ليلى العياري
تأكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الإرهاب بتونس ترعاه الدولة !!
و الا كيف لنا أن نفسر أن يتم الحكم القضائي على امرأة بسنتين و ثمانية اشهر سجنا، بسبب تدوينة و في المقابل لا يحاسب نائب قام بسب “اسم الجلالة” تحت قبة البرلمان، أو محامي تهجم على النائب العام بسبب فضيحة مدرسة الرقاب و استغلال قصر جنسيا؟
كيف لقضاء عادل في دولة قامت بثورة لرفع الظلم عن مواطنيها ان يتم فيها الظلم بهذه الصورة البشعة ؟
“فضيلة” و إن اختلفت معها كثيرا في مفاصل عديدة بسبب تدويناتها و اللغة التي تكتب بها، وأقف معها أحيانا موقفا متناقضا مع ما تذهب إليه، لكنني ارفض أن يكمم فم فضيلة ويتم قمعها بسبب تعبيرها عن رأيها، أو يسلط عليها هذا الحكم القاسي الذي إن دل على شيء فهو يدل على سيرنا نحو سياسة القبضة الحديدية و قمع المواطن البسيط و تقييد حرية التعبير.
شعب وجد نفسه بعد ثماني سنوات من التغيير لا عيش كريم و لا كرامة و لا حرية تعبير و لا مجلس نواب شعب يحميه و لا قضاء عادل ينصفه اذا لماذا قام بالثورة ؟
كل ما حدث بعد ثورة الشعب أن اصبحت الغلبة للاقوياء الذين ينهشون لحم الضعيف، مثل فضيلة وهي امرأة بسيطة وقعت ضحية صراعات بين طرفين عملاقين. كل ما فعلته أنها عبرت ربما بلغة تنم عن محدودية ثقافية شخصية، فيتم الحكم عليها حكما قاسيا يعيدنا فورا الى سياسة تكميم الافواه و يضع الشعب أمام سياسة التصفيق أو الصمت، فإن أراد البسطاء ان يتكلموا فليصفقوا للسيد و يحولوا خطاياه الى فضائل، و غير ذلك فهو مرفوض في زمن اقل ما يوصف به هو زمن الرداءة السياسية و الاخلاقية.
حتى البرلمان، صوت الناس، ومنبر أوجاعهم وهمومهم، وممثلهم حسب الافتراض الدستوري، انتهى به الحال إلى أن يكون صالون تزاور بين النواب عندما يريدون التسامر او للتراشق بالشتائم لإلهاء الشعب فيكلفوا المواطن عبئا على كاهله من أجور ومنح لاعضاء هذا المجلس المشؤوم .
من سخرية القدر، ومفارقات الدولة أن جدول الأعمال و البرنامج الذي كان مقررا قبل يومين لجلسة استماع برلمانية تخص عودة 1000 عنصر ارهابي من بؤر التوتر..و كالعادة في مثل هذه الحالات لم تحضر كامل اللجنة ففقدت النصاب، وهذا يؤكد بأننا أمام حكومة لا تحكم و أمام مجلس شعب لا يمثل الشعب و انما يؤكد بان الجهاز السري موجود و هو من يتحكم في مفاصل الدولة!!
وكما قلت في البداية فقد تأكد لدينا و بما لا يدع مجالا للشك بأنها مسرحية سيئة التاليف والاخراج ..لانهم ببساطة جميعهم مورطون .فهل يعقل و هل هناك عقل يصدق ان يعود الف ارهابي الى البلاد دون غطاء حكومي وهم لا يعلمون ؟؟؟ و ربما وبرعاية الجهاز السري نفسه وهو عقل الدولة المختفي خلف الواجهات قد جهزوا لهم اماكنهم و برامج اعادة ادماجهم في المجتمع .