العالم
ترامب متفائل في التوصل لاتفاق تجاري مع الصين ويعلن تمديد المحادثات
ـ واشنطن ـ بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة متفائلا في إمكانية التوصل إلى اتفاق لتسوية النزاع التجاري مع الصين وأعلن عن لقاء مقبل في فلوريدا مع نظيره الصيني لتسوية النقاط الأكثر صعوبة.
وأشاد ترامب بالمحادثات التي أجريت على مدى يومين وقال إنها كانت “جيدة جدا”، فيما تم تمديد جولة المحادثات حتى يوم الأحد وسط مساعي المسؤولين للتوصل لاتفاق قبل انقضاء مهلة تنتهي الأسبوع المقبل لزيادة الرسوم الجمركية.
لكن ترامب قال مجددا إنه يفكر في إرجاء مهلة زيادة الرسوم على ما قيمته أكثر من 200 مليار دولار من الصادرات الصينية.
وعن اللقاء مع الرئيس شي جينبينغ قال ترامب “نتوقع عقد لقاء في مستقبل غير بعيد” مضيفا “ربما قريبا جداُ في شهر آذار/مارس”.
وعبر شي بدوره عن تفاؤل مماثل في رسالة بعث بها إلى ترامب عن طريق كبير المفاوضين الصينيين ليو هي.
وعبر الرئيس الصيني عن الأمل في أن تحافظ المحادثات على “نهج يتسم بالاحترام المتبادل والتعاون وتحقيق المنفعة المتبادلة” وأن تؤدي إلى اتفاق “مفيد للطرفين”.
ونقل تلفزيون الصين المركزي الرسمي عن شي قوله في الرسالة “أنا على استعداد للحفاظ على تواصل وثيق مع الرئيس بمختلف السبل”.
ولم ترشح تفاصيل تذكر حول أي تقدم ملموس لحل النزاع التجاري المستمر منذ سبعة أشهر والذي هز الاسواق العالمية واستدعى تحذيرات من المخاطر على الاقتصاد العالمي.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض في اليوم الثاني من مفاوضات التجارة مع مسؤولين صينيين “أعتقد أن هناك فرصة جيدة جدا للتوصل إلى اتفاق”.
وأضاف “إذا كانت الأمور تسير بشكل جيد، قد أنظر في تمديد” هدنة فرض الرسوم وهي ثلاثة أشهر.
وقال ترامب إن اتفاقا بشأن “التلاعب بالعملة” يمكن أن يتم إدخاله في اتفاق التجارة. وعبر مسؤولون من بكين ايضا عن التفاؤل إزاء نتيجة إيجابية.
وقال ليو عن طريق مترجم “بالنسبة للصين، نعتقد أنه من المرجح كثيرا أن يحصل ذلك”.
ارتفاع الأسواق
سجلت الأسواق العالمية ارتفاعا وسط توقعات بأن يتفادى الجانبان مزيدا من التدهور في علاقاتهما التجارية.
وسجلت بورصة وول ستريت أعلى مكاسب أسبوعية لها في 24 عاما تقريبا.
ويقول المحللون إن الجانبين قد يسعيان للتوصل إلى اتفاقات متبادلة لحل الأجزاء الأسهل من النزاع التجاري — زيادة مشتريات السلع الأمريكية وتسهيل شروط الاستثمار في الصين وحماية أكبر للملكية الفكرية والتكنولوجيا.
أما المسائل الأصعب، مثل خفض استراتيجية الصين الصناعية الطموحة لتحقيق تفوق عالمي، فهي مسألة أخرى.
وحذرت كريستين لاغارد رئيسة صندوق النقد الدولي من أن التوترات التجارية الأمريكية الصينية تمثل “خطرا كبيرا” لنمو الاقتصاد العالمي.
ومنذ تموز/يوليو تبادلت الدولتان رسوما على أكثر من 360 مليار دولار من السلع فيما بينهما.
وفيما تسبب الرسوم وحدها أثرا “ضئيلا” على التجارة العالمية إلا أنها تضر بثقة الشركات وتؤثر على البورصات، حسب ما قالت لاغارد لبرنامج ماركت بليس الإذاعي الخميس.
وقالت “أدعو كل صباح ومساء من أجل أن ينتهي ذلك بطريقة لإصلاح النظام وليس كسره”.
وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي هذا العام بسبب تأثير النزاع التجاري.
حسن نية
ذكرت تقارير أن بكين عرضت زيادة وارداتها من منتجات الطاقة والزراعة الأمريكية بشكل كبير.
وغرد وزير الزراعة الأمريكي سوني بيردو على تويتر أن الصين تعهدت شراء 10 ملايين طن متري “إضافية” من فول الصويا “في بادرة حسن نية” لكنه لم يقدم أي تفاصيل أو يحدد جدولا زمنيا لذلك.
ومع ذلك فإن اتفاقا أوسع يمكن أن يكون صعبا بالنظر إلى المطالب الأمريكية بتعديلات هيكلية كبيرة.
وقال غاري كلايد هافباور خبير التجارة لدى معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، إن الصين قد تضطر لإلغاء رسومها من أجل زيادة مشترياتها من السلع الأمريكية، لكن ترامب قد لا يشعر بالضغط للتراجع عن الرسوم التي أعلنها العام الماضي.
وأضاف “ستكون المفاجأة الكبيرة أن يقوم ترامب بإلغاء جميع الرسوم لكني أتوقع إلغاء غير متكافئ للرسوم من جانب الصين من أجل الوصول إلى بعض تلك الأرقام”.
وسدد الرد الصيني ضربة عنيفة لصادرات المزارع الأمريكية. وقدرت وزارة الزراعة هذا الشهر أن صادرات الصويا الأمريكية لن تعود إلى مستويات ما قبل النزاع، لستة أشهر أخرى.
وقال وليام راينش، المسؤول السابق في وزارة الخزانة لشؤون التجارة خلال فترة الرئيس بيل كلينتون، لوكالة فرانس برس إن السؤال يتعلق بصمود أي اتفاق ووفاء الصينيين بالتزاماتهم.
وقال “إذا ساءت الأمور ولم يتم الإيفاء بالعديد من الالتزامات ومن ثم كان هناك رد أمريكي في المقابل قبل الانتخابات مباشرة، سنعود إلى المكان الذي بدأنا منه”. (أ ف ب)