أوروبا
خبير ألماني : كلمة البابا في ختام قمة الفاتيكان ضد التحرش بالأطفال هي “فرصة ضائعة”
ـ مدينة الفاتيكان ـ انتقد خبير ألماني متخصص في القانون الكنسي كلمة بابا الفاتيكان فرنسيس الأول اليوم الأحد في ختام قمة الفاتيكان لمكافحة التحرش بالأطفال ،واصفا إياها بأنها “فرصة ضائعة”.
وتعهد البابا فرنسيس بأن تتوقف الكنيسة الكاثوليكية عن التستر على جرائم تحرش القساوسة بالأطفال “كما كان معتادا في الماضي” ، ولكن كلمته التي طال انتظارها كانت موجزة فيما يتعلق باتخاذ تدابير ملموسة.
وقال البابا في كلمته في ختام الاجتماع الذي استمر أربعة أيام :”لا يجب أبدا التستر على أي انتهاك ،كما كان معتادا في الماضي، أو تجاهله ، حيث أن التستر على الانتهاكات يدعم انتشار الشر ويضيف طبقة أخرى إلى الفضيحة”.
وقال الخبير توماس شويلر لوكالة الأنباء الألمانية(د. ب.أ) :”بدلا من الاعتراف بقوة بمسؤولية الكنيسة من منظور الضحايا ، كان هناك الإدلاء الروتيني و الفاتر لتصريحات عما هو واضح “.
وفي كلمته أمام ما يقرب من 200 شخص من الأساقفة وغيرهم من كبار الشخصيات في الكنيسة ، أكد البابا مجددا على أنه “إذا ظهر في الكنيسة حالة واحدة من الانتهاكات -التي تمثل في حد ذاتها بالفعل عملا فظيعا – فإن هذه الحالة ستتم التعامل معها بمنتهى الجدية”.
وفي مستهل القمة يوم الخميس الماضي ، كان البابا فرنسيس قد دعا المشاركين إلى الخروج بـ “تدابير فعالة وملموسة” وليس “مجرد إدانات يمكن توقعها”، وقدم خارطة طريق إصلاحية من 21 بندا لمكافحة التحرش بالأطفال ، ومع ذلك ، فإن كلمته اليوم الأحد لم تتضمن التزامات محددة ، باستثناء التعهد بتشديد قوانين الفاتيكان ضد المواد الإباحية للأطفال عبر الإنترنت.
وقال البابا فرنسيس إن قانونا للفاتيكان قدمه سلفه البابا الشرفي بندكت السادس عشر عام 2010 ،والذي جرم حيازة ومشاركة الصور أو مقاطع الفيديو الخليعة لأطفال دون الرابعة عشر، لابد وأن يتسع ليشمل الأحداث الأكبر سنا .
وكانت منظمة ” Ending Clergy Abuse” العالمية المعنية بحقوق الضحايا السابقين للتحرش بالأطفال قد أعلنت أمس السبت عن أولويات أخرى ، حيث دعت إلى الطرد التلقائي للقساوسة المتحرشين ومن تستروا عليهم من الكنيسة.
ولكن البابا فرنسيس لم يستجب لهذه الطلبات . وصور البابا في كلمته التحرش بالأطفال على أنه جزء من مشكلة اجتماعية أكبر ، مشيرا إلى أن المتحرشين هم “آباء وأقارب وأزواج لقاصرات ومدربون ومعلمون” أكثر من كونهم قساوسة.
وقال إنه مع ذلك فإن “وحشية هذه الظاهرة العالمية تكون أكثر خطورة وخزيا في الكنيسة ،حيث تتعارض تماما مع سلطتها الروحية ومصداقيتها الأخلاقية”.
وفي رد فعل آخر على كلمة البابا ، كتب ضحية التحرش بالأطفال سابقا والمتحدث باسم منظمة ” Ending Clergy Abuse” ،الألماني ماتياس كاتش، على تويتر إن “كلمة البابا هي محاولة مخزية ليضع نفسه على جبهة الحركة (المناهضة للتحرش بالأطفال) ، بدون مواجهة الذنب والفشل أو بدء تغييرات حقيقية”.
وكان المطران الأسترالي مارك كولريدج قد قال في عظة في وقت سابق اليوم قبل كلمة البابا فرنسيس إن قادة الكنيسة الكاثوليكية كانوا “أكبر أعداء لأنفسهم” ، حيث غضوا الطرف عن تحرش القساوسة بالأطفال. (د ب أ)