العالم
توتر في كشمير والهند ترسل تعزيزات وتعتقل انفصاليين
ـ سريناغار ـ اعتقلت السلطات الهندية عشرات القادة المسلمين في عمليات دهم في أنحاء كشمير كما أرسلت آلاف التعزيزات إلى المنطقة المضطربة السبت في وقت صعّد رئيس الوزراء ناريندرا مودي من حدة تحذيراته لباكستان على خلفية هجوم انتحاري وقع الأسبوع الماضي.
ومع ارتفاع منسوب القلق بشأن التهديدات المتبادلة بين الهند وباكستان، تحدث سكان كشمير العالقون وسط النزاع المستمر منذ عقود بين الجارتين النوويتين، عن تزايد النشاط العسكري.
وتشهد المنطقة توترات منذ الهجوم الذي استهدف قافلة عسكرية هندية وقتل على إثره 40 جنديا بينما تبنته جماعة “جيش محمد” الإسلامية المتمركزة في باكستان.
واتهمت الهند إسلام أباد بدعم الهجوم — وهو ما نفته الحكومة الباكستانية — بينما صدرت دعوات واسعة طالبت مودي بإعطاء أمر بشن ضربة انتقامية.
وبدأ نحو 10 آلاف من القوات الهندية شبه العسكرية بالوصول إلى كشمير السبت، بعد يوم من إصدار الهند الأمر بنشر تعزيزات.
وقال مودي أمام حشد في ولاية راجستان إن البلاد “غاضبة” من الهجوم الذي وقع في منطقة بولواما بكشمير الهندية.
وأضاف “بعد هجوم بولواما، لا بد أنكم رأيتم كيف تتم محاسبة باكستان خطوة بخطوة. إنهم في حالة ذعر بسبب قرارات حكومتنا”.
وأكد “لن نجلس بهدوء بعدما تحمّلنا هذا الألم. نعرف كيف نسحق الإرهاب. منحنا الجيش حرية كاملة” في التحرك.
وبين من اعتقلوا في الحملة الأمنية في كشمير شخصيات بارزة من “جماعة الإسلام” — أكبر منظمة دينية في المنطقة — و”مؤتمر الحرية” — وهو ائتلاف يضم أحزابا سياسية محلية.
وتدعم “جماعة الإسلام” و”مؤتمر الحرية” على حد سواء بشدة حق مسلمي كشمير في اختيار إن كانوا يفضلون انضمام المنطقة إلى باكستان أو الهند — اللتان تخوضان نزاعا على المنطقة منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1974.
وأفاد بيان صادر عن “جماعة الإسلام” أن “الشرطة وأجهزة أخرى شنت حملة اعتقالات واسعة ودهمت العديد من المنازل في الوادي حيث تم توقيف عشرات القادة المركزيين أو أولئك ممن هم على مستوى المناطق”، مشيرا إلى أن القيادي عبدالحميد فايز بين الموقوفين.
“تحرّك تعسفي”
وربطت الشرطة الاعتقالات بالتحضيرات الأمنية للانتخابات المقبلة في الهند وبجلسة استماع تعقدها المحكمة العليا الاثنين للنظر في طعن ببند دستوري يمنح الكشميريين حقوقا خاصة في الملكية والوظائف في المنطقة.
لكن الاعتقالات استدعت انتقادات واسعة من القادة السياسيين في كشمير.
وقالت رئيسة وزراء كشمير السابقة المؤيدة للهند محبوبة مفتي على “تويتر” إن “الفشل في فهم تحرك تعسفي كهذا سيؤدي إلى مفاقمة الأمور بشكل متسارع. بإمكانك سجن شخص لكن لا يمكن حبس أفكاره”.
وأما مرويز عمر فاروق، هو قيادي انفصالي نافذ، فكتب على “تويتر” أن “إجراءات غير قانونية وقهرية كهذه بحق الكشميريين عقيمة ولن تغيّر الواقع على الأرض”.
وأغلقت المتاجر في أنحاء كشمير أبوابها السبت، بعضها احتجاجا على الاعتقالات والأخرى خوفا من نشوب نزاع بين الهند وباكستان.
ويخشى الكثير من سكان كشمير من تعرض المنطقة لضربة عسكرية ردا على الهجوم الانتحاري بينما تحدث سكان عدة مناطق عن نشاط عسكري جوي غير معتاد ليل الجمعة.
ولم تعلّق السلطات على تحليق المقاتلات العسكرية والمروحيات فوق المنطقة.
بدوره، تعهد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بالرد في حال تعرضت بلاده إلى أي هجوم. وفي رسالة لمجلس الأمن الدولي نشرت السبت، اتهم وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي الهند بـ”إشعال فتيل الحرب”.
وأثار النزاع قلقا دوليا حيث وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الوضع بأنه “شديد الخطورة”.
وقال في تصريحات في البيت الأبيض الجمعة “نرغب بأن يتوقف ذلك”.
وأضاف “خسرت الهند للتو نحو 50 شخصا جراء هجوم. أتفهّم ذلك”.
وخاضت الهند وباكستان اثنين من الحروب الثلاث بينهما منذ 1974 من أجل كشمير. (أ ف ب)