السلايدر الرئيسيحقوق إنسان
عمال بلدية الموصل يئنون تحت وطأة قلة الأجور… اتهامات للإدارة المحافظة بقضايا فساد كبيرة
سعيد عبدالله
ـ الموصل ـ سعيد عبدالله ـ أثار خفض إدارة محافظة نينوى شمال العراق لأجور عمال البلديات الذين يعملون يوميا لأكثر من 12 ساعة حفيظة العمال، الذين يؤكدون أن الأجور السابقة والحالية قليلة جدا لا تكفي قوتهم اليومي.
عمر جاسم، عامل في بلدية الموصل منذ أكثر من 12 عاما، يخرج يومياً منذ الفجر لممارسة عمله مع العشرات الآخرين من عمال بلدية الموصل في تنظيف الشوارع ورفع الأنقاض ومخلفات الحرب، ويعود عصرا ولم يتبقى في جيبه سوى دولار أمريكي واحد أو أكثر بعض الشيء من الدولارات الثلاث التي يتقاضاها يوميا مقابل عمله الشاق.
يقول عمر لـ””: “خلال العام الماضي كنا نتقاضى 7 آلاف دينار عراقي أجرا يوميا أي ما يعادل 6 دولارات أمريكية، لكن منذ نهاية العام الماضي وبأمر من المحافظ خفضت أجورنا الى 4 آلاف دينار عراقي أي 3 دولارات تقريبا، دون أي أسباب بالرغم من أننا نواصل العمل ولم نتوقف”.
ورغم مرور نحو عامين على تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي الا أن الأوضاع الخدمية والاقتصادية والزمنية في الموصل مازالت متدهورة، فهناك نقص حاد في الخدمات الرئيسية والبطالة متفشية، والدمار يغطي أكثر من 80٪ من مساحتها، وتواصل ميليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران بفرض الاتاوات على التجار وأصحاب المحلات التجارية والاستيلاء على الأراضي وتنفيذ عمليات تهجير قسري لسكان المدينة.
ويوضح جاسم وهو أب لطفلين “الأجر الذي أستلمه يوميا لا يتبقى منه سوى الفي دينار عراقي، لأنني أدفع ألف دينار للمواصلات وألف أخرى للطعام وأعود الى عائلتي بمبلغ قليل لا يسد رمق عائلتي من الجوع فالأسعار مرتفعة جدا، ولولا مساعدة الناس لمتنا من الجوع”، داعيا الحكومة العراقية الى الالتفات إليهم وتوفير العيش الرغيد لهم.
جاسم ليس الوحيد فالآلاف من العمال الموصليين يعانون من قلة الأجور التي تدفع لهم من قبل بلدية الموصل، صباح الجبوري، عامل آخر من عمال الموصل أردف لـ””: “ما خصص لنا من اجر يومي لا يقبل به أصغر طفل من أطفال المسؤولين في العراق، عائلاتنا دمرت ولا توجد فرص عمل في المدينة كي نعمل، حتى المساعدات الإنسانية لم تعد مثلما كانت كي نقرر العيش في المخيمات”.
ولم تسلم المنظمات الدولية العاملة في الموصل التي تقدم بين الحين والآخر مساعدات غذائية للموصليين من الميليشيات، فبحسب معلومات دقيقة حصلت عليها “” تفرض الميليشيات اتاوات كبيرة على المنظمات مقابل فسح المجال لها للعمل في الموصل، بينما منعت هذه الميليشيات وبالتنسيق مع مسؤولين متنفذين في المحافظة الإعلام الدولي والصحافة من تغطية ما يحدث من انتهاكات داخل المدينة.
وكشف نواب عن محافظة نينوى في مجلس النواب العراقي أن محافظ الموصل نوفل سلطان العاكوب استلم 400 مليار دينار عراقي أي ما يعادل نحو 320 مليون دولار أمريكي للمباشرة بإعادة إعمار الموصل، لكن عمليات الإعمار لم تبدأ حتى هذه اللحظة، إضافة الى اتهامات للعاكوب وأفراد من عائلته بالتورط في ملفات فساد عدة تتعلق بعقود رفع أنقاض وإعادة إعمار الموصل ودفع عمولات لميليشيات الحشد الإيرانية.
من جهته أكد أحمد الجبوري النائب عن محافظة نينوى في مجلس النواب العراقي في تغريدة على صفحته في تويتر الأسبوع الماضي أن “مدير بلدية الموصل وبناء على توجيه المحافظ بحجة قلة التخصيصات المالية! خفض الأجر اليومي لعمال البلدية، والبالغ عددهم 2000 عامل منذ شهر 11 لعام 2018 الماضي ولحد الان”، وتساءل الجبوري “أين الأموال التشغيلية! وأين واردات البلدية!”.