من يعمل في قطاع الصيد حسب المسجلين رسميًّا هم 3800 صياد.

وتابع”: ” بعد أن كان قطاع الصيد ثاني أهم القطاعات الإنتاجية في قطاع غزة، ويتم توريد الأسماك إلى خارج القطاع، نحو الضفة الغربية والدول العربية، يتم استيراد الأسماك من الخارج، لعدم توفر أنواع كافية من الأسماك، وبات عدداً كبيراً من الصيادين يعتاشون من المساعدات”.

يُعد قطاع الصيد، ثاني أهم قطاع إنتاجي يوفر لكل قطاع غزة وفي بعض الأحيان يصدر لأسواق غزة والداخل المحتل”، قبل أن يستدرك: “الآن للأسف قطاع الصيد يستورد الأسماك، ولا يؤمن للسكان احتياجاتهم من البحر، وبات الصيادون يعيشون على الإعانات”.

طالب الهسي  بتطبيق القوانين الدولية المتعلقة بمهنة الصيد، والتي توفر حماية وحصانة للصيادين، وتوفير حماية دولية من بطش زوارق الاحتلال الصهيونية الحربية. داعياً الحكومة بضرورة الاهتمام بقطاع الصيد والعمل على دعم الصيادين، وفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق